العدد 5054 - الجمعة 08 يوليو 2016م الموافق 03 شوال 1437هـ

واشنطن وسيئول تتفقان على نشر درع صاروخية في كوريا الجنوبية

الزعيم الكوري الشمالي يشارك في إحياء ذكرى وفاة جده ومؤسس النظام الكوري - AFP
الزعيم الكوري الشمالي يشارك في إحياء ذكرى وفاة جده ومؤسس النظام الكوري - AFP

أعلنت واشنطن وسيئول أمس الجمعة (8 يوليو/ تموز 2016) أنهما توصلتا إلى اتفاق على نشر درع متطورة مضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية، في أجواء من التوتر الشديد في المنطقة، حيث حذرت كوريا الشمالية من أنها تعتبر فرض عقوبات أميركية على زعيمها «إعلان حرب».

وأثار الإعلان عن الاتفاق غضب روسيا والصين اللتين حذرتا من عواقب نشر المنظومة الأميركية. وجاء الإعلان عن فرض العقوبات الأميركية على الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، بينما تحيي كوريا الشمالية ذكرى مرور 22 عاماً على وفاة جده الزعيم كيم ايل-سونغ، مؤسس النظام.

وقالت وزارتا الدفاع الأميركية والكورية الجنوبية في بيان مشترك إنهما قررتا «كحليفين نشر منظومة ثاد... كإجراء دفاعي لضمان أمن (كوريا الجنوبية) وشعبها». ولم يوضح البيان متى وأين تحديداً ستنشر هذه الدرع، مكتفياً بالإشارة إلى أن البلدين في المرحلة الأخيرة من عملية اختيار الموقع.

وتطلق منظومة «ثاد» (ترمينال هاي التيتيود ايريا ديفنس) صواريخ معدة لاعتراض وتدمير الصواريخ البالستية خارج المجال الجوي أو مع دخوله خلال مرحلة التحليق النهائية.

ولم تتأخر الصين وموسكو في الرد على الإعلان. فقد اعربت بكين أمس عن «رفضها القاطع» قرار سيئول وواشنطن، محذرة من أن تنفيذ هذا المشروع «سيلحق ضرراً بالغاً بالمصالح الأمنية الإستراتيجية لدول المنطقة بما فيها الصين».

وحذرت روسيا من أن نشر الدرع الصاروخية الأميركية «يضر بالتوازن في المنطقة» وقد تكون له «عواقب لا يمكن إصلاحها».

وحاولت سيئول وواشنطن مسبقاً تخفيف التوتر، إذ جاء في بيانهما «عندما ستنشر منظومة ثاد في شبه الجزيرة الكورية سيكون تركيزها محصوراً فقط بالتهديدات النووية والصاروخية الكورية الشمالية، ولن توجه باتجاه أي دولة ثالثة».

وبدأت واشنطن وسيئول في فبراير/ شباط الماضي بحث إمكانية نشر منظومة «ثاد» المتطورة المضادة للصواريخ، بعد إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً بعيد المدى، فيما اعتبر تجربة بالستية. ومنذ أن أجرت بيونغ يانغ تجربتها النووية الرابعة في السادس من يناير/ كانون الثاني الماضي، يشهد الوضع تصعيداً مستمراً. وقد كررت كوريا الشمالية إطلاق الصواريخ، بينما قال خبراء إنها تحرز تقدماً في تطوير صاروخ عابر للقارات قادر على حمل رأس نووي وبلوغ القارة الأميركية.

وادرجت واشنطن يوم الأربعاء الماضي كيم جونغ أون على اللائحة السوداء للأفراد الخاضعين لعقوبات أميركية، واتهمته بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان. وعلى رغم أن هذه العقوبات تحمل بعداً رمزياً أكثر منه عملياً، ردت كوريا الشمالية أمس بحدة، مهددة بقطع جميع القنوات الدبلوماسية إذا لم يتم الغاؤها.

وتعكس تصريحات وزارة خارجية كوريا الشمالية حساسية بيونغ يانغ المفرطة إزاء أي تهجم شخصي على رأس السلطة.

واعتبرت الوزارة العقوبات «العمل العدائي الأكبر» و»إعلان حرب مفتوحة» من جانب الولايات المتحدة. وأضافت أن الولايات المتحدة «تجرأت على تحدي كرامة السلطات العليا وهو عمل من فعل جرو ولد للتو ولا يخشى النمر».

وقالت: «الآن وقد أعلنت الولايات المتحدة الحرب على كوريا الشمالية، فإن أي مشكلة تنجم عن العلاقات مع الولايات المتحدة سيتم التعاطي معها بموجب قانون الحرب».

وغالباً ما تصدر عن بيونغ يانغ تصريحات تصعيدية. وهي وصفت ما تقوم به واشنطن في كوريا الجنوبية بانه إعلان حرب، لكنها نادراً ما أشارت إلى «قانون الحرب»، وهو ما يفترض أنها يمكن أن تتعامل مع واشنطن كما ولو أنهما في حالة حرب.

العدد 5054 - الجمعة 08 يوليو 2016م الموافق 03 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً