العدد 5046 - الخميس 30 يونيو 2016م الموافق 25 رمضان 1437هـ

نمط الحياة والأمراض المزمنة

فاطمة المنصوري

أخصائية اليوغا العلاجية وإدارة وتنظيم نمط الحياة

وصلتني رسالة من أحد المراجعين تقول: «استاذة انا كلمتك قبل فترة بخصوص مرض «الفايبروميالجيا» المزمن ونصحتيني بأكل صحي ونمط حياة صحي وبعد فترة من اتباع النظام الصحي شعرت بتحسن ملحوظ والحمدلله خفّت الآلام واستطعت القيام بعدة أنشطة لكن مع قدوم رمضان ومع تغير مواعيد النوم وبصراحة قمت بتناول الأكل المتعارف علية في شهر رمضان فعادت لي الآلام والإجهاد والتعب وجميع اعراض «الفايبروميالجيا»، سؤالي هو: معقول في مدة أقل من شهر يمكن أن تعود الأعراض؟ هل يمكنك الجواب من واقع تجربتك»؟

لقد تطرقت في عدة لقاءات ومقالات سابقة لي عن موضوع شفائي من مرض «الفايبروميالجيا» المزمن و الجواب كالتالي…

كل يوم محسوب

في التعامل مع مرض «الفايبروميالجيا» أو أي مرض مزمن كل يوم محسوب! يعني يوماً بيوم، ما تتناوله وما تتعرض له من ضغوط يؤثر وكلما زاد التراكم بدأت الأعراض بالظهور، هو تحد وجهاد للنفس لكبح الرغبات والتحكم في الحواس وخصوصاً حاسة التذوق والشم؛ لأن التغذية تلعب دوراً مهمّاً جداًّ ومن جانب آخر الضغوط والتوترات حيث يجب علينا استخدام التنفس العميق وتنظيم النوم قدر المستطاع.

في الأعياد

من المتوقع أن يحدث تغيير في نمط الحياة خلال شهر رمضان، وكذلك في الاعياد والمناسبات، لذلك اود ان انصح الجميع باتباع سياسة عدم الحرمان ولكن اياك من الافراط وخصوصا اذا كنت تتعامل مع مرض مزمن! من المهم جدا التأكد انك تناولت على الأقل وجبة واحدة غنية بالمواد الغذائية اللازمة شامله للحبوب الكاملة والبذور والخضراوات الورقية المسلوقة وكمية جيدة من الخضراوات.

للتذكير: أنت لست مسحوراً أو محسوداً

اذا كنت غير ملتزم بنمط حياة صحي فاعلم أن المشاكل الصحية التي تعاني منها سببها إهمالك! انت لست مسحوراً ولا محسوداً. انت مهمل وغير مهتم بصحتك. انت تتبع قانون «كل الناس تاكل» او «الكل يدخن»! من قال لك ان «الكل» صاحي؟ «الكل» الذي تتكلم عنه اغلبه يعاني من امراض مزمنة او في طريقه لها أو يعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي، حموضة وانتفاخات! الحافظ الله والنعم به ولكنه تعالى لا يحب المسرفين.

يمكنك تناول كل ما تشتهي «باعتدال» علي حسب وضعك الصحي. اذا اردت التخلص من اعراض المرض يجب الالتزام بنظام صحي شبه صارم لمدة لا تقل عن 3 الى 6 أشهر على حسب الحالة المرضية!

لم تُشفَ قط

في موقف لن انساه عرض علي شخص تناول قطعة من اللحم فاعتذرت، فأصر فقلت له إنني في الآونة الاخيرة كنت خرجت عن النظام بسبب السفر والضغوط فلا يمكنني التلاعب في موضوع التغذية كثيراً؛ لانني اشعر ببعض الآلام، فقال الشخص: «اذاً كيف تقولي انك شفيت؟ هذا معناه ان المرض لايزال معك ولم تَشفَ قط» وكان ردي كالتالي «الشخص المصاب بمرض السمنة، اذا نجح في انزال وزنه هل تعافى من السمنة؟ نعم!، واذا عاد لنمط حياته السابق وتراكمت الدهون مرة اخرى هل يدل ذلك على انه لم يتعافَ قط؟ ام انه اهمل وعاد إلى المرض؟» هكذا هو الحال مع أغلب الأمراض المزمنة، كل يوم محسوب.

إقرأ أيضا لـ "فاطمة المنصوري"

العدد 5046 - الخميس 30 يونيو 2016م الموافق 25 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 12:46 ص

      مقال جميل ومفيد ياريت الكل يلتزم فية

    • زائر 3 | 11:35 م

      استاذه قريت المقال بصراحه وايد مقال مفيد وخصوصا الفقره الاخيره ( لم تشفى قط ) وايد هالنقطه مهمه ان اذا رجعنا حق نمط حياة غير صحي راح ترجع الالام ويزيد التعب فعلا لازم الاهتمام بالجسم من التنفس والتغذيه واداره الضغوط النفسيه حتى نصل لمرحله الاتزان ونصل للسلام الداخلي والشفاء باذن الله .

    • زائر 2 | 9:11 م

      مقال رائع اتمنى لك التوفيق

    • زائر 1 | 1:07 م

      للاسف الناس ماتهتم بصحتها في هذا الزمن

اقرأ ايضاً