العدد 5039 - الخميس 23 يونيو 2016م الموافق 18 رمضان 1437هـ

الحكومة الكولومبية و"فارك" توقعان اتفاقا لوقف إطلاق النار

وقعت الحكومة الكولومبية وحركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) يوم الخميس (23 يونيو/ حزيران 2016) اتفاقا لوقف إطلاق النار، في آخر خطوة نحو السلام بعد أكثر من خمسين عاما من الصراع.

ووقع كبير المفاوضين الكولومبيين أومبيرتو دي لا كاييه والقائد بجماعة فارك لوسيانو أرانجو الاتفاق بحضور الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس وزعيم جماعة فارك رودريجو "تيموشينكو" لوندونو في مراسم بالعاصمة الكوبية هافانا حضرها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس الكوبي راؤول كاسترو والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو والرئيسية التشيلية ميشيل باشيليت والرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو والرئيس السلفادوري موريسيو فونيس ووزير الخارجية النرويجي بورجه برينده.

وقدم سانتوس قلما إلى لوندونو - مصنوع من رصاصة - ليستخدمه في التوقيع على الاتفاق وقال له: "لقد كتبت الرصاصات الماضي، لكن التعليم سيكتب مستقبلنا".

وقال لوندونو إن الاتفاق "ليس معناه الاستسلام ولكنه نتاج حوار جاد" بين الطرفين اللذين تناحرا لأكثر من 50 عاما.

وأضاف أن الاتفاق هو "أفضل فرصة لشعبنا ليصل إلى السلام الدائم".

وتابع: "لعل هذا هو آخر يوم في الحرب".

واستغرق التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار سنوات، وانطلقت خطوة أخيرة من مفاوضات السلام في .2012 ووافق الطرفان في الاتفاق على حظر استخدام الأسلحة فيما يتعلق بممارسة السياسة، في خطوة تاريخية بالنسبة للبلد المنخرط في الحرب الأهلية منذ ستينيات القرن الماضي.

ووافقت فارك على استخدام الوسائل غير العنيفة للعمل من اجل تحقيق أهدافها السياسية، وتعهدت الحكومة بحماية المتمردين بعد نزع سلاحهم، على النقيض لما حدث في حقبة الثمانينيات، عندما قتل الآلاف من أعضاء حزب الاتحاد الوطني الناشئ التابع لجبهة "فارك" على يد ميليشيات يمينية.

ووافق المتفاوضون بالفعل على تنظيم برامج للعدالة الانتقالية وتوفير مساعدات لضحايا الصراع ومواجهة الجريمة المنظمة بشكل مشترك وتنظيم برامج للتنمية الزراعية في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، بالإضافة إلى السماح لأعضاء فارك السابقين بالمشاركة السياسية.

ورحب زعماء العالم بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال أمين عام الامم المتحدة بان كي مون اثناء مراسم التوقيع: "تثبت عملية السلام في كولومبيا اليوم فعالية جهود جميع العاملين في العالم من أجل إنهاء الصراعات العنيفة من خلال البحث الدؤوب عن حل وسط، لا عن طريق تدمير الخصم".

ووصف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الاتفاق بأنه " اخبار سارة لشعب تلك البلاد ولكل الراغبين بالسلام".

وأضاف كيري: "أنا مسرور، لأنه عقب أكثر من أربع سنوات من المحادثات المكثفة، توصلت الحكومة الكولومبية وفارك إلى إنجازات في بعض القضايا الأكثر صعوبة المطروحة أمامهم، وبرغم أنه لايزال يتعين القيام بالمزيد من العمل الجاد، فإن خط النهاية يقترب وبات أقرب من أي وقت مضى".

وكانت فارك قد أعلنت منذ 11 شهرا عن وقف إطلاق النار من جانبها. ورغم تعليق كولومبيا للغارات الجوية ضد مقاتلي حرب العصابات، رفضت إلى الآن أن تنهي الهجمات البرية.

ووضعت الحكومة وفارك خارطة طريق لـ 180 يوما تنزع في نهايتها فارك السلاح. وستتحقق مجموعة عمل مؤلفة من الحكومة وممثلين من فارك ومراقبين من الأمم المتحدة من نزع السلاح.

يذكر أن الحرب الأهلية التي دامت لعقود في كولومبيا أسفرت عن مقتل أكثر من 220 ألف شخص وتشريد الملايين. وقال الرئيس سانتوس إن معاهدة سلام نهائية قد يتم التوقيع عليها الشهر المقبل.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً