العدد 5033 - الجمعة 17 يونيو 2016م الموافق 12 رمضان 1437هـ

الشقيري... وقفة جماهيرية رائعة

حسين الدرازي Hussain.Rashid [at] alwasatnews.com

.

كما هو معروف، دائماً ما يطل علينا الإعلامي الشهير أحمد الشقيري في برامجه المختلفة بقناة (MBC) بالذات في هذا الشهر الفضيل بأطروحات جريئة ورائعة تصور لنا بعض الأمور التي تحصل في عالمنا العربي وطريقة تناولها وحلها أو التقليل منها على أقل تقدير، إذ وصل بعض ما يتكلم عنه الشقيري لمرحلة الإيذاء البدني والنفسي، وما شابه ذلك، ومن أناس تعودوا على «السخافة» و»الهمجية»، وكأنهم يعيشون في غابات، مع احترامنا للحيوانات التي لا تملك عقولاً، وبالتالي غير مسئولة عن تصرفاتها، بينما هؤلاء البشر مسئولون عن أي فعل يقومون به!.

الشقيري تطرق إلى التصرفات التي تأتي من (بعض) الجماهير في المباريات، وخصوصاً الألفاظ والشتائم والسباب التي نسمعها بشكل مستمر في أغلب مبارياتنا، إن لم يكن جميعها، وهذا أمر لا يمكن نكرانه، فبمجرد التواجد في أي مباراة ستستمع للكم الكبير من هذه الألفاظ، التي تعبر في النهاية عن صاحبها، لكن الأمر المؤسف أنها تُقال أمام الكبير والصغير، فماذا ستُخرج ملاعبنا إذاً من الأجيال القادمة، إذا كانت تستمع لمثل هؤلاء في كل مباراة بلا حسيب أو رقيب! هؤلاء الأشخاص كأنما خولوا أنفسهم بأن لهم مطلق الحرية في قول ما يريدون، وكأنما هم موجودون لوحدهم، ففي الملاعب أطفال ومراهقون، وحتى كبار ممن لا يريدون الاستماع لكل ذلك، فما هو ذنبهم! هل الحل أن يجلس هؤلاء في بيوتهم وهم لا ذنب لهم، ويبقى «الشتامون» يسرحون ويمرحون في كل مباراة بلا محاسبة!

أنا لا أتحدث هنا عن الاحتجاجات، فهي أمور طبيعية تحصل في كل مباراة وبحدود أيضاً، لكن كلامي عن الألفاظ المخجلة التي نسمعها باستمرار، والغريب أن الأمر إذا كان يتعلق بطاقم التحكيم أو لاعبي الفريق الخصم مثلاً، فإن ألسنتهم تتحول إلى «مستنقع» لأوسخ الكلمات التي يندى الجبين لسماعها، بينما نجدهم متناقضين ويسيل من ألسنتهم العسل حينما يكون ذلك عن لاعبي فريقهم! وكأن لاعبيهم «ملائكة» لا يخطئون بتاتاً! وأن أي خطأ تحكيمي أو من الفريق الخصم فإنه يستحق الشتم والسب، وحتى الضرب والشغب ورمي كل ما في اليد بالملعب إن استدعى الأمر ذلك!

الحل بالتأكيد يجب أن يكون من داخل هؤلاء الذين لابد من أن يعلموا أنهم ليسوا وحدهم من يتواجدون في الملاعب، ويجب أن يحترموا أنفسهم أولاً والآخرين ثانياً والمكان الذي هم فيه ثالثاً، ثم إن العقوبات التي يتم اتخاذها من الاتحادات يجب التدقيق فيها، فإذا كانت من أشخاص معروفين مثلاً وتتكرر منهم مثل هذه الأفعال والأقوال، فالأولى أن يتم تغريمهم هم وليس أنديتهم مثلما هو حاصل حالياً، علماً بأن أنديتهم في الغالب من المفترض ألا تتحمل ذنب تصرفاتهم، وأن يتم تقديم أسمائهم للجهات المختصة في حالة عدم التزامهم بتنفيذ العقوبات، وصدقوني لو كانت كل شتيمة غرامتها دينار واحد، فستكون مدرجاتنا نظيفة! لأن البعض لن يدفع 100 دينار عن كل مباراة، لأنه بالفعل يشتم 100 مرة في المباراة!

إقرأ أيضا لـ "حسين الدرازي"

العدد 5033 - الجمعة 17 يونيو 2016م الموافق 12 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً