العدد 5031 - الأربعاء 15 يونيو 2016م الموافق 10 رمضان 1437هـ

 ستةُ أشهرٍ ساخنة

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

توقَّع أحد المراقبين الدوليين الشهر الماضي، أن تكون المنطقة مقبلةً على ستة أشهر ساخنة.

مضى حتى الآن شهرٌ من الستة أشهر الموعودة، وأمامنا خمسة أشهر أخرى، حيث تنتهي مع نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، مع انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة الأميركية. وبينما يشتدّ الصراع الانتخابي بين وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، والجمهوري الشعبوي دونالد ترامب، والذي يدغدغ الناخب الأميركي بشعارات القوة والعنفوان، ساعياً للفوز برئاسة على الطريقة التي أوصلت من قبله رونالد ريغان، وجورج بوش الابن إلى الرئاسة، في أعقاب إخفاقات وانتكاسات السياسة الأميركية مطلع الثمانينيات والألفية الجديدة.

في الحالين، علينا أن لا ننتظر انفراجةً إيجابيةً في السياسة الأميركية لصالح المنطقة العربية، سواءً تم انتخاب ترامب، أو كلنتون. فعقود التعامل الأميركي الناعم ربما يحل محلها سياسة الضغط المتواصل والإملاءات المباشرة. وهو ما يضع دول المنطقة تحت التهديد بفقدان ودائع أو استثمارات، تحت أية ذرائع، فضلاً عن عدم توقع أية خدمة في مجال الدفاع، من دون دفع المليارات.

الأشهر الأميركية الساخنة تنعكس على عملية استرجاع الفلوجة من قبضة تنظيم «داعش»، الذي سيطر عليها قبل ثلاثين شهراً، قبل نصف عام من تمدُّده وإعلانه قيام «الدولة» المزعومة على أرض عراقية سورية مشتركة.

اليوم، تجري عملية استرجاع الفلوجة، بغطاء دولي، لم يكن متوافراً قبل أشهر، خصوصاً بعد زيادة العمليات الإرهابية في البلدان الغربية؛ وآخرها قبل يومين في فرنسا، والأخرى في أميركا، في أكبر مذبحةٍ فرديةٍ نفّذها أحد أنصار «داعش»، وأودى بحياة 49 وإصابة 53 آخرين.

في موازاة ما يحدث في الفلوجة، هناك ضغوطٌ أخرى على تنظيم «داعش» في القسم الآخر من الحدود التي يسيطر عليها، في سورية. والتطور الأهم أن هناك توافقاً دولياً في هذا الاتجاه، فإلى جانب محور «روسيا، سورية، إيران» التي اجتمع وزراء دفاعها الأسبوع الماضي ليقرّروا استراتيجية التعاون بينهم، في وقت تؤكد أميركا في العراق وسورية... وفي الأخيرة، فهي تدعم «قوات سورية الديمقراطية»، وهو موقفٌ لاقى معارضةً تركيةً شديدةً لأنه يعزّز موقع الأكراد على الأرض. لكن حسابات الأميركان ليست هي نفسها حسابات الأتراك أو غيرهم.

اللافت أن هناك ترحيباً ضمنياً متبادلاً بين الحكومة السورية والأكراد، حيث تجمعهما المصلحة المرحلية، على الأقل للتخلص من «داعش». واللافت أيضاً، أن طائرات كلٍّ من التحالف والنظام، تشترك في إلقاء المناشير لأهالي الرقة، عاصمة «داعش»، تمهيداً للمرحلة المقبلة التي باتت على الأبواب، في الوقت الذي تهاجم قوات التحالف العربي الكردي مدينة منبج، 100 كم من الرقة.

تطورٌ آخر مهمٌ حدث في ليبيا، خلال هذا الشهر الساخن أيضاً. ففي هذا البلد الذي كان يجري الحديث عن تحويله إلى قاعدةٍ بديلةٍ تُمنح لـ «داعش»، بعد هزيمته في العراق وسورية، يتعرّض التنظيم إلى ضربات قاسية. ففي مدينة سرت التي تعتبر عاصمته بعدما استولى عليها قبل عام، حقّقت القوات الحكومية تقدماً سريعاً الشهر الأخير، بعد حصولها على الدعم الغربي. وقد دخلتها قبل أيام واشتبكت مع عناصره في حرب شوارع، كما استهدفتهم بالغارات الجوية، وشارفت على الحسم.

إنها ستة أشهر ساخنة سيكثر فيها الصراخ وتزيد الآلام، بدأت بتحرير الفلوجة، عاصمة «داعش» في الأنبار.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 5031 - الأربعاء 15 يونيو 2016م الموافق 10 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 7:04 ص

      كلامك صحيح ، فكلما ضربت المنظمات المتشددة في العراق وسوريا ، ازداد الصراخ والعويل.

    • زائر 15 | 3:34 ص

      منو ده احد المراقبين

    • زائر 13 | 2:14 ص

      تنظيم داعش سينتهي (غير مأسوف عليه) هذا شيء مؤكد و لكن من المؤكد كذلك ان الشعب العربي السوري سينتصر على ايران و كل المليشيات الطائفية الإيرانية و سيحقق حلمه و سيطرد الإيرانيين مدحورين بإذن الله تعالى

    • زائر 20 زائر 13 | 5:29 ص

      حتماً سيسحق داعش سحقاً. نقطة على السطر.

    • زائر 8 | 1:09 ص

      انتصارات الفلوجة وما سبقها من انتصارات حصلت بعزيمة شرفاء العراق والجوار المخلصين الذين يقدمون كل الامكانات في سبيل القضاء على الحلف التكفيري والبعثي واعوانهم الذين عاثوا فسادا منذ سقوط الطاغية صدام

    • زائر 4 | 10:30 م

      متعجب من يبني تحاليل على معركة الفلوجة و كأنها انفراجة المنطقة و القضاء على داعش المخجل و صلنا لمرحلة نحرر اراضي دولنا من نفس بعض ، الحقيقة الذي لا يتطرق لها احد هي النسيج الاجتماعي في العراق تفكك للابد بلطائفية و لا يوجد حل غير التقسيم من قبل الامم المتحده ، و شكرا جزيلا

    • زائر 11 زائر 4 | 1:41 ص

      كلام سليم
      وداعش هي الأمل الوحيد لتخلص من الطائفية فهي الممثل للقيم الانسانية والاسلامية

    • زائر 16 زائر 4 | 4:25 ص

      ليس تحرير بلداننا من ...

      وانما من 100 ألف عنصر تكفيري تم جلبهم من 80 دولة كما يعترف الامركييون.

    • زائر 19 زائر 16 | 5:19 ص

      تريد تقنعني كل هذا القتل و الدمار و التكتيك و السيطره على المدن من اطراف اجنبية حدث العاقل بما يعقل شأت ام أبيت من صنع داعش هم البعث و انصار البعث عراقين ابن عن جد وهم جزأ اصيل من الشعب العراقي المقاتيلين الاجانب لا يتجاوزون 30 الف في سوريا و العراق ، هذه مشكلة الاعلام و التغاضي عن امر واقع من اجل دعم فكره وهمية هي الوحده الوطنية ، لا يوجد شيئ اسمه شعب عراقي بل في عراقي شيعي و عراقي سني و عراقي كردي و اتحدى الجميع لو يستطيعون العيش في دوله واحدة ديمقراطية مدنية .

    • زائر 26 زائر 19 | 10:28 ص

      المسلم يستطيع العيش مع الجميع
      اما الطائفي فلا يستطيع العيش مع احد

    • زائر 3 | 10:25 م

      هذه الحلم بمنظور ايراني واهي و بمنظور مايسمى محور الممناعه ، من يحدد مستقبل المنطقه هي اسرائيل و لا غيرها و ليس دول محطمه مهدده بلتقسيم و نسيجها الاجتماعي ممزق طائفيا مثل العراق و سوريا هذه الدول الفاشله تقود مستقبل المنطقه شيئ مضحق عقلية الممانع ، على كل هذه الضعف و الذل و الهوان و يتحدثون بلغة القوة و الانتصار عجبا عجبا .

    • زائر 2 | 10:13 م

      ليتنا نسمع عن تطور في ديرتنا غير نهب الشعب من كل صوب والضغط عليه حتى كتمو أنفاسه حسبي الله ونعم الوكيل.

    • زائر 1 | 9:35 م

      عمري سبعون عاما. منذ وعيي و حتي الآن اقرأ و أسمع عبارة : في هذه اللحظات من تاريخ أمتنا الخطيرة. يعني شيصير اكثر مما صار في ستة أشهر؟ كل الأزمات تهدف الي سرقتنا و استعبادنا. ما الذي نتوقع تغييره؟ زيادة و زايدة. هذا اللي راح يصير.

    • زائر 5 زائر 1 | 12:27 ص

      جم عمرك؟ 140 وانت الصادق .. 70 سنة وقاعد ليي 4 الفجر تقرا جريدة .. جوز خوك انت صايم

    • زائر 6 زائر 5 | 12:54 ص

      هههههههه

    • زائر 7 زائر 5 | 1:03 ص

      ان بعض الظن إثم

    • زائر 9 زائر 5 | 1:19 ص

      يمكن شايب مثقف :P

    • زائر 10 زائر 5 | 1:34 ص

      صباح الخير
      رجال مثقف احسن من غيره سهر ...... ؟

    • زائر 14 زائر 5 | 2:33 ص

      استاذي الكريم انت في شهر الرحمة والمغفرة والانابة فبدلا من اساءة الظن والسخرية من الاخرين اصف للقراء تعليقا مفيدا ينفعك وينفع الاخرين وعمر السبعين لايمنع من الاستيقاظ مبكرا ومشاركة القراء فانا شخصيا اعرف قريبا لي عمره 78سنة يستيقظ فبل اذان الفجر بساعة ونصف يقيم ورده ثم يصلي الصبح ويتلو جزئين من كتاب الله وبحلول الساعة السادسة والنصف يذهب للسوق المركزي ويقرا بعض العناوين المهم في الجريدة الورقية مع جماعته ويتناقشون فيما بينهم.

    • زائر 24 زائر 5 | 9:12 ص

      يقولون اهل البيت عليهم السلام: من لم يوقر كبيرنا فليس منا. فلا تنسى اننا في زمن السرعة الم تسمع مريم نور تقول هي الان عمرها كم سنة بشوف عمرك 70 بغمضة عين مريم نور تقول الان عمر ها ستة عشر سنها بالنسبة لعصر السرعة
      سنة16

    • زائر 12 زائر 1 | 1:43 ص

      عيب

      لماذا تستهزئ بكلام الرجل أيها المعقب ، فهو لم يقل شيئا غير وصف لما يجري على اﻷمة . وهل من هو في عمر السبعين محروممن الاستيقاض باكرا وقراءة الصحف فالرجل جلس استيقض لصلاته وجلس يقرأ وردا وصحفا وهل هذا عيب يا بن جيل اليوم ! جيل السهر فيما هو غير مفيد ونافع .

اقرأ ايضاً