العدد 5054 - الجمعة 08 يوليو 2016م الموافق 03 شوال 1437هـ

«جمعية تعايش الأديان» لـ «الوسط»: البحرين بحاجة لتشريع يجرم الإقصاء والطائفية

استقطاب شخصيات وبرامج منوعة لاستثمار «الفسيفساء البحرينية»

بوزبون والخاجة يتحدثان إلى «الوسط»-تصوير عقيل الفردان
بوزبون والخاجة يتحدثان إلى «الوسط»-تصوير عقيل الفردان

أكدت جمعية البحرين لتسامح وتعايش الأديان، حاجة مملكة البحرين اليوم لتشريع يجرم وبشكل واضح، الكراهية والإقصاء والطائفية.

وخلال حوار مع «الوسط»، ضم كلا من رئيس الجمعية يوسف بوزبون ونائبه عبداللطيف الخاجة، طالبت الجمعية بتدعيم ذلك عبر تضمين عناوين التعايش والتسامح في مناهج المواطنة، وعقبت «بفضل مناعة الانسان البحريني، عبرت البحرين أزمتها، لكن علينا ان نعترف ونشير الى أن البيت البحريني لا يزال بحاجة للمزيد من عملية الترميم».

وأضافت «لذلك، ومن اجل استمرار عمل الجمعية الخاص بذلك، لدينا في شهر رمضان المقبل برنامج سيمتد لـ 30 ليلة، وسيشتمل على زيارات للمآتم والمجالس على حد سواء».

بموازاة ذلك، تنشط الجمعية في استضافة شخصيات من خارج مملكة البحرين، سعيا منها لـ»تعزيز ونشر قيم التسامح والتعايش، والتعريف بتجربة البحرين في هذا المجال، والتي تكتسب خصوصيتها بما تملكه من فسيفساء تضم مختلف الديانات والطوائف، وتتيح لهم الحرية التامة في ممارسة طقوسهم وشعائرهم». وفيما يلي نص الحوار:

في البدء سنسأل عن الجمعية، التأسيس والأهداف.

- بوزبون: قبل الإجابة نوجه شكرنا لصحيفة «الوسط»، نظير إتاحتها الفرصة لنا للحديث عن الجمعية والتي بدأت كلجنة في 2008، وحين عرضت المشروع على أحد الأخوة القساوسة في الكنيسة تحصلت على رد فعل إيجابي فكانت أولى الخطوات حين زرنا المحافظات الخمس، وتواجدنا في العديد من المآتم وشاركنا في العديد من المناسبات والندوات.

هذا التفاعل دفعنا للاستمرار فكانت الزيارات للمساجد، وحظينا بزيارة خاصة لجلالة الملك حيث أثنى جلالته على نشاط اللجنة وكذلك كان اللقاء مع سمو رئيس الوزراء في 2008، ليأتينا بعد فترة اتصال من وزيرة التنمية الاجتماعية السابقة فاطمة البلوشي، أعقبه لقاء أعلمتنا فيه بالتوجيهات الصادرة عن جلالة الملك لدعم عمل اللجنة واقترحت علينا التحول لجمعية وبالفعل تم ذلك في 2010.

هل كان التأسيس المشترك، مسيحيا إسلاميا ...

- بوزبون: من جميع الطوائف والأديان السماوية والوضعية، فجميعنا كوكبة واحدة في قطار واحد. وطموحنا واسع، يشمل العمل على نقل هذه الصورة الحضارية لمملكة البحرين للخارج، إلى جانب استقطاب شخصيات عالمية دون الاكتراث بالعقبة المالية في ظل الاعتماد الذاتي على تمويل نشاطات الجمعية.

وماذا عن الهدف من تأسيس الجمعية؟

- الخاجة: الجمعية ولكي نكون واضحين لم تأت بشيء جديد، فالاعتدال والتعايش سمة من سمات أهل البحرين وكل ما فعلته الجمعية أنها جاءت لتترجم كل ذلك وتمنحه الصبغة الرسمية.

ولا أدل على حديثنا هذا إلا بالاستعانة بمثال بارز، ونعني بذلك المسافة الممتدة من مقر وزارة الداخلية (القلعة) إلى المستشفى الأميركي، البالغ مقدارها 1.5 كيلومتر تقريبا، وفيها سيجد المرء كل حديثنا عن التعايش مطبق على أرض الواقع حيث تحتضن هذه المساحة جميع الأديان والطوائف، بمساجدهم ومآتمهم وكنائسهم ومعابدهم، وكل ذلك يمتد لمئات السنين.

أما السؤال عن اهداف الجمعية، فنحن نعترف انها ككيان كانت مغيبة اعلاميا الى ان اتخذنا القرار بالالتقاء بالمؤسسات الاعلامية للتعريف بالجمعية وأنشطتها، بما في ذلك الزيارات التي ننفذها لجميع أصحاب الديانات والطوائف في المملكة، بحيث لا نكتفي بالزيارة بل نحرص على الانصهار معهم وإحياء طقوسهم ومناسباتهم، حدث هذا مع الاخوة الهندوس والصوفية والمسيح.

وكما يقال فإن الشيء بالشيء يذكر. في ناصفة شعبان لهذا العام، نفذنا 13 زيارة لـ 13 مأتما، نحرص فيها على التواجد والاستماع والمناقشة.

وهنا أجدد جوابي الدائم بشأن السؤال: كيف تمكنت حكومة البحرين من معالجة الأزمة التي أعقبت أحداث فبراير/ شباط 2011؟ فأجيب: الانسان البحريني هو الذي عالج الازمة، فأنت لديك خلاف، هذا صحيح، لكن ذلك لا يعني إلحاق الضرر بالبيت الواحد، ولو تحدثنا عن البحرين فإنك لن تجد في سواها شارعا أو حيا واحدا، يضم 5 أديان وطوائف مجتمعة في جيرة هي التي عالجت المشكلة التي مرت بها البحرين.

في الحديث عن أهداف الجمعية، نسأل: ما الذي تحقق وما الذي لم يتحقق؟

- الخاجة: في مارس/ آذار 2013، والبلد تتعافى من أزمتها، استقطبنا المرنم العالمي مايكل دبليو سميث، وهذا الشخص بالنسبة لتخصصه يعادل مايكل جاكسون في زمانه، غير ان تخصصه هو الغناء عن الروحانية ويرنم عن السلام، وقد طلبنا منه اقامة صلاة والدعوة الى السلام من مملكة البحرين الى العالم، وكانت العملية مكلفة، وبحضور 8 آلاف شخص في ملعب خليفة في مدينة عيسى، وأكثر من 5 آلاف شخص ظلوا وقوفا خارج القاعة، (90 في المئة منهم مسيحيون)، أقام صلاته على الهواء مباشرة، حتى كانت المشاهدة تؤشر لـ 250 مليون مشاهد على مستوى العالم.

وحديثا استقبلنا مولانا فضل الرحمن، وهو رئيس جمعية علماء المسلمين في باكستان ولديه 4 ملايين عضو تقريبا، واليوم هو يتحكم في 24 في المئة من مجلس الشعب الباكستاني، وهذا يعني ان استقطابه يمثل خطوة مكلفة، لكن بتكاثف الجهود تم انجاز الزيارة على أتم وجه، حيث القى كلمة معبرة بحق البحرين وشعبها وذلك من مركز عيسى الثقافي، وأم المسلمين في مسجد الفاروق، وعلى مدى ساعة وربع استضيف في حلقة خاصة في تلفزيون البحرين للحديث عن زيارته للمملكة.

- بوزبون: في 2014 كانت لنا مشاركة في كوريا تحت عنوان (رسالة السلام من العالم)، بتواجد 172 دولة، وقد مارست الجمعية دورا بارزا في هذا الحدث العالمي الذي حظي بتغطية نحو 500 قناة تلفزيونية، وعبره استعرضت تجربة البحرين في احتضان الاديان وسط اعجاب وانبهار المشاركين بحكاية التعايش البحرينية.

لنعرف بمقومات هذه الحكاية البحرينية؟

- الخاجة: على مستوى الاديان، يتواجد المسلمون والمسيحيون واليهود، والى جانب ذلك يتواجد اتباع الديانة الهندوسية، ولكل اصحاب ديانة كفلت لهم الدولة حق ممارسة شعائرهم وعباداتهم وأنشأت دور العبادة وهو ما لا تجده الا في البحرين، بما في ذلك اماكن الصلاة والتعبد والحرق للهندوس، أما اصحاب الديانة المسيحية فرسميا لدينا في البحرين حوالي 84 كنيسة.

واذا انتقلنا للحديث عن المشتقات من الاديان، سنشير للبهرة، والبهائيين، الاسماعيليين، والهندوس بمذاهبهم الخمسة.

- بوزبون: بالمناسبة، حين نتحدث عن تعايش الاديان في البحرين، فنحن لا نتحدث عن حالة تصنع ولا عن حالة تلميع لاية جهة، بل حالة قوامها العفوية، ولعلي هنا استحضر احد المشاهد، ففي مقبرة يهودية، عليك ان لا تتعجب من ان من يحمل الجنازة ويقوم بمباشرة اعمال الدفن، هم من المسلمين.

هل ترون ان البحرين استثمرت كل امكاناتها الكبيرة فيما خص حالة التنوع؟

- الخاجة: على المستوى الرسمي بدأت الحكومة تنتبه لذلك في الفترة الاخيرة لكن على استحياء، ورغم ذلك ففي البحرين تجربة جديرة بالالتفات، فلدينا مؤتمر حوار الحضارات، ومؤتمر التعايش بين الاديان، لكننا نعتبر أن امكانيات البلد اعلى بكثير من الانجاز الموجود، ويمكن عمل الكثير.

الفسيفساء البحرينية لم تستثمر كما تشيرون، فهل من توصيات في هذا الجانب؟

- الخاجة: اليوم وعبر لقاءاتنا الاعلامية نحن نسعى لابراز السمة البحرينية للآخرين، ومهم لدينا ترتيب بيتنا (جمعيتنا) من الداخل، فعملنا على اعادة الهيكلة وتقسيم الادوار، بما يمثل الاساس للانطلاقة المقبلة، لنلتقي فيها مع الجانبين الرسمي والاهلي لتعزيز الرسالة المشتركة.

وفي السياق ذاته، نشير هنا لبرنامج شهري سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول المقبلين، حيث تم الاتفاق مع الاميرة أشا راجي، وهي ناشطة حقوقية، وحفيدة الاسرة المالكة في النيبال، ومن المقرر ان تأتي للبحرين ضمن برنامج الزيارات الذي يضم ايضا عالم الفيزياء السوري علي منصور الكيالي، والذي يمتلك تفسيرا للقرآن الكريم مبنيا على الحداثة والعلم.

وبالاضافة لذلك، من المؤمل ان يزور البحرين، الأمير عبدالعال، والذي يعتبر من آخر الاسر المالكة المعترف بها في الهند، ليقدم أمسية في أكتوبر المقبل.

بعد مرور 6 سنوات على تأسيس الجمعية، كيف تقيمون وعي البحرينيين بقيم الاعتدال والتعايش؟

- الخاجة: مجددا، فإن الازمة التي مررنا بها كان علاجها بفضل المناعة لدى الانسان البحريني، حيث حاولت جهات كثيرة ومن الطرفين اختراق هذا النسيج وفشلوا؛ لان الغالبية تجمع على حب الوطن وحب الارض التي نمشي عليها.

بشكل صريح، هل تعتقدون ان البيت الداخلي للبحرينيين (سنة وشيعة) مرتب بالفعل وبما يكفي؟ هل الامور على ما يرام؟ وهل هذه المسألة ضمن أولويات الجمعية؟

- الخاجة: لو تسألني هل النسبة بشأن ذلك تصل لـ 100 في المئة سأجيبك بلا، لكنني مجددا سأعبر عن ثقتي في الغالبية القادرة على تجاوز اية تحديات من أي نوع.

- بوزبون: من اجل استمرار عمل الجمعية الخاص بذلك، لدينا في شهر رمضان المقبل برنامج سيمتد لـ 30 ليلة، وسيشتمل على زيارات للمآتم والمجالس على حد سواء.

ولكن ما هو خطابكم للبحرينيين، ونحن نشير هنا الى حالة التوتر الكبيرة التي نراها حاضرة في مواقع التواصل الاجتماعي؟

- بوزبون: رسالتنا هي في مشهد اجتماع علماء الاديان وممثليهم جميعا على طاولة واحدة، هي ابلغ رسالة نراها تدعو للسلام بقلب واحد، وتصل للمتشددين ومن يستعمل أداة التكفير من جميع الاطياف.

لكن، بلا شك انتم تتفقون مع من يرى ان العلاقات البحرينية البحرينية بحاجة للمزيد من الترميم.

- بوزبون: لا شك في ذلك، وكما أسلفنا فإن الامور ليست على ما يرام بنسبة 100 في المئة.

وما هي رسائلكم في هذا الاتجاه؟

- الخاجة: الرسالة هي العودة للوراء، لنرى حقيقتنا كبحرينيين، حقيقة التعايش المشترك، ولسنا بحاجة لمنظمة عالمية تمنحنا شهادة ولا نحتاج تصفيقا من جهة رسمية. هذه رسالتنا؛ الشرخ موجود لكنه قابل للعلاج.

ما هو السبيل لمعالجة هذا الشرخ؟ هل ترون ان على جهات معينة تحمل مسئولياتها؟ قد يكون من بينها الجانب الاعلامي.

- الخاجة: اذا تحدثنا عن الاعلام، فان علينا كمواطنين وأسر نبذ كل نفس إقصائي، أما الاختلاف الحميد فهو حالة إيجابية، واية حكومة اليوم بحاجة لمعارضة من اجل رسم صورة مشهد المجتمع المتكامل.

هل تتفقون مع مع ينادي بضرورة وجود تشريع خاص يجرم بشكل واضح أي نفس اقصائي ويدعم خطابات الكراهية والطائفية؟

- الخاجة: لا شك في ذلك، فنحن ننادي بذلك وبقوة، بل إننا طالبنا بتضمين عناوين التعايش والتسامح في مناهج المواطنة.

الخاجة: نسعى لإبراز السمة البحرينية للآخرين-بوزبون: اجتماع علماء الأديان أبلغ رسالة تدعو للسلام
الخاجة: نسعى لإبراز السمة البحرينية للآخرين-بوزبون: اجتماع علماء الأديان أبلغ رسالة تدعو للسلام

العدد 5054 - الجمعة 08 يوليو 2016م الموافق 03 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 1:31 م

      الله يفرج عنك يا شيخ علي سلمان..

    • زائر 5 | 5:25 ص

      التشريع ليس من الصعب اصداره ولكن عندما يصدر ويفصل على جماعه لتضيق عليهم ويترك فضفاضاً لجماعه اخرى لكي لايطالهم سيصبح احد القوانين الطائفيه

    • زائر 4 | 4:20 ص

      البيت البحريني مهدوم يبغي له إعادة بناء وليس ترميم

    • زائر 3 | 2:14 ص

      من زمان البحرين عذاري تسقي للبعيد و تخلي القريب.. هذا لن يؤدي الا الى التشدد و المطالبة بعودة البلد الى اهلها الاصليين و الدليل تذمر الشعب من هالاجانب اللي تارسين الديرة و مستبدلين الشعب الاصلي بهم.هل الغريب اولى من القريب هل اهل الذمة اولى من المسلم بسبب مذهبه و مطالبته بحقوقه المشروعه... هل البحرين ناقصة شعب حتى تعلفون على الاسيويين يستولون على الوظائف و مصدر الرزق.

    • زائر 1 | 10:59 م

      ....
      وزارة الدوله لايوجد توظيف من الطائفه الشيعيه
      اما هناك توظيف من الطائفة السنيه خصوصاً في العسكرية و وزارة الدولة

اقرأ ايضاً