العدد 5038 - الأربعاء 22 يونيو 2016م الموافق 17 رمضان 1437هـ

بريطانيا تختار اليوم بين البقاء في أوروبا أو الخروج منها

يترقب العالم الاستفتاء الذي ستنظمه بريطانيا، اليوم الخميس (23 يونيو/ حزيران 2016)، حول البقاء في الاتحاد الأوروبي أو الخروج منه، بعد حملة ساخنة تخللتها جهود شاقة بذلها المعارضون والمؤيدون، لحث نحو 46.5 مليون ناخب على التصويت لخيارهما، وسط تقارب شديد بين المتنافسين.

وعلى الناخبين البريطانيين الاختيار بين إجابتين: «البقاء عضواً في الاتحاد الأوروبي» أو «مغادرة الاتحاد الأوروبي».

وبذل مؤيدو بقاء بريطانيا ومعارضوه جهودهم الأخيرة أمس (الأربعاء) لإقناع المترددين، عشية الاستفتاء، عبر خطابات ومقابلات ومناظرات وتوزيع منشورات.

وقبل يوم واحد من الاقتراع الحاسم لمستقبل بريطانيا ومعها أوروبا، بدا المعسكران متعادلين مع تقدم طفيف لمؤيدي البقاء في الاتحاد بنحو 51 في المئة في نوايا التصويت، بحسب معدل آخر 6 استطلاعات للرأي حسبها موقع «وات يوكي ثينك» الإلكتروني. وهدف المعسكرين واضح وهو إقناع نحو 10 في المئة من المترددين الذين يمكنهم ترجيح الكفة لمصلحة أحدهما.


استفتاء في بريطانيا اليوم بشأن البقاء في الاتحاد الأوروبي... وزعماء يحذرونها من الخروج

لندن - أ ف ب

حذر القادة الأوروبيون بريطانيا أمس الأربعاء (22 يونيو/ حزيران 2016) أن خروجها من الاتحاد الأوروبي سيكون «لا رجعة فيه»، فيما أظهر استطلاعان للرأي تقدم المعسكر المؤيد للخروج على معسكر البقاء في التكتل عشية الاستفتاء الذي تترقب القارة بأكملها نتائجه.

وأظهر استطلاع مركز «إمبينيوم» حصول معسكر «الخروج» نسبة 45 في المئة مقارنة مع 44 في المئة لمعسكر «البقاء»، بينما أظهر استطلاع «تي إن إس» تقدم معسكر «الخروج» بنسبة 43 في المئة مقارنة مع 41 في المئة لمعسكر «البقاء» في الاتحاد.

وقال مدير التوجهات السياسية والاجتماعية في معهد «تي إن إس»، لوك تايلور إن استطلاعه «أظهر أن موقف معسكر الخروج أقوى من معسكر البقاء».

لكنه أضاف أن من المحتمل حدوث «تغيير للوضع الراهن» في الساعات الأخيرة قبل التصويت.

وفي حال مغادرتها الاتحاد الأوروبي، فستكون بريطانيا أول بلد تخرج من الاتحاد في تاريخه الممتد 60 عاماً، موجهة صفعة إلى الاتحاد الذي يعاني من اسوأ أزمة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية.

وقبل ساعات من فتح مراكز الاقتراع، حذر رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من أنه إذا اختار الناخبون خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي اليوم (الخميس) فإنه «لا عودة عن قرارهم».

وقال يونكر للصحافيين في بروكسل «إذا خرجت بريطانيا فلا عودة عن خروجها»، نافياً أي حديث عن إعادة التفاوض بعد التصويت بالخروج، فيما أكد هولاند أن خروج بريطانيا «لا عودة عنه».

أما المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل فاعربت عن رغبتها في بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، مؤكدة أن القرار بيد البريطانيين.

«معاً أفضل»

وأمضى رئيس الوزراء الذي يواجه دعوات بالاستقالة في حال خسر معسكره المؤيد للبقاء في الاتحاد، الساعات الأخيرة من النهار في حملته في أنحاء بريطانيا مجرياً العديد من المقابلات.

وقال لإذاعة «بي بي سي»: «إذا أردت تلخيص الحملة بأكملها في كلمة سأقول (معاً)».

وصرح أثناء الحملة «إذا أردنا اقتصاداً أكبر ووظائف أكثر، فمن الأفضل لنا أن نفعل ذلك معاً».

وأضاف «نحن أكثر قدرة على مواجهة تحديات الإرهاب والتغير المناخي، وأكثر قدرة على عقد اتفاقيات تجارة حرة مع الصين وأميركا» بوجودنا في الاتحاد الأوروبي.

ودعا حوالى 1300 مسئول في شركات نصفها من المجموعات الكبيرة المسجلة في بورصة لندن أمس (الأربعاء) إلى بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.

وموقعو الرسالة هم رؤساء ومدراء عامون وإداريون ومؤسسو شركات متفاوتة في الحجم، معظمها بريطانية ويعمل فيها 1,75 مليون شخص. وبين الموقعين مسئولو 51 من الشركات المئة المدرجة في مؤشر بورصة لندن.

وذكرت شركة «بيتفير» للمراهنات أن الترجيحات تشير إلى حصول معسكر البقاء في الاتحاد على نسبة 76 في المئة من الأصوات.

«البلاد في حالة فوضى»

وحذر الخصم الرئيسي لكاميرون وخليفته المحتمل وقائد حملة الخروج من الاتحاد، بوريس جونسون من أن بريطانيا تقترب من «يوم الاستقلال» عن أوروبا.

وصرح في شرق إنجلترا «أعتقد أننا على وشك ان نشهد حدثاً استثنائياً في تاريخ بلادنا وفي تاريخ أوروبا بأكملها».

أما نايجل فاراج، زعيم حزب «استقلال بريطانيا» فقال «أعتقد أننا سنكسب هذا» الاستفتاء.

وفي حال اختار البريطانيون المغادرة فإن ذلك سيطلق مفاوضات طويلة مع الاتحاد الأوروبي تؤدي إلى خسارة بريطانيا دخول سوق شركائها في الاتحاد الذي يضم 28 بلداً، ويجبرها على شطب اتفاقيات التجارة التي أبرمتها مع العالم.

وفي أوروبا أثار الاستفتاء مخاوف من أن تتجه دول أخرى إلى اجراء استفتاءات للمغادرة يمكن أن تضر بوحدة الاتحاد المنقسم بسبب مشكلة الهجرة خصوصاً.

واحتلت مسألة إمكانية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي ما يفتح الباب أمام آلاف المهاجرين الجدد للحضور إلى بريطانيا، مكانة رئيسية في حملة «الخروج من الاتحاد». وذكرت مصادر لوكالة «فرانس برس» أن الاتحاد الأوروبي يخطط لإجراء محادثات جديدة مع تركيا خلال أيام قليلة لبحث إمكانية فتح فصل جديدة من المفاوضات حول الميزانية والشئون المالية.

وأعربت تركيا عن رغبتها في بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، حيث صرح وزير الخارجية التركي، مولود جاوش أوغلو «نريد أن تبقى المملكة المتحدة في الاتحاد بأي ثمن».

من ناحيته أعرب الجمهوري دونالد ترامب الذي يسعى للحصول على ترشيح حزبه للرئاسة، عن رغبته في خروج بريطانيا من الاتحاد.

بريطانيون مؤيدون للبقاء ضمن المظلة الأوروبية - epa
بريطانيون مؤيدون للبقاء ضمن المظلة الأوروبية - epa

العدد 5038 - الأربعاء 22 يونيو 2016م الموافق 17 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً