العدد 5038 - الأربعاء 22 يونيو 2016م الموافق 17 رمضان 1437هـ

العبرة من التاريخ

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

في قراءة التاريخ الكثير من العبر والحكايا. منها يمكن للمرء أن يطّلع على الكثير من التجارب. تجاربٌ متنوعةٌ بين الجيّد والسيّء. تجارب نجاح وإخفاق. تجارب أخذت البعض إلى القمم بينما هوت ببعض آخر إلى القيعان. ويمكن لأي شخص أن يختار منها ما يتناسب مع واقعه وحاله وظروفه ليطبّق تلك الناجحة ويتفادى ما كان سبباً في سقوط غيره واندثاره.

الذكيّ هو من يتعامل مع التاريخ باعتباره منهل تجارب. باعتباره نبع حكمة وعظة. وها هو التاريخ يحاول تعليمنا أن الحياة عبارة عن حركةٍ لا تسكن، وأن الحال تتغير سريعاً بتسارع الأحداث. ما كان اليوم مضحكاً لأحدهم، قد يكون غداً مبكياً له. وما يجعل هذا شامتاً في صباح ما، قد يجعله موضع شماتة في مساء قريب. ما كان سبباً في فقر أحدهم ونزع سلطانه كان نفسه سبباً في غنى آخر وإتيانه السلطان.

يقول الأقدمون: دوام الحال من المحال. وهو ما يثبته كل ما يزخر به التاريخ من قصص نجاح لشخصيات طالما سمعنا بنجاحها من غير أن نعرف ما كانت عليه في السابق، شخصيات علمية ودينية وحكام وقضاة ومخترعون. في كل مرة نقرأ تاريخهم نشعر بالرغبة في اتباع خطاهم وبالحماس الذي لا يزول ولا يفتر. فمادام الفلاح المعدم الذي لم يدخل مدرسة في طفولته ابن الرجل الأميّ على سبيل المثال استطاع أن يكون يوماً رئيساً للولايات المتحدة الأميركية. وهنا أعني ابراهام لنكولن، الذي تشاجر يوماً مع أحد أقرانه حين كان صبياً بعد أن قرأ قصة حياة «واشنطن»، فقال له صاحبه من قبيل التحدي: من تظنّ نفسك ستكون؟ رئيس بلدية؟ محافظاً؟ فأجابه: سأكون رئيساً للولايات المتحدة! وبالفعل كان له ما أراد بعد أن درس القانون، وعمل واتبع خطواته نحو النجاح. مادام هذا الفلاح كان قادراً على ذلك، فمن باب أولى أن يقدر على النجاح من توافرت لديه مقومات أكثر، ولابد أنه يستطيع تحقيق أمنياته وطموحاته ويستطيع تبوّء أعلى المناصب متى ما استطاع أن يركز جهوده ويثق بنفسه وبقدراته.

وكما نقل لنا التاريخ تجارب النجاح، فإنه نقل ما يثبت تبدّل الحال نحو الأسوأ عند الحمق والغرور والتعامل مع الواقع بشكل لا يمت للحكمة والتصرف الذكي بصلة. والقصص في هذا المجال كثيرة جداً، ينقلها لنا تاريخ العالم أجمع. فأين ذهبت تلك الامبراطوريات الكبيرة بسبب من حاولوا الاستفادة من مناصبهم على حساب النفع العام، فتسببوا في انهيار تلك الدول والامبراطوريات. فالتاريخ متاحٌ للجميع، بكل ما يحويه من قصص وتجارب وعبر. لكن المهم هو كيف نقرأ هذا التاريخ ونأخذ منه العبرة والموعظة.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 5038 - الأربعاء 22 يونيو 2016م الموافق 17 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 2:13 م

      المشكله فيهم أنهم لا يعتبرون من الماضي , لذلك التاريخ يعيد نفسه . ولا حول ولا وقوة الا بالله العلي العظيم .

    • زائر 5 | 6:45 ص

      و الله يا بنتي الكلام صحيح و لكن في فمي ماء و هل ينطق من في فيه ماء

    • زائر 4 | 6:06 ص

      طبقوا هاده الكلام فى البلد وراح تصلح الامور \\ اعمل لدنياك صالح خل يسجله دفتراه \\ لازم اطيعون الله فى امور المسلمين لكى تفلحوا وترك الهوى السياسي والله يصلح البلد وشكرا سوسن

    • زائر 3 | 3:19 ص

      هل هناك احد يتجرأ على القول ... مثلا!!!

    • زائر 1 | 11:48 م

      فكرش نستفيد في هالديرة !!؟ كلامش كلش ما يصلح للبحرين لو كوكب ثاني معقول

اقرأ ايضاً