العدد 5072 - الثلثاء 26 يوليو 2016م الموافق 21 شوال 1437هـ

افتتاح مهرجان بايرويت للأوبرا في ألمانيا في ظل إجراءات مشددة


بايرويت (ألمانيا)- أ ف ب 

تحديث: 12 مايو 2017

افتتح مهرجان بايرويت الألماني للأوبرا المخصص لأعمال المؤلف ريتشارد فاغنر الاثنين الماضي مع عرض "بارسيفال" وسط حماسة كبيرة من الجمهور، على رغم الأجواء المتوترة بعد الهجمات المتتالية التي شهدتها ألمانيا في الأيام الماضية.

وافتتحت الدورة الخامسة بعد المئة من هذا المهرجان العريق الذي يشكل ملتقى صيفيا تقليديا للنخب السياسية والاقتصادية الألمانية بعرض "بارسيفال" للموسيقي الألماني الشهير المولود عام 1813 والمتوفى عام 1883.

ولاقى الجمهور العرض الذي امتد على ست ساعات بتصفيق طويل، وحيا بحرارة مغني التينور كلاوس فلوريان غوت ومغني الباريتون باص الألماني جورج تسيبنفيلد والسوبرانو الروسية إلينا بانكراتوفا وقائد الاوركسترا هارموت هينشين الذي أتى قبل أسابيع قليلة خلفا لاندريس نلسون بعد انسحابه من العرض.

واتخذت إجراءات أمنية مشددة مرافقة للمهرجان، فإضافة إلى التوتر الذي تعيشه ألمانيا بعد سلسلة هجمات في الأيام الأخيرة، سرت شائعات تداولتها وسائل الإعلام ونفاها المخرج الألماني أوفيه اريك لاوفنبرغ، تفيد بان العرض الافتتاحي ينطوي على عناصر قد تفسر على أنها انتقاد للدين الإسلامي.

وقد حول المخرج العرض المتمحور حول قصة دارت أحداثها في القرون الوسطى، إلى أحداث تدور في كنيسة دمرتها قنابل آتية من الشرق، وفيها رهبان مسيحيون يعملون على خدمة لاجئين من أديان مختلفة. ولم تلق هذه الفكرة استحسان عدد من النقاد.

وأثار ظهور فتيات يضعن البرقع في دور "فتيات الزهور" اللواتي كن يغوين فرسان الكأس المقدسة للإيقاع بهم، استياء النقاد أيضا الذين رأوا في ذلك صورة نمطية استعمارية.

وتخضع "التلة الخضراء" الشهيرة التي بنى عليها فاغنر دار الأوبرا الخاصة به لإجراءات لم يسبق لها مثيل في هذا الموقع، وذلك منذ بدء التمرينات في حزيران/يونيو.

وقد منعت الحقائب والوسادات في القاعات وغرف الملابس وعلى رواد المهرجان أن يحملوا دائما بطاقة هوية عليها صورة.

والغي حفل الافتتاح، الذي يلي عادة العرض الافتتاحي، احتراما لضحايا الهجمات الأخيرة.

وشهدت ألمانيا في الأيام الماضية أربعة هجمات، تبنى تنظيم الدولة الإسلامية اثنين منها، شكلت صدمة للحكومة والسكان على حد سواء، من اعتداء انتحاري قرب مهرجان موسيقي، إلى هجوم بفأس، إلى إطلاق نار دام في ميونيخ، وصولا إلى اعتداء بساطور.

وتزخر حفلة الافتتاح تقليدا بالنخب الألمانية وفي مقدمتهم المستشارة الألمانية انغيلا ميركل. إلا أن ميركل لن تحضر هذه السنة إلى بايرويت بسبب جدول أعمالها المثقل على ما أعلن رسميا. ويستمر المهرجان حتى 28 أغسطس/ آب مع حوالي ثلاثين عرضا مأخوذا من أعمال فاغنر مثل "تريستان وايزولت" و"المركبة الشبح" و"غسق الآلهة".

ويرى بعض رواد المهرجان أن تعزيز الإجراءات الأمنية سيؤثر سلبا على أجواء قصر المهرجانات المشيد وفق أمنيات ريتشارد فاغنر.

ويعتبر بعض المطلعين على كواليس المهرجان أن هذه الإجراءات قد تكون حتى وراء رحيل قائد الاوركسترا اندريس نلسنز. فقد أعلن المايسترو اللاتفي الذي كان يفترض أن يقود عرض الافتتاح انسحابه قبل أسابيع.

أما التينور الألماني كلاوس فلوريان غوت الذي يقوم بالدور الرئيسي فقد تعرض للاستجواب من قبل العناصر الأمنيين خلال التمرينات بحجة انه يرتدي اللباس العسكري... الذي هو جزء من أزياء العرض.

وقد اصدر نلسنز المعروف بخجله وحساسيته المفرطة بيانا حتى ليشتكي من الأجواء غير السليمة في حين أن لوفنبرغ اغتاظ من الإجراءات "العبثية والسخيفة كليا". 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً