العدد 5073 - الأربعاء 27 يوليو 2016م الموافق 22 شوال 1437هـ

السينما في هونغ كونغ تواجه معضلة جديدة

يواجه السينمائيون في هونغ كونغ معضلة تخيرهم بين تصوير الأفلام التي يخرجونها محليا بموارد محدودة أو التعاون مع الشركات الصينية التي تفتح لهم أبوابها لكن بشروطها الخاصة.

ويخشى عدد متزايد من سكان هونغ هونغ من أن الصين تعزز سطوتها على المستعمرة البريطانية السابقة. لكن رغم الضغوط التجارية والسياسية، تختار مجموعة من المخرجين انجاز أعمال معدة محليا مخلفين موجة جديدة على السينما في هونغ كونغ.

وكانت هونغ كونغ تنتج في ما مضى ما لا يقل عن 200 فيلم في السنة من "انتر ذي دراغون" لبروس لي العام 1973 إلى "إن ذي مود فور لوف" لوونغ كار-واي العام ألفين مرورا بمجموعة كبيرة من الأفلام البوليسية والتشويق.

ألا انه في العقد الأخير تراجع الإنتاج المحلي وبات حوالي 12 فيلما ينجز في هونغ كونغ سنويا.

واحد عوامل هذا التراجع هو الازدهار الكبير للقطاع السينمائي الصيني بمشاركة مخرجين ذي خبرة وآخرين مبتدئين فضلا عن أموال طائلة وفرص كبيرة.

إلا أن البعض يعتبر أن ثمة ميلا معاكسا الآن إذ أن الرغبة في المحافظة على حرية التعبير باتت أكبر من إغراءات الأموال من بر الصين الرئيسي.

ويوضح المخرج ديريك شيو من هونغ كونغ البالغ 54 عاما الذي أنجز أفلاما عدة وعمل في الصين أيضا "مع الأفلام الجديدة بات الجميع يسأل: (هل يمكن للفيلم أن يعرض في الصين؟ هل يمكن الحصول على تمويل مشترك في الصين؟)".

ويقول انه يواجه صعوبة في الحصول على تمويل لفيلمه المقبل "تشونغ ينغ ستريت" الذي يتناول أعمال الشغب ضد الحكم الاستعماري البريطاني ويهتم للحركة المؤيدة للديمقراطية راهنا.

تمويل تشاركي

ويروي أن الهيئات العامة في هونغ كونغ والصين رفضت طلباته للحصول على مساعدة. وانسحب مستثمر خاص من المشروع أيضا خشية على أعماله في الصين.

ويتابع المخرج قائلا "في حال أنجزت (تشونغ يينغ ستريت) ربما لن أتمكن من العمل في الصين بعد ذلك. إلا أنني لن أتراجع. احتاج أن أتحكم بالجانب الإبداعي وإلى الحرية ولا يمكن للصين أن تمنحني ذلك".

ويتجه البعض إلى التمويل التشاركي للمحافظة على استقلاليتهم.

وجمع كريستوفر دويل مدير التصوير الاسترالي الشهير المقيم منذ فترة طويلة في هونغ كونغ أكثر من مئة ألف يورو بفضل منصة "كيكستارتر" لتمويل مشروعه الأخير الحساس.

ويستند عمله الأخير وهو بعنوان "هونغ كونغ تريلودجي: بريسكولد، بريوكيبايد، بريبوستيروس" الذي صدر العام 2015 إلى لقاءات أجراها مع ثلاثة أجيال من سكان هونغ كونغ. وكرس جزء من الفيلم للحركة المؤيدة للديمقراطية التي شلت أحياء كاملة في خريف العام 2014.

ويقول لوكالة فرانس برس أن "هامش حرية التعبير ضيق في الصين لذا نصور الأفلام التاريخية وأفلام الحركة فيها وليس الأفلام ذات الطابع الاجتماعي".

ويضيف قائلا "أما في هونغ كونغ فعلينا أن نعمل ضمن ميزانيات صغيرة وعلينا الاهتمام بالحريات القليلة التي لا تزال متاحة لنا".

هذا التيار الذي يختار الحرية على التمويل الصيني "برز سريعا جدا" وهو التغيير الرئيسي في أوساط السينما في هونغ كونغ على ما يؤكد.

أقرب إلى الواقع

والدليل على ذلك نجاح فيلم "تن ييرز" في أوساط الجمهور والنقاد وهو فيلم تشويق يضع تصورا لهونغ كونغ في العام 2025.

ويعتبر اندرو شوي أحد منتجي الفيلم "بسبب الوضعين الاجتماعي والسياسي في هونغ كونغ بات المخرجون يهتمون أكثر للمواضيع المحلية". وهو يرى ان الجيل الجديد من السينمائيين الثلاثينيين بدأ يجمع خبرة ويحقق شهرة.

ويرى بعض مخرجي هذا الجيل الجديد أن التركيز على هونغ كونغ طريقة أفضل للتأثير بالجمهور.

ويقول كروسبي ييب (24 عاما) خلال تصوير فيلمه الأول "اديري اوف فيرست لوف" وهو من النوع الكوميدي الرومنسي "أفضل العمل بموارد محدودة حول ما اعرفه جيدا. فالنتيجة ستكون افضل واكثر واقعية ان أنجزت أفلاما حول المدينة التي ترعرت فيها".

وعلى رغم وجود هذه الطاقات الجديدة ستواجه هونغ كونغ صعوبات في استعادة مجدها السينمائي الفائت مع تعاظم قوة الصين والمنافسة العالمية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً