بغداد يا أنشودة الصباح
مدينة الإصلاح والفلاح
حمامة محاصرة مكسورة الجناح
وحيرة في آخر الدرب بلا وشاح
حاضرها صمود
ختامها منفى
ترتفع الأعلام من جوانب الضلوع
حبالها مقطوع
بدمها مبللة
اصرخ في الموت بأعلى صوتي
يرتد بالحوائط المجلجلة
قارورة بلا مياه
مجروحة بلا دواء
تلك هي الفلوجة
واقفة في وسط الدمار
كالجرة المعوجة
محتارة هل حررت
أم لا تزل محجوزة
قد ضاع ما نملكه
وكل ما نملكه صار هباء
آه على بناتنا اللواتي
قد خبأن ألعابهن تحت الجثث
حزني على عويل أمهات
مختلط الألوان كالشفق
أبحث في جوانبي
عليّ أرى مسمار
كي أثبت القدر
فوق الحائط المكسور
في وقت السحر
وأنجم آفلة
وأنفس موجعة
أين صلاح الدين والفاروق
يسأل عن براقة العينين
عن كسرى
وذي القرنيين
والجسد الطاهر قد سجّى وسط الدار
ما بين الحفر
أمامه حجر
وراءه حجر
ما إن تقلب الحصى
تلقى قمر
يحمل في طياته قرآن أو إنجيل
يبحث في السماء
عن طير أبابيل
لعل أن يرميهم حجارة من سجيل
يا إخوتي
كم شوحت يدي لكم قبل الغرق
واكتفيتم برفع أيديكم إلى السماء
للدعاء
طوبى إلى الهزيمة
فمن شدائد الأمور قد تولد العزيمة
وينهض الطفل من الركام
يلعب بالنار وبالحليب
يلهو مع الدواعش
في وسط الطريق
يلملم الشتات
ويأكل الفتات
واللجنة المكلفة عن حقه كإنسان
تقبع في جنيف
تبحث عن تقرير
قد خانها التعبير
وآلة الدمار والزلازل
تقصف بالقنابل
وتدعي السلام
محمد حسن خلف
العدد 5040 - الجمعة 24 يونيو 2016م الموافق 19 رمضان 1437هـ