العدد 5083 - السبت 06 أغسطس 2016م الموافق 03 ذي القعدة 1437هـ

إردوغان يقود تجمعا حاشدا اليوم في استعراض للقوة بعد محاولة الانقلاب

يتوقع أن يشارك مئات الآلاف من الأتراك في تجمع بمدينة اسطنبول اليوم الأحد (7 اغسطس / آب 2016) استجابة لدعوة أطلقها الرئيس رجب طيب إردوغان للتنديد بمحاولة الانقلاب واستعراض القوة في مواجهة انتقادات غربية لعمليات تطهير واعتقالات واسعة النطاق.

ويتوج "تجمع الديمقراطية والشهداء" في منطقة يني قابي على الطرف الجنوبي من المنطقة التاريخية في اسطنبول ثلاثة أسابيع من المظاهرات الليلية التي نظمها أنصار إردوغان في ميادين بأنحاء مختلفة من البلاد رافعين أعلام تركيا.

وتعهد إردوغان بتخليص تركيا من شبكة رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن الذي يتهم إردوغان أنصاره في صفوف قوات الأمن والقضاء والجهاز الإداري بتدبير محاولة الاستيلاء على السلطة الشهر الماضي والتخطيط لإسقاط الدولة.

وندد كولن -الذي كان حليفا لإردوغان في السنوات الأولى بعد تولي حزب العدالة والتنمية الحاكم السلطة في 2002- بالانقلاب ونفى الاتهامات.

وتعرض عشرات الآلاف للإيقاف عن العمل أو الاعتقال أو الاحتجاز لحين التحقيق في أعقاب محاولة الانقلاب ومن بينهم جنود وأفراد في الشرطة والقضاء وصحفيون وعاملون في المجال الطبي وموظفون مما أثار المخاوف بين حلفاء تركيا الغربيين من أن إردوغان يستغل الأحداث لإحكام قبضته على السلطة.

وكتب على لافتات وزعت على المنازل الليلة الماضية للإعلان عن رحلات مجانية بالحافلات والعبارات وقطارات الأنفاق وصولا إلى مكان التجمع عبارات مثل "النصر للديمقراطية والميادين للشعب." وزين هذا الشعار لافتات علقت على جسور ومبان في أنحاء مختلفة من البلاد.

ودعا إردوغان زعماء المعارضة العلمانية والقومية الذين دعموا الحكومة ونددوا بالانقلاب إلى إلقاء كلمة أمام الحشود في مشهد يأمل أن يصور أمة موحدة تتحدى الانتقادات الغربية.

وكتب كمال كيليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري وهو حزب علماني معارض تغريدة على موقع تويتر قبل التجمع قال فيها "الطريقة الوحيدة للقضاء على الانقلاب هي إحياء القيم التي تأسست عليها الجمهورية. يجب إعلان هذه القيم التي تشكل وحدتنا بصوت عال في يني قابي."

وصدمت محاولة الانقلاب التي وقعت يوم 15 يوليو تموز وقتل فيها أكثر من 230 شخصا المجتمع التركي الذي كانت آخر مرة يرى فيها انقلابا عسكريا للاستيلاء على السلطة بالقوة عام 1980.

حتى أن خصوم إردوغان فضلوا استمراره في السلطة عن نجاح الانقلاب الذي كان متوقعا أن يعيد تدخلات الجيش التي شهدتها تركيا في النصف الثاني من القرن العشرين.

وعلى مدى السنوات الماضية استغل إردوغان خصومه من العلمانيين والقوميين -الذين يبغضون أيضا حركة الخدمة التي أسسها كولن- لتقويض سلطة جنرالات الجيش العلمانيين الذين تساورهم الشكوك حول حزب العدالة والتنمية الحاكم ذي الجذور الإسلامية. ولا تزال الانتقادات الصادرة من هؤلاء محدودة فيما يتعلق بحملة التطهير التي يتعرض لها أنصار كولن لكنهم أثاروا تساؤلات حول حجم ونطاق الاعتقالات.

انتقادات غربية

وأثار حجم حملة التطهير في تركيا ثاني أكبر قوة عسكرية في حلف شمال الأطلسي والطامحة لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي انتقادات في الغرب.

وقال رئيس حزب الديمقراطيين الأحرار الليبرالي في ألمانيا في تعليقات نشرت اليوم الأحد إنه يرى تشابها بين تصرفات إردوغان والفترة التي أعقبت حريق مبنى الرايخستاج في ألمانيا عام 1933 والذي صوره النازيون على أنه مؤامرة شيوعية على الحكومة واستغله أدولف هتلر لتبرير حملته لتقويض الحريات المدنية على نطاق واسع.

وقال كريستيان ليندر لصحيفة بيلد ام سونتاج "نحن نشهد انقلابا من الأعلى مثلما حدث عام 1933 بحد حريق الرايخستاج. أنه يؤسس نظاما قمعيا مفصلا فقط ليناسبه."

وأضاف "لأن حقوق وحريات الأفراد لم يعد لها أي دور فليس بإمكانه أن يكون شريكا لأوروبا."

وتتشابه تصريحاته مع تصريحات هاينز كريستيان شتراخه زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف في النمسا والذي قال أمس السبت إن استغلال إردوغان لمحاولة الانقلاب لقمع معارضيه تذكر باستغلال هتلر لحريق الرايخستاج لتعزيز سلطته.

ويرفض المسؤولون الأتراك بغضب التلميحات بأن حملة التطهير غير مبررة ويتهمون منتقديهم في الغرب بعدم إدراك حجم التهديد الذي تعرضت له الدولة التركية والاهتمام بحقوق مدبري الانقلاب بشكل أكبر من اهتمامهم بوحشية الأحداث نفسها.

وتضررت العلاقات بين ألمانيا وتركيا بشدة حتى أن وزير الخارجية الألماني قال مؤخرا إن المحادثات بين البلدين لا ترتكز إلى أساس و"أننا نتحدث مع بعضنا البعض مثل المبعوثين القادمين من كوكبين مختلفين."

وقال المستشار النمساوي إنه يجب تعليق المحادثات بشأن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.

ويتوجه إردوغان إلى روسيا يوم الثاثاء الماضي للقاء الرئيس فلاديمير بوتين في زيارة يأمل أن تمنح الغرب لحظة تفكير. وسيكون بوتين ثاني رئيس دولة يلتقي به إردوغان منذ محاولة الانقلاب بعد رئيس قازاخستان.

وقال سنان أولجن وهو دبلوماسي تركي سابق ومحلل في معهد كارنيجي أوروبا "بالنسبة لإردوغان فإن هذا اللقاء مع بوتين فرصة بالتأكيد ليلمح إلى شركاء تركيا في الغرب أنها قد تحصل على اختيارات إستراتيجية أخرى."





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً