العدد 5060 - الخميس 14 يوليو 2016م الموافق 09 شوال 1437هـ

وزير خارجية فرنسا يصف وزير الخارجية البريطاني الجديد بـ «الكذاب»... وتركيا: علاقاتنا مع بريطانيا أقوى من تصريحات جونسون المسيئة

وزير الخارجية البريطاني الجديد بوريس جونسون خلال كلمة له  في وسط لندن - epa
وزير الخارجية البريطاني الجديد بوريس جونسون خلال كلمة له في وسط لندن - epa

اتهم وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك آيرولت أمس الخميس (14 يوليو/ تموز 2016) وزير الخارجية البريطاني الجديد، بوريس جونسون بأنه كذب على البريطانيين، مشدداً على أنه بحاجة إلى شريك «يتمتع بمصداقية ويمكن الوثوق به».

وصرح آيرولت لإذاعة «أوروب 1» «ليست لديّ أي مخاوف حول بوريس جونسون، لكنكم تعلمون اسلوبه وطريقته»، مضيفاً أن جونسون الذي تزعم معسكر مؤيدي الخروج «كذب كثيراً» خلال الحملة قبل الاستفتاء.

وقال «لقد كذب خلال الحملة كثيراً على البريطانيين، إنه يواجه معضلة الآن للدفاع عن بلاده ولتوضيح العلاقة مع أوروبا».

وتابع أن اختيار رئيسة الوزراء الجديدة، تيريزا ماي لجونسون من أجل تولي حقيبة الخارجية «دليل على الأزمة السياسية التي تمر بها بريطانيا بعد التصويت».

إلا أن آيرولت مضى يقول «علينا ألا نتوقف عند هذه النقطة» بل «العمل ليتم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في ظروف جيدة ولكن ليس على حساب المشروع الأوروبي».

وأضاف وزير الخارجية الفرنسي الذي يتناقض أسلوبه الصارم مع أسلوب رئيس بلدية لندن السابق المعروف بلهجته الصادمة أحياناً، «أحتاج إلى شريك يمكن التفاوض معه ويكون واضحاً ويتمتع بمصداقية ويمكن الوثوق به».

وعين جونسون (52 عاماً) الذي اعتقد كثيرون أن مسيرته انتهت بعد رفضه الترشح لرئاسة الحكومة، مساء الأربعاء وزيراً للخارجية، إلا أنه لن يتولى بشكل مباشر مفاوضات خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، إذ عينت ماي وزير الدولة السابق للشئون الخارجية ديفيد ديفيس (67 عاماً) وزيراً لبريكست.

وحول اختيار ديفيس، علق آيرولت «لا أعرفه».

من جانبه، قال مسئول كبير أمس (الخميس) إن تركيا لن تتخذ إجراءً فيما يتصل بتصريحات مسيئة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ولأنقرة أدلى بها وزير الخارجية البريطاني الجديد بوريس جونسون.

وكان جونسون فاز في مسابقة شعرية نظمتها مجلة «سبكتيتور» البريطانية في وقت سابق من العام الجاري بقصيدة هجا فيها أردوغان.

وقال المسئول التركي «إن تصريحاته السلبية عن إردوغان وتركيا غير مقبولة ... لكننا متأكدون من أمر واحد هو أن العلاقات البريطانية التركية أكثر أهمية من ذلك ولا يمكن أن تكون أسيرة لمثل هذه التصريحات».

وأضاف المسئول الذي طلب عدم كشف اسمه لحساسية الموقف أنه «مع مسئولياته الجديدة نتوقع من جونسون موقفاً أكثر إيجابية».

ومع اليوم الأول لرئيسة للوزراء، تيريزا ماي ووسط ضغوط مكثفة لبدء آلية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واصلت الرئيسة الجديدة للحكومة البريطانية أمس تشكيل حكومتها بعد مفاجأة تعيينها بوريس جونسون المثير للجدل وزيراً للخارجية.

وتسلمت ماي المحافظة البالغة من العمر 59 عاماً مهامها الأربعاء بعد ثلاثة أسابيع من تصويت البريطانيين لصالح الانفصال عن الاتحاد الاوروبي (بريكست)، معلنة أنها ستخوض «التحدي» وقالت إنها ستعمل من أجل تحقيق «العدالة الاجتماعية» وأن تتولى بلادها «دوراً جديداً جريئاً وإيجابياً» خارج الاتحاد الأوروبي.

وصرح الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند «كلما أسرعت رئيسة الوزراء في بدء آلية خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، تحسنت العلاقة المستقبلية بينهما، وتحسن وضعنا نحن».

وفي دلالة على جسامة المهمة الملقاة على عاتقها استحدثت ماي حقيبة لملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أوكلتها إلى سكرتير الدولة السابق للشئون الأوروبية، ديفيد ديفيس بعد أن كلفت وزير الخارجية فيليب هاموند حقيبة المالية.

لكن ما أثار الاهتمام هو اختيارها متصدر حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي بوريس جونسون وزيراً للخارجية، المعروف بزلاته الدبلوماسية، بعد أن ظن كثيرون أنه تم تحييده بعد عزوفه عن الترشح لمنصب رئيس الوزراء.

الخميس أكد جونسون في كلمته الأولى بعد تعيينه وزيراً للخارجية «هناك فرق هائل بين الخروج من الاتحاد الأوروبي وعلاقاتنا مع أوروبا التي ستتكثف» موضحاً «بالطبع سننفذ إرادة الشعب التي بدت في الاستفتاء لكن هذا لا يعني إطلاقاً مغادرة أوروبا».

ولقي انضمام جونسون النائب المحافظ البالغ 52 عاماً إلى الحكومة أصداءً مختلفة في الصحف البريطانية فكتبت «ديلي ميل»: «بوريس يعود»، وكتبت «ديلي ميرور» تحت صورة شهيرة لرئيس بلدية لندن السابق متدلياً من حبال تسلق «أنا آسف».

وقال الخبير السياسي سايمون أوشروود إن على جونسون «أن يقدم الاعتذار» لكنه توقع أن يقوم «بعمل رائع» كوزير للخارجية.

و وسط ضغوط القادة الأوروبيين دعا المفوض البريطاني للشئون الأوروبية المستقيل، جوناثان هيل بلاده والاتحاد الأوروبي إلى التأني في تنظيم الخروج «بهدوء وتعقل، ومنح الجميع الوقت لتحديد مواقفهم»، في مؤتمره الصحافي الأخير في بروكسل في منصب المفوض.

من الناحية الاقتصادية، أكد وزير المالية الجديد هاموند لوسائل الإعلام أنه لن تكون هناك ميزانية طارئة وبالتالي لن تكون هناك خطة تقشف جديدة.

ورداً على سؤال لهيئة «بي بي سي» بشأن موقفه من بروكسل في المفاوضات الشائكة للانفصال شدد على ضرورة «الحفاظ على قدرة المؤسسات المالية البريطانية على الوصول إلى السوق الأوروبية المشتركة».

وعلى مستوى الحكومة، تخلصت ماي من شخصيتين من العيار الثقيل في حكومة كاميرون هما وزيري المالية جورج أوزبورن الذي أعلنت إقالته مساء الأربعاء والعدل مايكل غوف أحد أبرز أصوات حملة المغادرة .

واستبدل اوزبورن بفيليب هاموند الذي يبدو أن تجربته طمأنت الأسواق.

كما أعلن صباح الخميس تعيين جاستين غريننغ في وزارة التربية. وتعتبر وزيرة الدولة السابقة لشئون التنمية الدولية من المقربين إلى ماي وقد دافعت عن بقاء بلدها في الاتحاد الأوروبي في حملة الاستفتاء. واحتفظ جيريمي هانت بحقيبة الصحة.

العدد 5060 - الخميس 14 يوليو 2016م الموافق 09 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً