العدد 5075 - الجمعة 29 يوليو 2016م الموافق 24 شوال 1437هـ

كلينتون تقبل ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة

صورت ترامب بـ «شخص يمثل خطراً على البلاد»

بالونات تتساقط بعد خطاب كلينتون في الليلة الأخيرة من المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في فيلادلفيا - REUTERS
بالونات تتساقط بعد خطاب كلينتون في الليلة الأخيرة من المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في فيلادلفيا - REUTERS

قدمت مرشحة الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون نفسها كزعيمة تسير على نهج مستقر خلال «لحظة حساب» لأميركا في صورة تثير مقارنات بينها وبين المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي وصفت شخصيته بأنها خطيرة ومتقلبة.

وفي أكبر خطاب جماهيري خلال مسيرتها في الحقل السياسي والممتدة على مدى ربع قرن قبلت كلينتون رسمياً، أمس الأول الخميس (28 يوليو/ تموز 2016)، ترشيح الحزب الديمقراطي لها لخوض انتخابات الرئاسة المقررة في الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني وتعهدت بجعل الولايات المتحدة بلداً يعمل من أجل الجميع.

وقالت: «نحن فطنون لما يواجه بلدنا. لكننا لسنا خائفين». وقدمت كلينتون رؤية أكثر تفاؤلاً بكثير من الرؤية التي طرحها ترامب في مؤتمر الحزب الجمهوري الأسبوع الماضي.

وقالت: «لقد قطع بالحزب الجمهوري شوطاً طويلاً من (نهار في أميركا) إلى (منتصف ليل في أميركا)... يريد أن يفصلنا عن بقية العالم وعن بعضنا بعضاً».

وصورت ترامب في صورة شخص يمثل خطراً على البلاد قائلة: «الرجل الذي يمكن استدراجه بتغريدة ليس رجلاً يمكننا أن نستأمنه على أسلحة نووية». ووصفت كلينتون (68 عاماً) التي تتطلع لأن تكون أول امرأة ترأس الولايات المتحدة ترشيحها بأنه «علامة فارقة».

وقالت: «عندما ينهار أي حاجز في أميركا - بالنسبة لأي شخص - فإنه يفتح الطريق للجميع. لذلك حين لا تكون هناك أسقف... تبلغ الحدود عنان السماء».

إعادة تقديم للنفس

لم يكن خطاب كلينتون ملهباً كخطب الرئيس باراك أوباما وبعض الديمقراطيين البارزين الآخرين في المؤتمر العام للحزب الذي انعقد في فيلادلفيا غير أن كلينتون بدت مهيمنة وواثقة في تواصلها مع الجماهير.

وأقرت بأن بعض الناس مازالوا لا يعرفونها جيداً. وقالت: «أدرك أن البعض لا يعرفون كيف يقيمونني. دعوني أساعدكم. الأسرة التي أنتمي إليها... ليس بينها أسماء مكتوبة على مبانٍ كبيرة» في إشارة إلى ترامب الذي يظهر اسمه على عقاراته.

وأضافت أن أسرتها وفرت حياة أفضل ومستقبلاً أفضل لأبنائها باستخدام كل الأدوات «التي حباها بها الرب». وجاءت كلمتها في ختام مؤتمر دام أربعة أيام وجاء افتتاحه وسط خلاف بعد تسرب رسائل بريد إلكتروني تخص اللجنة الوطنية الديمقراطية وتظهر أن مسئولي الحزب فضلوا كلينتون على منافسها في الانتخابات الديمقراطية عضو مجلس الشيوخ عن فيرمونت، بيرني ساندرز.

وحتى بعد استقالة رئيسة اللجنة الديمقراطية وحليفة كلينتون، ديبي وازرمان شولتز يوم الأحد عطل مؤيدو ساندرز الغاضبون بعض فعاليات المؤتمر وقوضوا مساعي كلينتون وساندرز للوقوف على جبهة واحدة.

وأمس الأول، قال أناس على مقربة من الأمر إن مجلس التحقيقات الاتحادي يحقق في هجوم إلكتروني على مجموعة أخرى تابعة للحزب الديمقراطي ربما يكون متصلاً بالاختراق السابق لبريد اللجنة الوطنية الديمقراطية.

ومن المرجح أن يزيد الحادث الذي واجهته «لجنة الحملة الديمقراطية في الكونغرس» وصلاته المحتملة بمخترقين روس من اتهامات لم تتأكد حتى الآن بأن موسكو تحاول التدخل في الانتخابات الأميركية لمساعدة ترامب.

وارتدى أنصار ساندرز أمس الأول قمصان «تي. شيرت» كتب عليها «فاض الكيل». ورددوا من حين لآخر هتافات احتجاج طغت عليها أصوات مؤيدي كلينتون وهم يرددون «هيلاري».

ولم تغفل كلينتون مؤيدي ساندرز وقالت: «أريدكم أن تعلموا أني أسمعكم... قضيتكم قضيتنا».

تواصل مع الجمهوريين

لم تقتصر كلينتون خطابها على الناخبين من حزبها، فأشادت بعضو مجلس الشيوخ عن أريزونا، والمرشح الجمهوري السابق لمنصب الرئيس، جون مكين، ووصفته بأنه بطل حرب، كما أشادت بالخدمة العسكرية التي قام بها ابن حاكم إنديانا، مايك بنس، الذي رشحه ترامب ليخوض معه الانتخابات على منصب نائب الرئيس. وقالت: «سأكون رئيسة للديمقراطيين والجمهوريين والمستقلين».

وأضافت كلينتون أن «مهمتها الأساسية» تتمثل في إتاحة مزيد من الفرص ومزيد من فرص العمل الجيدة مع رفع الأجور ومواجهة الخيارات الصعبة في التصدي للخصوم و «التهديدات والاضطرابات» في أنحاء العالم وفي الداخل.

وقالت كلينتون التي تولت من قبل منصب وزيرة الخارجية: «أميركا في لحظة محاسبة مرة أخرى. هناك قوى هائلة تهدد بتقسيمنا». وأضافت «لا عجب أن الناس قلقون ويتطلعون لما يطمئنهم... يتطلعون لزعامة مستقرة».

وتكررت الإشارة إلى الدين والوطنية في كلمات المتحدثين خلال المؤتمر ومن بينهم ضباط بالجيش والشرطة. وخلال كلمة الجنرال المتقاعد جون ألين اهتزت القاعة بهتاف «أميركا» ولوح بعض الحضور بأعلام كبيرة. وقال ألين: «أعلم يقينا أن وجودها كقائد لقواتنا المسلحة لن يحول علاقاتنا الخارجية لصفقة تجارية كما أعرف أن قواتنا المسلحة لن تصبح أداة تعذيب».

عالم من الخيال

يتقدم ترامب - مقدم برامج الواقع البالغ من العمر 70 عاماً والذي لم يتولَ أي منصب سياسي من قبل - بفارق بسيط على كلينتون كما يظهر من مؤشر «ريل كلير بوليتيكس» لقياس متوسط القراءات عبر استطلاعات الرأي الأخيرة.

وفي بيان أعقب خطاب كلينتون، قالت حملة ترامب إن المرشحة الديمقراطية وصفت «عالماً من الخيال» لا يمت للواقع بصلة. وقال مستشار السياسات بالحملة، ستيفن ميلر: «كانت كلمة هيلاري كلينتون تجميعاً مهيناً لعبارات نمطية وأقوال معادة. أمضت الليلة في التحدث من علٍ للشعب الأميركي الذي ظلت تنظر إليه من علٍ طوال حياتها».

وخلال حشد جماهيري في أيوا في وقت سابق من أمس الأول، أوضح ترامب أنه لا يريد أن يستمع إلى خطاب كلينتون. وقال: «أعتقد أننا سنبقى هنا طوال الليل لأني لا أريد في الحقيقة الذهاب للمنزل ومشاهدة ذلك الهراء».

ويصور ترامب الولايات المتحدة كما لو كانت تحت حصار المهاجرين غير الشرعيين والجريمة والإرهاب وكدولة تفقد نفوذها في العالم. واقترح حظراً مؤقتاً على دخول المسلمين البلاد وإقامة سور على طول الحدود مع المكسيك لمنع دخول المهاجرين بصورة غير مشروعة.

ودوى تصفيق الحضور عندما رفع المسلم خيزر خان نسخة من الدستور الأميركي، وقال إنه يريد أن يريها لترامب. وكان ابن خان بين 14 مسلماً لقوا حتفهم أثناء الخدمة العسكرية منذ هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

وقال: «هيلاري كلينتون كانت على حق عندما وصفت ابني بأنه أفضل من أنجبت أميركا. ولو كان الأمر بيد دونالد ترامب لما أمكنه قط أن يعيش في أميركا. دونالد ترامب دأب على تلطيخ شخصية المسلمين».

العدد 5075 - الجمعة 29 يوليو 2016م الموافق 24 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً