العدد 5047 - الجمعة 01 يوليو 2016م الموافق 26 رمضان 1437هـ

القطان: الاستغفار والشكر وإخراج زكاة الفطر أعمال تسد الخلل وتجبر التقصير

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

الجفير - محرر الشئون المحلية 

01 يوليو 2016

قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، إن الله سبحانه وتعالى شرّع للصائمين والصائمات أعمالاً عظيمة في ختام شهر رمضان، تسدُّ الخلل، وتجبر التقصير، وتزيد المثوبة والأجر، فندب في ختام الشهر إلى الاستغفار والشكر والتوبة.

وذكر القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (1 يوليو/ تموز 2016)، أن الله سبحانه وتعالى شرع لكم زكاة الفطر شكراً لله على نعمة التوفيق للصيام والقيام، وطهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، وتحريكاً لمشاعر الأخوة والألفة بين المسلمين، وهي صاع من طعام من برّ أو نحوه من قوت البلد كالأرز وغيره، مؤكداً وجوب إخراجها عن الكبير والصغير والذكر والأنثى من المسلمين، ويستحب إخراجها عن الحمل في بطن أمه، والأفضل إخراجها ما بين صلاة الفجر وصلاة العيد، وإن أخرجها قبل العيد بيوم أو يومين فلا حرج.

ودعا إلى تأدية زكاة الفطر، ودفعها إلى مستحقيها من الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام والمحتاجين ونحوهم، قائلاً: «راقبوا الله فيها وقتاً وقدراً ومصرفاً، فقد أعطاكم مولاكم الكثير وطلب منكم القليل، واشكروا ربَّكم على تمامِ فرضكم، وليكن عيدُكم مقروناً بتفريج كربةٍ وملاطفةٍ ليتيم، وابتهجوا بعيدكم بالبقاء على العهدِ واتباع الحسنةِ بالحسنة، وإيّاكم والمجاهرةَ في الأعياد بقبيح الفعال والآثام.

الخطبة التي خصصها القطان للحديث عمّا تبقى من العشر الأواخر من شهر رمضان، قال فيها: «ما أسرعَ ما تنقضِي الليالي والأيّام، وما أعجلَ ما تنصرِم الشهور والأعوام، وهذه سُنّة الحيَاة. أيَّامٌ تمرّ وأعوَام تكرّ، وفي تقلّب الدّهر عِبر، وفي تغيُّر الأحوال مدّكَر».

وأضاف «هذا شهرُ رَمضانَ تقوَّضَت خِيامه، وتصرَّمت لياليه وأيَّامُه، قرُب رَحيلُه، وأزِف تحويلُه، انتصَب مودِّعاً، وسَار مسارعاً، ولله الحمد على ما قضَى وأبرَم، وله الشّكر على ما أعطى وأنعم... فاستدركوا بقيّتَه بالمسارعة إلى المكارم والخيرات، واغتنامِ الفضائل والقرُبات، ومن أحسن فعليه بالتمام، ومن فرَّط فليختم بالحسنى فالعمل بالخِتام».

وشدد على أنه «ينبغي لنا أن نودع رمضان، بإتمام الأعمال والعزم على الاستقامة على الطاعات، وبكثرة الدعاء بأن يتقبل الله منا صيامه وقيامه وسائر العبادات والطاعات فيه، فقد وصف الله تعالى حال عباده المؤمنين، بعد القيام بالعبادات والطاعات».

وحث على توديع شهر رمضان بـ «خير ختام، فربما لا يعود على أحد منا رمضان مرة أخرى بعد هذا العام، فاختموا شهركم بخير، واستمروا على مواصلة الأعمال الصالحة التي كنتم تؤدونها فيه في بقية العام، فإن رب الدهر هو رب رمضان، وهو مطلع علينا وشاهد على أعمالنا، وقد أمرنا سبحانه بفعل الطاعات في جميع الأزمنة والأوقات، ومن كان يعبد شهر رمضان، فإنه شهر سينتهي وينقضي، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، فلنستمر على عبادة الله جل وعلا في جميع أيام أعمارنا».

وانتقد القطان من يتعبدون في شهر رمضان فقط، ويتكاسلون عن الطاعات بعد انتهائه، مشيراً إلى أن «بعض الناس هداهم الله، يتعبدون في شهر رمضان خاصة، فيحافظون فيه على الصلوات في المساجد، ويكثرون من البذل والإحسان وتلاوة القرآن، فإذا انتهى رمضان، تكاسلوا عن الطاعات، وبخلوا بما كانوا يبذلون من الصدقات، بل ربما تركوا الصلوات والجمعة والجماعات، فهؤلاء قد هدموا ما بنوه، ونقضوا ما أبرموا، وكأنهم يظنون أن اجتهادهم في رمضان، يكفر عنهم ما يجري منهم في سائر العام من القبائح والموبقات، وترك الواجبات، وفعل المحرمات، ولم يعلم هؤلاء أن تكفير رمضان وغيره للسيئات، مقيد باجتناب الكبائر».

وتساءل: «أي كبيرة بعد الشرك أعظم من إضاعة الصلوات؟ وقد صارت إضاعتها عادة مألوفة عند بعض الناس أصلحهم الله.

وأردف قائلاً: «هذه أيامُ شهرنا تتقلص، ولياليه الشريفةُ تنقضي، شاهدةٌ بما عملنا، وحافظةٌ لما أودعنا، هي لأعمالنا خزائن محفوظة... هذا هو شهرنا، وهذه نهاياته، كم من مستقبلٍ له لم يستكملهُ، وكم من مؤمل بعود إليه لم يدركهُ، هلا تأملنا الأجل ومسيرَهُ، وهلا تبينَّا خداع الأمل وغرورَهُ».

وذكر أن «من رحمة الله تعالى بنا، أن اختصنا من بين سائر ليالي وأيام العام، بليلة القدر، إنها ليلة شرفها الله بأن أنزل فيها كتابه، أنزل فيها القرآن العظيم الذي بين أيدينا من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا... وفي هذه الليلة المباركة العظيمة، يحدث أمر عظيم، وفي هذه الليلة المباركة يقضى ويفصل كل أمر أحكمه الله تعالى في تلك السنة إلى مثلها من السنة الأخرى. من مقادير العام وما يحدث فيه، وما يكون فيه من الآجال والأرزاق والأحداث، فعجباً لعبد تكتب مقاديره، وما يحدث له طوال العام، وهو في حالة غفلة عن الله عز وجل، وما أسعد عبداً كان في تلك الليلة مقبلاً مناجياً لربه ومولاه... هذه الليلة أكرمنا الله فيها بالأجر المضاعف العظيم، فما أعظمها من منحة، وما أكرمها من عطية، ليلة واحدة تقومها لله تكون خيراً لك من عمرك كله، خيراً لك من ثلاثة وثمانين عاماً وربع العام، فأنت قد لا تعمر حتى تصل الثمانين، وإن وصلت فهل ستنفق عمرك كله في العبادة؟!».

العدد 5047 - الجمعة 01 يوليو 2016م الموافق 26 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً