العدد 5075 - الجمعة 29 يوليو 2016م الموافق 24 شوال 1437هـ

المفتاح داعياً لـ «وقفة محاسبة شاملة»: الخطباء مطالبون بالابتعاد عن تعكير صفو العلاقات والإساءة للأخوة

طالب بعدم إقحام الناس في «قضايا سياسية شائكة»

الشيخ فريد المفتاح
الشيخ فريد المفتاح

أكد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ فريد المفتاح، أن الخطباء والوعاظ والدعاة، مطالبون بالابتعاد عن كل ما يعكّر صفو العلاقات، وما يسيء للأخوة، ولجمع الكلمة بين المسلمين، داعياً لـ «وقفة محاسبة شاملة» لكل التعاملات والأخلاق والسلوكيات، ومراجعة كل تفاصيل الحياة.

المفتاح في خطبته يوم أمس الجمعة (29 يوليو/ تموز 2016)، طالب أصحاب الكلمة والقلم والصحافة، بعدم إقحام الناس فيما عدّه «قضايا سياسية شائكة»، وأن يعمل الوعاظ والخطباء والدعاة على ترسيخ القيم النبيلة والأخلاق الرفيعة، بعيداً عن القضايا التي لا طائلة للناس من ورائها، بحسب قوله.

وقال: «إن من أهم شرائح وفئات المجتمع الذين تقع عليهم المسئولية تجاه توصيل التعاليم والقيم الإسلامية والمبادئ، لدى المسلمين ولدى الناس، هم أهل المنابر من الخطباء والدعاة وأصحاب الكلمة، فهم مدعوون قبل غيرهم للعمل على وحدة الصف، واجتماع الكلمة وجمع الكلمة، وجمع صف المسلمين وبث روح الألفة والمحبة والمودة، والتواضع والتعاون والتكاتف، والتسامح الأخلاقي، والرقي الأخلاقي، والسلوك الحضاري بين الناس، وأن يكون هؤلاء الخطباء والدعاة والمرشدون، أسوة وقدوة من خلال دعوتهم وكلمتهم ومن خلال خطابهم ووعظهم وإرشادهم، ودعوتهم الحكيمة، وخطابهم الوسطي المعتدل المتزن».

وحثّ أهل المنابر والخطباء والدعاة إلى أن «يهتموا في دعوتهم وتوجيههم، لترسيخ القيم النبيلة والأخلاق الرفيعة التي دعا إليها ديننا الحنيف، وأن يبتعدوا عن كل ما لا فائدة منه، ولا طائل من ورائه، بل قد يعكر في كثير من الأحيان صفو العلاقات، ويسيء إلى الأخوة ويسيء إلى جمع الكلمة بين المسلمين».

وأشار إلى أن «على الخطباء والدعاة وأصحاب الكلمة وأصحاب القلم والصحافة، عليهم ألا يقحموا الناس في قضايا سياسية شائكة، مغرقة مختلف فيها، تتغير بين وقت وآخر، وألا يقحموا الناس في نقاش مثل هذه القضايا الشائكة والتي لا طائل منها، وتقسي القلوب، وتعكر النفوس وصفو العلاقات الحميمة واللطيفة، والمودة والمحبة بين الناس، تعكّر ذلك وهو ما أكد عليه ديننا الحنيف».

وأردف «علينا ألا نقع في مثل هذه الازدواجية فنقحم الناس في مثل هذه القضايا السياسية المختلف فيها، والتي لا طائل للناس من ورائها».

ورأى أن «خطاب الدعاة والخطباء، ينبغي أن يكون نابعاً من روح الإسلام في رحمته، وفي تسامحه واتحاده وعدله وأخلاقه وآدابه، وينبغي أن يكون الخطاب الذي يتناوله الخطيب والواعظ والمرشد، أن يكون خطاباً يجمع ولا يفرق، يبني ولا يهدم يُصلح ولا يفسد، يقرّب ولا يبعّد بين الناس، ويرتقي بالشخصية الإسلامية، لتكون شخصية حضارية متميّزة متسامحة، ونموذجية في كل شيء».

وأكد أن بذلك «نرتقي بالمسلمين، ونعود بحضارتنا ولتعاليم وقيم حضارتنا، التي ربّى الله تعالى عليها الرسول الكريم، وربى الرسول عليها الناس في ذلك الوقت، وأنتجت حضارة إنسانية عالمية يقتات عليها الناس».

وذكر المفتاح أنه «ينبغي أن نعود إلى هذا الإنجاز الكبير، ونعود إلى فهم حضارتنا ولكي نكون نموذجيين في أخلاقنا وفكرنا وتسامحنا، وقربنا من بعضنا البعض، وفي ضرب مثال عظيم رفيع متطور حضاري للناس، حتى يدخلوا في هذا الدين بمحبة ومودة ولطف وقرب».

وتابع «علينا جميعاً مراجعة تفاصيل حياتنا، ومراجعة علاقتنا بخالقنا، وبعضنا البعض، حيث إن الضعف الذي تعيشه أمتنا بتكالب الأمم عليها، ليس إلا نتيجة لبعدنا عن ديننا، وتخلينا عن أخلاقنا، وتراجعنا في فهم حضارتنا».

وأضاف أن «هذه الحضارة التي ارتقت بالمسلمين وبالإنسانية، علينا أن نفهم حضارتنا فهماً صحيحاً، وأن نقف على تقصيرنا في حقوق بعضنا البعض، وتفريطنا فيما أمننا الله عليه من المبادئ والأخلاق السامية، والآداب والقيم الحضارية العظيمة، في العلم والعمل والأخلاق والسلوك والآداب».

وأكد أن «علينا أن نقف مع أنفسنا وقفة مراجعة، ووقفة محاسبة شاملة لتفاصيل تعاملاتنا، وأخلاقنا وسلوكياتنا مع أنفسنا، مع أهلينا وأولادنا وأسرنا وجيراننا، وزملائنا وأصحابنا، مع الناس كافة، مسلمين وغير مسلمين، لنراجع تربية أبنائنا وبناتنا ونراجع علاقتنا بكتاب ربنا، والتزامنا بأركان ديننا ومحافظتنا على فرائض وواجبات إسلامنا، ومدى تأسينا واقتدائنا وتخلّقنا، بأخلاق وصفات نبينا محمد (ص)».

وخلص المفتاح إلى أن «على الأمة أفراداً وشعوباً، حكاماً ومحكومين، مسئولية عظمى، وتبعة كبرى في هذا الوقت، وفي هذا الزمن المعاصر، أكثر من أي وقت مضى؛ لنعيد للأمة ما سُلب منها من قوة ووحدة وتحضّر وصلاح وأخلاق، ونسترد نحن المسلمين ما فقدناه من حضارة فاضلة نبيلة سامية راسخة، شيّدها الآباء، وضحى من أجلها الأجداد والأتباع والأًصحاب، لنعود كما كنا، أهل خير وصلاح وأهل أخلاق عالية، وأهل تعاون وترابط، وألفة ومحبة».

العدد 5075 - الجمعة 29 يوليو 2016م الموافق 24 شوال 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 12:38 ص

      *****

      سماحة جناب الشيخ شبعنا وتاخذون تعهدات عليه ويرد يكرر في السب والشتم والتخوين والتكفير وووو لازم لكم موقف صارم وياه ليس توقيفه عن الخطابه بس ؛ لازم يزور الكركون حاله حال غيره الموجودين الأن هناك في السجون على لا شيء..أمنيتي أشوف قانونكم يتطبق على الكل .

    • زائر 1 | 11:00 م

      شكرا سماحة الخطيب إن الكلام في الأمور السياسية أوقضايا المجتمع لايعكر صفو الحياة بل يخفف من معاناة الناس النفسية فلو إن حكومتنا الموقرة فتحت أذانها لنا لما رأيت الناس تبحث عن خطيب أو قناة تلفزيونية تتكلم عن قضايان وهمومنا أيا كان توجه هولاء الخطباء أو القنوات فاياريت الحكومة الموقرة تتدارك الأمور أيا كان نوعها سياسي أجتماعي أقتصادي الخ.... وحلها بالحكمة والموعظة الحسنة تحياتي وأحترامي لكل من يسعى للم شمل الوطن بالنصيحة لا بتأجيج الفتن فقل خيرا أوأصمت كما يقال.

اقرأ ايضاً