العدد 5040 - الجمعة 24 يونيو 2016م الموافق 19 رمضان 1437هـ

ملحمة الفلوجة

بغداد يا أنشودة الصباح

مدينة الإصلاح والفلاح

حمامة محاصرة مكسورة الجناح

وحيرة في آخر الدرب بلا وشاح

حاضرها صمود

ختامها منفى

ترتفع الأعلام من جوانب الضلوع

حبالها مقطوع

بدمها مبللة

اصرخ في الموت بأعلى صوتي

يرتد بالحوائط المجلجلة

قارورة بلا مياه

مجروحة بلا دواء

تلك هي الفلوجة

واقفة في وسط الدمار

كالجرة المعوجة

محتارة هل حررت

أم لا تزل محجوزة

قد ضاع ما نملكه

وكل ما نملكه صار هباء

آه على بناتنا اللواتي

قد خبأن ألعابهن تحت الجثث

حزني على عويل أمهات

مختلط الألوان كالشفق

أبحث في جوانبي

عليّ أرى مسمار

كي أثبت القدر

فوق الحائط المكسور

في وقت السحر

وأنجم آفلة

وأنفس موجعة

أين صلاح الدين والفاروق

يسأل عن براقة العينين

عن كسرى

وذي القرنيين

والجسد الطاهر قد سجّى وسط الدار

ما بين الحفر

أمامه حجر

وراءه حجر

ما إن تقلب الحصى

تلقى قمر

يحمل في طياته قرآن أو إنجيل

يبحث في السماء

عن طير أبابيل

لعل أن يرميهم حجارة من سجيل

يا إخوتي

كم شوحت يدي لكم قبل الغرق

واكتفيتم برفع أيديكم إلى السماء

للدعاء

طوبى إلى الهزيمة

فمن شدائد الأمور قد تولد العزيمة

وينهض الطفل من الركام

يلعب بالنار وبالحليب

يلهو مع الدواعش

في وسط الطريق

يلملم الشتات

ويأكل الفتات

واللجنة المكلفة عن حقه كإنسان

تقبع في جنيف

تبحث عن تقرير

قد خانها التعبير

وآلة الدمار والزلازل

تقصف بالقنابل

وتدعي السلام

محمد حسن خلف

العدد 5040 - الجمعة 24 يونيو 2016م الموافق 19 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً