العدد 5071 - الإثنين 25 يوليو 2016م الموافق 20 شوال 1437هـ

«داعش» يتبنى اعتداءً ثانياً في ألمانيا خلال أسبوع

محققو الشرطة في موقع التفجير الانتحاري في أنسباخ جنوب ألمانيا - afp
محققو الشرطة في موقع التفجير الانتحاري في أنسباخ جنوب ألمانيا - afp

أعلن طالب اللجوء السوري الذي فجر نفسه قرب مهرجان موسيقي مساء الأحد في ألمانيا مبايعته تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» قبل أن يرتكب ثاني اعتداء يتبناه التنظيم الإرهابي في هذا البلد خلال أسبوع.

وأعلن التنظيم أمس الاثنين (25 يوليو/ تموز 2016) أن منفذ الاعتداء في أنسباخ (جنوب) هو أحد «جنوده» وفق ما نقلت وكالة «أعماق» المرتبطة بالتنظيم.

وكان وزير داخلية مقاطعة بافاريا أعلن للصحافيين في وقت سابق أن الانتحاري «بايع» تنظيم «داعش» قبل تنفيذ الاعتداء، بحسب ما جاء في شريط فيديو تم العثور عليه في هاتفه المحمول.

وقال يواكيم هرمان استناداً إلى ترجمة أولية لهذا الشريط إلى العربية إن السوري البالغ من العمر 27 عاماً الذي فجر نفسه الأحد، «أعلن بشكل صريح أنه يتحرك باسم الله وبايع ابو بكر البغدادي (زعيم تنظيم الدولة الاسلامية) (...) وأعلن بشكل واضح أنه يريد الانتقام من الألمان الذين يقفون بوجه الإسلام».

وكان طالب لجوء عمره 17 عاماً جرح خمسة أشخاص بالفأس قبل أسبوع في المنطقة ذاتها، معلناً انتماءه إلى تنظيم «داعش».

وغداة اعتداء أنسباخ الذي أدى إلى إصابة 15 شخصاً فضلاً عن مقتل الانتحاري، قال الوزير إن الشرطة عثرت في منزل الانتحاري عند مداهمته على مواد وأدوات مختلفة «كان يمكن أن تسمح بصنع قنابل أخرى».

وأراد منفذ الاعتداء الذي وصل إلى ألمانيا العام 2014 لكن طلبه اللجوء رفض قبل عام وكان من المقرر ترحيله إلى بلغاريا، استهداف مهرجان موسيقى البوب في الهواء الطلق الذي كان يشارك فيه أكثر من 2500 شخص.

وقال مسئول في الشرطة المحلية «لو تمكن من الدخول، لكان سقط بالتأكيد عدد أكبر من الضحايا».

وبمعزل عن الطابع الإرهابي للاعتداء، ترى السلطات أن الوضع النفسي المضطرب لطالب اللجوء قد يكون لعب دوراً في حمله على تنفيذ الاعتداء، علماً بأنه حاول الانتحار مرتين في الماضي وأدخل إلى عيادة للأمراض النفسية.

وقال وزير الداخلية، توماس دي ميزيير «لا يمكن استبعاد ارتباط بالإرهاب الدولي كما لا يمكن استبعاد اضطرابات نفسية، أو مزيج من الاثنين».

وكان الرجل متحدراً من حلب ويحمل آثار جروح حرب.

ودعت الحكومة الألمانية أمس (الاثنين) إلى عدم وسم المهاجرين جميعاً وقال دي ميزيير «علينا عدم تعميم الشكوك ضد اللاجئين حتى لو أن هناك إجراءات جارية ضد حالات معزولة» بينهم.

من جهتها، أعلنت نائبة المتحدث باسم الحكومة، أولريكه ديمير في مؤتمر صحافي أن المخاطر الإجرامية التي يطرحها اللاجئون في البلاد ليست «أكبر نسبياً بالمقارنة مع سائر فئات المجتمع».

وتخشى حكومة أنجيلا ميركل أن تتزايد مخاوف الألمان حيال المهاجرين الذين تدفقوا بعدد قياسي إلى هذا البلد العام الماضي، بعد الأحداث التي وقعت في الأيام الماضية وكان طالبو لجوء ضالعين في عدد منها.

ويأتي الاعتداء في ظل توتر كبير في ألمانيا بعد سلسلة من الهجمات، ومخاوف شديدة في أوروبا من اعتداءات إرهابية. وهي ثالث مرة خلال أسبوع تستهدف فيها منطقة بافاريا. وكتبت صحيفة «بيلد» الواسعة الانتشار أمس «اعتداء انتحاري في قلب ألمانيا» فيما أكد وزير العدل في بافاريا فينفريد باوزباك أن «الإرهاب الاسلامي بلغ ألمانيا».

وأعربت الحكومة عن «قلقها الشديد» لهذه السلسلة من الهجمات. وارتفعت أصوات مطالبة بضبط دخول المهاجرين بصورة أفضل.

وقال رئيس نقابة الشرطيين الألمان، راينر فينت «إننا نرى في الوقت الحاضر كيف تختلط الحالات النفسية الهشة والإرهاب والإجرام» داعياً بالتالي إلى التثبت قبل دخول المهاجرين البلاد « مما إذا كانوا يشكلون خطراً».

واعرب هيرمان عن خشيته من «انعكاسات سلبية على حق اللجوء» بعد اعتداء أنسباخ.

وقال المسئول في الحزب المحافظ البافاري، شتيفان ماير لشبكة «بي بي سي» «لم نتمكن من تسجيل جميع المهاجرين الذين عبروا الحدود الألمانية والتثبت منهم».

العدد 5071 - الإثنين 25 يوليو 2016م الموافق 20 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً