العدد 5068 - الجمعة 22 يوليو 2016م الموافق 17 شوال 1437هـ

بالصور... مشردو ريو دي جانيرو يوحدون اصواتهم في حفلة غنائية في الهواء الطلق

يفترش مشردون شوارع ريو دي جانيرو من دون ان يثيروا انتباه كثيرين... غير أن هؤلاء احتلوا صدارة المشهد أمس الجمعة (22 يوليو / تموز 2016) من خلال حفلة موسيقية في الهواء الطلق قدموا خلالها مقاطع غنائية في وسط المدينة المضيفة للألعاب الاولمبية.

فعلى السلالم الخارجية لدار الاوبرا في ريو دي جانيرو، أسر نحو ستين مشردا المارة عبر ادائهم حوالي ست اغنيات في إطار مشروع "ويذ وان فويس" ("بصوت واحد") الذي أطلقته منظمة "ستريت وايز اوبرا" غير الحكومية البريطانية سنة 2012 على هامش دورة الالعاب الاولمبية في لندن.

ويوضح مؤسس المنظمة مات بيكوك لوكالة فرانس برس أن هذه الوسيلة تبرز اهمية المواهب الفنية لهؤلاء الاشخاص الذين يعيشون على هامش المجتمع "وتمنحهم بعض الكرامة وتسلط الضوء عليهم".

وقبل اسبوعين من انطلاق الالعاب الاولمبية التي تستضيفها ريو دي جانيرو بين 5 و21 آب/اغسطس، حظي هؤلاء المشردون الستون -- من أصل 5500 يعيشون على طرقات المدينة او في الملاجئ البلدية بحسب السلطات المحلية -- بفرصة ابراز مواهبهم من خلال احياء حفلات والمشاركة في عروض مسرحية او محترفات فنية.

وأطلقت الجوقة حفلتها بأغنية "كاسادور دو ميم" للمغني والمؤلف البرازيلي ميلتون ناسيمنتو.

وفي الصف الأول تردد اليزابيث ميغيل مغمضة عينيها كلمات الاغنية وفيها "لكل هذا الحب، لكل هذه العاطفة، هكذا عاملتني الحياة...".

وتروي هذه المرأة البالغة 52 عاما والتي سافرت مع فرقة رقص الى ايطاليا خلال صباها بأن هذا النشاط الفني يسمح بأن "نطلق العنان لأنفسنا وننسى حزننا".

وتعيش اليزابيث ميغيل في الشارع منذ 27 آذار/مارس، وهو تاريخ تذكره جيدا اذ كان يوم احد الفصح واضطرت خلاله لترك منزلها نظرا الى عجزها عن تسديد قيمة الايجار لصاحب البيت.

وهي تبدي تصميما على استرجاع قواها "لاستعادة الحياة القديمة" التي كانت تعيشها.

طاقة مذهلة

وبحسب المسؤول في هذه المنظمة غير الحكومية التي لا تقدم المال ولا الغذاء، فإن الحفلة في الهواء الطلق تساعد المشردين على الترويح عن النفس في محاولة لتناسي الواقع الاليم.

ويقول مات بيكوك "كما أنهم يحتاجون الى حساء ساخن او الى مأوى، هم في حاجة ايضا للشعور بالارتياح وبأنه مرحب بهم وليسوا موضع تجاهل او اقصاء".

ويشير الى ان "هؤلاء الاشخاص يعيشون ازمات كثيرة في حياتهم ويمكن للفن ان يوجد لديهم شعورا بالارتياح. هم يشعرون براحة جسدية وذهنية".

ويقبل الموسيقي المشرد جورجي ألكسندر جونيور البالغ 40 عاما مسبحته قبل اداء اي اغنية. وقد اظهر طاقة مذهلة في الغناء والرقص اثناء هذه الحفلة التي بدا فيها متحمسا مع عينيه البراقتين.

ويقول "اصبحت اعيش في الشارع بسبب المخدرات. لم أكن اريد تعاطي المخدرات في المنزل، لذا اعتدت على العيش في +الفندق الكرتوني+ في الشارع".

وقد انتقل اخيرا الى ملجأ تابع للبلدية.

ولقي هذا العرض استحسانا لافتا لدى المارة الذين صفقوا لهؤلاء المشردين وطالبوهم بتكرار الاغنيات، لكن مع انتهاء الحفلة كان لا بد لهؤلاء من العودة الى الواقع المرير وافتراش ارصفة الشارع.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً