العدد 5082 - الجمعة 05 أغسطس 2016م الموافق 02 ذي القعدة 1437هـ

"ريو 2016 – الجودو": الكوسوفية مايليندا كيلميندي تحمل آمال شعب بأكمله

 تحمل لاعبة الجودو مايليندا كيلميندي آمال شعب بأكمله في اولمبياد ريو 2016، لأنها لن تكتفي بتسجيل اسمها كأول رياضية تحمل علم بلادها في الألعاب الاولمبية بل أنها ستنافس من اجل منحها ميداليتها الأولى أيضا.

وتعود كيلميندي، البالغة من العمر 25 عاما، إلى ريو إذ حصدت النجاح العالمي للمرة الأولى العام 2013 جين توجت بطلة للعالم في وزن تحت 52 كلغ، ثم احتفظت به في العام التالي في شيليابينسك البيلاروسية.

وبعد أن عاشت مآسي الحرب في طفولتها، تجد كيلميندي نفسها أمام فرصة دخول التاريخ كأول رياضي من بلادها يتوج بالذهب الاولمبي الذي افلت منها العام 2012 في اولمبياد لندن لكنها كانت تمثل ألبانيا حينها لان كوسوفو كانت خارج العائلة الاولمبية.

وتعلق كيلميندي على مشاركتها الاولمبية في ريو قائلة لوكالة فرانس برس: "أنها المرة الأولى التي تشارك فيها كوسوفو في الألعاب الاولمبية. أنها لحظة تاريخية ليس لي وحسب، بل للشعب الكوسوفي بأكمله".

وتعتبر اللاعبة الكوسوفية التي تتمتع بأعصاب فولاذية، المرشحة الأوفر حظا لإحراز ذهبية تحت 52 كلغ وسجلها يؤكد ذلك لأنها حققت حتى الآن 105 انتصارات مقابل 4 هزائم فقط في المسابقات الدولية منذ خروجها من الدور الثاني لاولمبياد لندن 2012.

وتحدثت عن طموحاتها في البرازيل، قائلة بوجود مدربها دريتون كوكا: "أريد ميدالية بطبيعة الحال. أنا متأكدة من قدرتي على جعل شعبي فخورا بي".

وتريد كيلميندي التي فرضت نفسها على الساحة القارية أيضا بإحرازها لقب بطلة أوروبا أعوام 2013 و2014 و2016 إلى جانب إحرازها 7 ألقاب أخرى في لقاءات الجائزة الكبرى، أن تبعث برسالة إلى شبان كوسوفو مفادها أن الأحلام تتحول إلى حقيقة في حال تمتع المرء بالإرادة.

ذكريات الحرب

وتقول بهذا الصدد: "أريد أن اظهر للجيل الشاب في بلدي انه مهما كانت المشاكل التي نعاني منها ومهما كان بلدنا صغيرا وفقيرا، بإمكاننا حقا تحقيق ما نريده إذا كنا مصممين. يجب العمل بجد كبير، والاهم من كل ذلك أن يؤمن المرء بنفسه".

وتتحدث كيلميندي عن الأيام الصعبة التي مرت بها خلال نشأتها بسبب الحرب، قائلة: "لدي بعض الذكريات عن تلك الحقبة. ذكريات مثل قدوم الجنود أو الشرطة إلى منزلنا. لم أكن افهم ما يجري في تلك الفترة، لم أكن سوى طفلة".

وواصلت: "لكن الآن وعندما أعود بالذاكرة إلى الوراء، أدرك كم كان الوضع رهيبا. افهم كم كان الوضع صعبا على والدي".

وأودت الحرب في عامي 1998 و1999 بحياة نحو 13 ألفا معظمهم من الألبان وتدخل الحلف الأطلسي جوا ضد صربيا لإنهاء النزاع بين قوات بلغراد والانفصاليين من البان كوسوفو.

وبعد الحرب، وضع إقليم كوسوفو الانفصالي في جنوب صربيا تحت إدارة الأمم المتحدة. وأعلن استقلاله عن صربيا العام 2008.

وتحاول كيلميندي الآن التعويض على والديها من خلال مساعدتهما ماديا في تدبير أمورهما في ظل البطالة التي تعاني منها كوسوفو والفقر الذي يطال حوال نصف عدد سكانها البالغ نحو مليوني نسمة.

وتحافظ كيلميندي على تواضعها لأنه "حتى وان كنت بطلة كبيرة وفزت بكل شيء، لا يحق لي أن أتعالى على الناس. كل شيء أقوم به، أقوم به من اجلي أنا، وكل شيء املكه هو من الله".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً