العدد 5041 - السبت 25 يونيو 2016م الموافق 20 رمضان 1437هـ

بعد خراب البصرة!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ماذا نتوقّع بعد محاولة قتل توأمين لأبيهما وطعن أخيهما الثالث وقتل والدتهما؟! هل نتوقّع بأنّ هذه حادثة عادية تمر مرور الكرام أم فاجعة لابد للمجتمع الخليجي الوقوف عندها والوعي بأبعادها؟!

أن يقتل هذان التوأمان أمّهما بسبب التطرف الديني هذه هي الكارثة الحقيقية! هل دين محمّد (ص) أمرنا بقتل الوالدين والإخوة بسبب الإلحاد، أم بسبب التهاون في الصلاة، أو عدم تطبيق شرع الله بحذافيره؟!

أليس القرآن الكريم حثّ المسلم وليس المؤمن فقط على بر الوالدين؟! إذ قال الله في كتابه الحكيم: «وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما، وصاحبهما في الدنيا معروفاً» (سورة لقمان - الآية 15).

لا نلوم التوأمين على ما قاما به، ولكن نلوم من حرّض وأجّج وكرّه الابن في أمّه وأبيه وأخيه، وانحرف في التفسير وتأويل الأحاديث، هذا هو من يجب أن يُسجن ويحاسب ويقاضى! هؤلاء المؤجّجون والمتعصّبون يستغلّون الدين استغلالاً بشعاً، يحرّضون الشباب ولا يحرّضون حشاشة أكبادهم (أبنائهم)، ويأمرونهم بما لا يأمرون به أبناءهم، فأبناؤهم في رخاء وسعادة وبُعد عن هذا التشدّد والتعصّب، أمّا أبناء الناس فهم عوام، التأجيج فيهم مباح من خلال هؤلاء المرتزقة، مرتزقة الدين!

لا نستغرب من هذه القصّة البشعة التي حدثت في المملكة العربية السعودية، ففي الكويت الشقيقة أيضاً استفاق النّاس على نحر شاب كويتي لأخيه لأنّه لا يصلي ولا يصوم! أصبح هو الرب في الحساب والعقاب واتّخاذ قرار بإنهاء الحياة!

كذلك لا نلوم هذا الشاب على قتل أخيه، نلوم من حرّض وأجّج وتعصّب وتطرّف في دينه، ودينه منه براء، أولئك أشباه المشايخ الذين غذّوا هذا الشاب والتوأمين وحشوهم حشواً باللّغط وبالخطأ في تفسير الحديث والقرآن!

هؤلاء، أشباه المشايخ في تفسيرهم للأحاديث أبعدوا السلطة التنفيذية والقضائية عن الحكم، فأصبحوا هم السلطة التنفيذية وهم السلطة القضائية وهم من يحكم وينفّذ تكفير النّاس على حسب الهوى، وقتل الأقرباء قبل الأصحاب حسب الهوى، ولا ندري من هو التّالي!

لابد من اجتثاث هذا الفكر المتطرّف، اجتثاثه من خلال مشايخ هؤلاء الذين نفّذوا حكم الإعدام في الأقارب سواء في دولة الكويت أو في المملكة العربية السعودية، والضرب بيد من حديد على من يتنطّع في الفتاوى على هواه، ولكأنّنا في دول الغاب وليس دول القانون!

المعادلة يجب أن تكون عادلة، بحيث يتم أخذ الحق ممّن نفّذ القتل، ومشايخ الفتنة الذين حرّضوا على إباحة قتل الأبرياء، قفص واحد للقاتل والمؤجّج، قفص واحد للمعتدي والمحرّض، قفص واحد لمن امتدّت يده لقتل النفس التي حرّم الله قتلها والمتطرّف الذي شجّعه وسانده في فعلته!

لكم الله يا شعوب العالم العربي والإسلامي، فـ (بعد خراب البصرة) لا ينفع الندم، عشرات السنين وهؤلاء المرتزقة يعملون بكل أريحية في غسل أدمغة الشباب، حتى بلغنا هذا اليوم الذي نشهد فيه نتيجة هذا الغسل، ونخشى ما نخشاه بأنّ القادم أعظم إن لم تُتّخذ الإجراءات الحاسمة والقاصمة، والقبض بيد من حديد على أشباه المشايخ.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5041 - السبت 25 يونيو 2016م الموافق 20 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 1:27 م

      هذا نتاج مجتمعات تربت على الفكر التكفيري

    • زائر 13 | 7:14 ص

      الحمد لله رب العالمين مذهبنا علمنا ان قتل النفس حرام

    • زائر 12 | 6:29 ص

      ومازالت مدارسهم مفتوحه ويدرسون الاطفال ويغرزون فى عقولهم الجهل وسفك الدماء روحو فتشو عليهم وراح اشيفون احقادهم

    • زائر 10 | 3:43 ص

      ايتها الكاتبة.لولا هؤلاء لما سرقت ثروات الشعوب ولما رايت فقيرا في الامة الاسلامية لما حبا الله هذه البلدان من خيرات فهم من اجاز القتل وهم من اراق الدماء وهم من ساعد على السرقة وهم وهم وهم ..

    • زائر 11 زائر 10 | 4:26 ص

      قتل النفس المحترمة

      من يحرض الأبناء على قتل أبائهم وأمهاتهم وأخواتهم وأخواتهم من السهل عليه أن يحرضوهم على قتل كل من يختلف معهم في الفهم والأستيعاب العقائدي والفقهي

    • زائر 9 | 3:38 ص

      رجل كألف

      كان شجاعا قويا مرابطا بدا كأنه ليس من عالمنا فقط هو وليس غيره من رفع الصوت عاليا وقال من أين يأتي التطرف والتكفير والاجرام

    • زائر 7 | 3:19 ص

      بنيتي مريم.
      هؤلاء المشايخ الذين تتحدثين عنهم هم صمام امان لبقاء المتسلطين على البلاد والعباد ..

    • زائر 6 | 2:06 ص

      منبع للتكفير و التخلف .... متى ؟

    • زائر 5 | 12:35 ص

      الفكر الضالّ ايضا له منافع ويمكن استخدامه لتجهيل الناس وتوجيههم الى حيث يبتعدون عن كل ما يخدم الأمّة الى اشعال الفتن والحروب ليكونوا وقودا لها ويجلس البعض يتفرج عليهم

    • زائر 4 | 12:24 ص

      ههههه استاذة الفكر المتطرف بضاعة يتكسّب منها وبها ولا زالت الحاجة ماسّة إليها فكيف تستأصل؟
      انت تطالبين والبشر السوي والانسان العاقل كلنا نطالب بذلك ولكن واقع الحال انه لا زالت الحاجة ماسّة لبقاء هذا الفكر فهو سلاح يخدم

    • زائر 3 | 11:07 م

      ..من سيقبض على المجرم او الجانى يجب ان يكون برىء من التهم.

    • زائر 2 | 10:45 م

      هذة المشايخ التي تتحدثين عنهم اختي العزيزة مريم موجودين منهم في البرلمان والبعض منهم خارج نطاق التغطية نسمع أصواتهم وقت الشتم واللعن في فئة معينة من الطائفة الكريمة والبعض منهم صورهم انتشرت لكن الحكومة لا تريد محاسبتهم ولازالو يعملون في الخفاء من تحت الطاولات.

    • زائر 8 زائر 2 | 3:24 ص

      ..تحتفظ بهم الحاجة ووقت الفزعة وتفتح لهم وسائل الاعلام تكفير تمجيس شتم تخوين

    • زائر 1 | 10:38 م

      لاحول ولاقوة الا بالله العظيم

      اشباه المشايخ للاسف يكرمون ويعطونهم كامل الحريه في القول والعالم ويا حسرتي على المشايخ الحق يطالهم التنكيل على كل كلمه يقولونها مع انهم ...يدعون الى حقن دماء المسلمين والتسامح واﻷصلاح الدنيا تمشي بالمقلوب يا اختاه

اقرأ ايضاً