العدد 5089 - الجمعة 12 أغسطس 2016م الموافق 09 ذي القعدة 1437هـ

المفتاح: ابتُلينا بمن اسوَدَّ قلبه بالمذهبية والطائفية...ولن نلتفت للمعرقلين والمثبطين

نوّه بزيارات رئيس الوزراء الميدانية رغم قسوة الجو

الشيخ فريد المفتاح
الشيخ فريد المفتاح

رأى إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ فريد المفتاح، أن البحرين ابتُليت بمن «اسوَدّ» قلبه بالمذهبية وشُحنت نفسه بالطائفية، وبمن لا يعرفون للنفس البشرية حرمة، ولا للدماء عصمة، بل أغرقوا الأمة دماءً بغلوهم وتشدُّدهم وعنفهم، مشدداً «لن نلتفت إلى المعرقلين والمثبطين».

\وفي خطبته يوم أمس الجمعة (12 أغسطس/ آب 2016)، تحدث المفتاح عن الإبداع والابتكار والتميّز في الإسلام، مشيراً إلى أنَّ «من الضروري، ونحن نتحدث عن الإبداع والابتكار في الإسلام، وما أراده الله للعقل البشري من تأهل وتميّز وبناء المسلم النموذجي المتفائل المتحضر، تأهيلاً وإعداداً للإنسان، لعمارة الأرض، ولنماء الأرض والنهوض بالحضارة، من الضروري أن نبيّن أنه وللأسف توجد فئات من البشر تقف في وجه هذا النهج الرباني في الإبداع والابتكار والتميّز».

وذكر أن «من يقفون في وجه هذا النهج يستغلون العقل الذي منحهم الله إياه، في الإضرار بالبشرية وبإلحاق الأذى بالخلق، والإنسانية، وتشويه صورة الإنسان الحضارية الرائعة».

وأضاف «ابتُلينا وشغلنا في هذا الزمان، بدلاً من الانشغال في الإبداع والابتكار والتحضر والتميز والتطور، ابتُلينا بصنفين من الناس المسلمين، تطرفوا وابتعدوا وجانبوا هذا النهج الحضاري الكريم، صنف اسودَّ قلبه بالمذهبية وشُحنت نفسه بالطائفية والكراهية، فانشغل وشُغل بها فتجرد عن الرحمة وخلا قلبه من المحبة والمودة لغيره من المسلمين، واتخذ حب الطائفة والتعصب لها، وحب الذات والتقوقع في المذهب، طريقاً له، فانفصل عن الأمة ومايز نفسه عن بقية المسلمين، وتعدى على أبناء وطنه وشركاء مجتمعه، ولا يرى فضلاً ولا شكراً إلا لنفسه وطائفته وحزبه، فجرّ بسوء صنيعه ومحدودية تفكيره، وطائفية خطابه ومذهبية نهجة، فتناً وأزمات وخلافات، وأرجع الأمة إلى الوراء، وأحدث في المجتمع فرقة شتت الجهود وعطلت المسيرة، وأشغلت الناس بقضايا طائفيَّة بدلاً عن استثمار التفكير والإبداع وإعمال العقل، لاكتشاف ما يفيد الناس في دينهم ودنياهم.

واعتبر أنهم بذلك «يعرقلون مسيرة تقدم الأمة وتقدُّمِنا، ويقفون في وجه تميّز بلادنا وتحضرنا وإبداعنا، لا همّ لهم إلا الوصول لتحقيق أهداف خارجية طامعة، خطط لها أعداؤنا، ولذلك فإننا لن نلتفت إلى فئة المعرقلين المثبطين، الذين يستخدمون نعمة العقل فيما يضر أوطانهم وبلادهم وإسلامهم، ومجتمعاتهم، فيخسرون بذلك رصيد وطنيتهم وولاءهم لوطنهم، ورصيد حب أبناء وطنهم لهم».

وأوضح أن الصنف الآخر «الذي ابتُلينا به وشغلنا به، هم أولئك الذين لا يعرفون للنفس البشرية حرمة، ولا للدماء عصمة، بل أغرقوا الأمة دماءً بغلوهم وتشدّدهم وعنفهم، وسعوا فيها إفساداً وتفجيراً وإرهاباً، شغلوا الشباب عن العمل والإبداع لنهضة أمتهم، واختطفوا عقولهم وسواعدهم لما جرّ على الأمة الوبال، والبلاء والخلاف، وعرّض الإسلام والمسلمين للإساءة والتشويه بأعمال إرهابية وسلوكيات إجرامية متطرفة، تروّع الآمنين والمستأمنين، إنهم ينتسبون إلى الإسلام زوراً وبهتاناً، أنهم إرهابيون متطرفون خارجون منكفئون، والإسلام منهم ومن أفعالهم الشنيعة وجرائمهم التخريبية والدموية براء.

وتساءل: «كيف لا؟ وهم يسيئون للإسلام ولحضارة الإسلام والمسلمين وإلى أوطانهم ومجتمعاتهم، بأفعالهم النكراء وجرائم شنعاء، تتفطر لها القلوب وتدمي لها النفوس ألماً وكمداً وحسرة».

وقال: «إن هؤلاء وأولئك صنف الطائفيين المذهبيين المنغلقين، وصنف المتشددين المتطرفين الإرهابيين، يريدون إعادة الأمة إلى الوراء، وإرجاعنا مئات السنين، بأفكارهم الرجعية المنغلقة الساذجة، وأفعالهم الغبية الشنيعة المتشنجة والهدامة»، مشيراً إلى أنهم «يستعدُون بظلمهم وتشددهم العالم ضدَّ الإسلام وأهل الإسلام، ويشوهون نقاء وصفاء ورحمة هذا الدين الحضاري العظيم».

وأكد أن «بلادنا وقيادتنا وحكومتنا تبذل الغالي والنفيس للارتقاء بهذه الدولة في مختلف المجالات، وحققت المراكز المتقدمة في التنافسية العالمية، منتهجة في ذلك نهج الإبداع والابتكار والتميّز في تحقيق الطموحات، وهذا يتطلب منا تكاتف الجهود، ويجب مضاعفة الجهود للحفاظ على المسيرة الإصلاحية الحضارية المباركة، التي أرسى دعائمها جلالة الملك.

وفي ثنائه على سمو رئيس الوزراء، ذكر المفتاح «إننا لا نبالغ أو نجامل حينما نقول إن قيادتنا الحكيمة خطت خطوات نوعية بإبداع وتميّز وإتقان، نحو التقدم والتطور والرقي والنماء، ولا أدل على ذلك مما ترجمه واقعاً ملموساً رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، بزياراته الميدانية المستمرة، ومتابعاته المتواصلة لتفقد حاجات الناس والمواطنين، والوقوف على حل مشكلاتهم وقضاء حوائجهم، على رغم حرارة الشمس القاسية هذه الأيام، إنه مثال عملي وواقعي للتميز والإبداع والتأسي به في خدمة الوطن والعمل بإخلاص لخدمة الوطن والمواطنين».

ووصف رئيس الوزراء بأنه متميز في إدارته للأزمات ولكل شئون البلاد، ومبدع، يتخذ القرارات الحكيمة، وعلى رغم ظروف وقسوة الجو في هذه الأيام، والتي يفر منها الناس إلى الأماكن الباردة، فضّل رئيس الوزراء أن يكون في خدمة الوطن والمواطنين.

وفي سياق خطبته، أفاد المفتاح بأن «من أجلِّ النعم التي تميّز بها الإنسان عن غيره، هي نعمة العقل، فالعقل هبة عظيمة، ومنحة جزيلة ثمينة، وهو تاج المؤمن».

وأضاف «لقد دعانا ربنا إلى النظر والتدبر والتأمل في السماوات والأرض، وأمرنا أن ندرس أحوال الأمم السابقة لنستفيد من تجاربهم، وندرس إيجابياتهم ومعارفهم وخبراتهم، ونتجنب سلبياتهم، وعلينا أن نولّد أفكاراً جديدة، ومخترعات حديثة، لابد أن نبدع ونبتكر ونطور من خلالها حياتنا، ونبتكر حلولاً أفضل لمشكلاتنا، لنصل بهذا الإبداع الإنساني الراقي، الذي يدعو إليه الإسلام، إلى الريادة الحضارية، فبالإبداع والابتكار تزدهر الحياة وتعمُر الأرض، وتُبنى الحضارة وتستمر وتعظم».

العدد 5089 - الجمعة 12 أغسطس 2016م الموافق 09 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 8:27 ص

      الله يحفظ بﻻدنا من كل شر.

    • زائر 5 | 3:34 ص

      لأسف هناك من يدعو لحوار والتصالح لخروج البلد من دوامته، وهناك من يريد صب الزيت على النار. ولكن لو خرج هذا الكلام من الطرف الآخر لقامت الدنيا ولم تقعد.

    • زائر 3 | 1:00 ص

      الكاسر
      لحد يمنن علينا بمال الدولة هو مالنا جميعا
      كل موظف او عامل او وزير هو لخدمت الشعب

    • زائر 4 زائر 3 | 2:43 ص

      موافق

      ولكن هذا لا يعني إنك تقوم تخرب وتكسر في البلد وتقول المال مال أبونه
      لأنَّ القانون راح يتولي أمرك

اقرأ ايضاً