العدد 5069 - السبت 23 يوليو 2016م الموافق 18 شوال 1437هـ

لا نسافر!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لا ندري ما الغرض من تزايد موجة الإرهاب في أوروبا، هل الغرض هو ألاّ نسافر إليها؟ هل هو إيصال رسالة دموية لرؤساء دول العالم بالخروج من العراق وسورية؟ لا ندري والله، ولكن تزايد العنف والقتل والإرهاب لم يعد حصراً على مناطق ساخنة، بل هو في مناطق كانت تسمّى بالمناطق الآمنة والهادئة!

في السابق كنا نتوجّه إلى شركات السياحة إن كانت لدينا بعض الأموال، من أجل الراحة والاستجمام والفرار من الحر الشديد، واليوم أصبحنا نهوى الحر الشديد ونعشقه على الخروج من أراضينا، فلا ندري إن توجّهنا إلى أي بلدة في العالم فقد يكون هذا آخر يوم لنا، لأنّ الضربات عشوائية ولا تفرّق بين أحد وآخر.

بعد أحداث ألمانيا المتوالية، سواءً في الهجوم الذي وقع داخل القطار أو في مركز التسوّق، وبعد أحداث فرنسا الدامية، وبعد تفجيرات تركيا التي حصدت الأرواح، بات الجميع في قلق من السفر للراحة والاستجمام، فالسفر أصبح كابوساً لكثيرين، لأنّ الأمن والأمان بعيدان كل البعد عن أرجاء المقطورة، إلا ما رحم الله.

فاليوم التوجّه إلى اليابان، وإلى استراليا ونيوزيلندا وهاواي وجنوب أميركا وبعض الدول الاسكندنافية، هو خير توجّه للراحة، أما الدول المتقدّمة العظمى كبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وفرنسا، تلك التي شاركت في القضاء على النظم الرئاسية السابقة أو حاربت «داعش» أو حاولت تهدئة الأمور في بعض المناطق، ارتدّ عليها عملها فأصبحت مُهدّدةً من قبل الإرهابيين، إما بقتل الأنفس البريئة وإما بالأحزمة الناسفة أو التفجيرات.

ما ذنبنا نحن بما يصنعه هؤلاء ممن يدّعون الإسلام والإسلام بريء منهم؟ ما ذنبنا أن نخشى السفر أو لا نسافر بسببهم؟ هذا ما يريدونه وهذا هو طموحهم، ونحن بخوفنا نحقّق لهم هذه الغايات المريضة، حسبي الله ونعم الوكيل فيهم وفي كل رأس دبّر لعملية إرهابية وقتل فيها الأنفس البريئة.

اجتثاث الإرهاب ليس سهلاً، فقد كان حصراً على «داعش» لبعض الوقت، وبعد حادث ألمانيا برز على الساحة إرهابي من أصول إيرانية، فلا ندري كيف نحدّد الدواعش وغيرهم، فالأمور أصبحت في غاية اللخبطة، يوم يخرج لنا إرهابي أفغاني، ويوم إرهابي عربي، ويوم إرهابي ألماني، ويوم إرهابي فرنسي، ويوم إرهابي بريطاني، واليوم إرهابي إيراني، وهذا دليل على أنّ الإرهاب لا أصل له، فالفكر المريض يبقى مريضاً مهما كان لون الجلد أو لون العينين!

«لا نسافر» هي أفضل جملةٍ ننصح بها الناس هذه الأيام، ونصبر على درجات الحرارة العالية والمشكلات الموجودة في أوطاننا حتى لا نذهب ضحيّة للإرهاب والمرهبين، ولا ندري كم سنة أو عقداً سنبقى على هذا الحال حتى نطهّر البشرية من براثن الإرهاب.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5069 - السبت 23 يوليو 2016م الموافق 18 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 6:04 ص

      الله يخلي السعودية.. أبهى أجمل من أوروبا وحرارة مكة أحلى مكان بالعالم..

    • زائر 12 | 4:24 ص

      مب كل الناس شحاتين والله في بحرينين عندهم فلوس ما ياكله النار غير الشقق الذي فيها ايجار شهري ومحد يدري عنهم يخافون من الحسد روح شوف حسابه في البنك وايد بحرينين ألحين صارو من اصحاب الاموال.. كم فقير في البلد يعمم حالة الفقر على كل المواطنين هذا غلط... حتى ألي يروح العتبات المقدسه كل عام يسافر من اين له كل عام يسافر و الله انتم المساكين ماتعرفون الدنيا ومن عنده فلوس على قلبه

    • زائر 11 | 3:28 ص

      الحر زين ليكم

      لا تسافرو

    • زائر 10 | 2:32 ص

      خخ. اي اوربا الله يهديج. غلاء و راتب حده يوفي. اذا بنسافر ناخذ قرض سنتين عشان سفرة اسبوعين. حسبي الله و نعم الوكيل

    • زائر 9 | 1:20 ص

      مشكلة صراحة ختربت جولتي إلى ربوع أوروبا وبقزرها على ساحل كرباباد اطالع الحجارة والمايه رايحه وشم ريحة الدجاج في حديقة كرباباد.. حسبي الله عليهم

    • زائر 8 | 1:13 ص

      لا أتفق مع مقولة أن الإرهاب لا دين له...الإرهاب هو لأسباب دينية في المقام الأول...ودين الإرهاب واضح وضوح الشمس في رابعة النهار...

    • زائر 7 | 12:59 ص

      تهويل

      الدول الأوربية الآن بالذات مثل ما يقولون الآن Top Season موسم الذروة ليس للخليجيين فقط وهروبهم من الحر الشديد بل حتى للأوربيين ومن جميع أنحاء العالم ، على أساس ليست هذيك البرودة القاسيه بل جو بارد معتدل وزخات من المطر ، لا داعي للتهويل وتكبير الموضوع لمجرد جريمة هنا أو هناك .

    • زائر 6 | 12:26 ص

      أولاً خوش دعاية سويتينها الى البلدان بقولك: التوجّه إلى اليابان، وإلى استراليا ونيوزيلندا وهاواي وجنوب أميركا وبعض الدول الاسكندنافية، هو خير توجّه للراحة. مع ان معظمنا لا نفكر الذهاب لها لأننا لا نستطيع مادياً - ثانياً يقول الله في محكم كتابه الكريم: وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ويقول أيضاً: وما تدري نفس بأي أرض تموت صدق الله العلي العظيم - والراحة حالياً في هذا الزمان أن نبقى في أوطاننا على الأقل نموت وندفن بين أهلنا وشكراً.

    • زائر 5 | 11:38 م

      لا داعي اذهبي الي المانيه .الشاب مواطن ألماني مراهق مولع بالقتل الجماعي حيث مريض نفسي لا يستحق مقالك . لانه يحصل هذا في دول مسموحته حمل الاسلحه للعامه من الناس وهذا في حد ذاته سبب المشاكل

    • زائر 3 | 10:20 م

      الله يغربلهم ....
      كل سنة نسافر وإحنا مرتاحين البال ... السنة خربوا علينا وما سافرنا بسبب الخوف .... خلنا في الحرّ حتى نخيس !!!

    • زائر 2 | 9:58 م

      لكى يعلم الجميع ان الارهاب لا دين له ولا وطن

اقرأ ايضاً