العدد 5093 - الثلثاء 16 أغسطس 2016م الموافق 13 ذي القعدة 1437هـ

انتهاك الخصوصية... من يضع الحدود؟

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

وجَّه رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة إلى حفظ خصوصية الأفراد ووضع التشريعات المناسبة التي تمنع انتهاك هذه الخصوصية عبر الاستخدام المسيء لوسائل التواصل الاجتماعي أو أية وسيلة أخرى من دون موافقة ذوي الشأن أو تخويل منهم، وبما لا يراعي حقوق الأفراد وينتهك حرماتهم.

إن هذا التوجيه السامي لسمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، إنّما يدل على خطورة ما وصل إليه البعض في عدم حفظ خصوصيات النّاس، وللأسف مواقع التواصل الاجتماعي سلبت الجميع الخصوصية، وما كان يحدث في السر بين المرء وربّه أصبح اليوم منشوراً في مواقع التواصل الاجتماعي، والنّاس لا تعي خطورة هذا الأمر الذي هو حد من حدود الله.

فضائح في فضائح، ستر الله عليها من فوق سابع سماء وجاء الإنسان الذي تخلّى عن إنسانيته لينشرها ويفضح خلق الله بها، ويكون سبب النشر إمّا عداء شخصياً أو مرضاً في نفس الناشر، أو من غير قصد إلاّ الاستمتاع بالمقطع! والقائمة تطول.

المقطع أو الاقتباس أو الصورة أو الكلام المفضوح، يأخذ لحظات حتّى يصل للناس، أمّا المقاطع والاقتباسات والصور والكلام الطيّب لا يصل بسرعة، يا تُرى لماذا؟ ما اللّذة الموجودة في الفضائح وغير موجودة في المقاطع الأخرى؟

للأسف النفس أمّارة بالسوء، ومادمت أختلف معك فأسرع وسيلة للقضاء عليك هو التعدّي على خصوصياتك! ومادمت أكرهك سـ(أزوع) الذي في مصراني من أجل وضع رأسك في التراب! لماذا هذا الحقد يا ترى؟ لا نعلم!

كل إنسان منّا يتأثّر بتنشئته الاجتماعية، فإذا كانت تنشئته الاجتماعية صحيحة فإنّه لا ولن يقبل فضح النّاس، ولا يتعرّض لخصوصياتهم، بل يبتعد كل البعد عن ذلك، خوفاً من الله لأنّه عادل، فالعدالة هي الأساس، ولو فضحت إنساناً اعلم بأنّ الله سيفضحك في يوم ما بلا شك.

إن كانت التكنولوجيا الحديثة ستجعلنا نتنصّل من إنسانيّتنا فلنضربها عرض الحائط، وإن كانت التكنولوجيا تُستخدم من أجل تعدّي الخصوصيات فهي غير مفيدة البتّة، وإن كانت خبيثة فالأولى تركها من استخدامها.

إن كنت ستنشر أمراً يخص النّاس ضع نفسك مكانهم، هل ستوافق أن يتم التعدّي على خصوصيتك؟ هل تسمح بنشر صورك عارياً على سبيل المثال أو في وضع مخل بالآداب أو عرض صورة لأحد من بناتك أو نسائك؟ إن كنتّ تقبل فقم بنشر الخصوصية، فمهما حاولت الدولة إيقاف هذا الطوفان لا تستطيع إيقافه من دون وعي المجتمع لخطورة التعدّي، فالمسألة هي مسألة ضمير وأخلاق قبل أي شيء.

انتهاك الخصوصية... من يضع الحدود؟ الأسرة، الدولة، القيم والأخلاق، الدين، والانسان نفسه، جميعهم يضعون الحدود، ولكن تبقى الفكرة الرئيسية هي كم فضيحة يريد الإنسان أن ينفضح؟ كل انتهاك للخصوصية لأحدهم هناك من يراقبك وسيفضحك يوماً ما لا محالة، وكما تدين تُدان!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5093 - الثلثاء 16 أغسطس 2016م الموافق 13 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 12:39 م

      حتى في الوظائف انتهاك

    • زائر 7 | 5:38 ص

      ويش عن خصوصيات الشبان ...من اول اعتقال يشهر بهم قي الاعلام ؟؟؟؟

    • زائر 2 | 11:59 م

      1

      الأخت ☝ تتكلم عن إنتهاكات الخصوصيه مال التلفونات الغبيه إللي من أمس واليوم بس ! والناس منتهكه حقوقها وهي تصرخ وتنادي من عشرينات القرن الماضي لا ناصر ولا معين لها ! قوم فجج.

    • زائر 5 زائر 2 | 2:39 ص

      لازم تقلبونها سياسة يعني وخرابيط؟! الاستاذة في ويش وانتون في ويش. ادا ماعدكم نقاش جاد حق ويش تكتبون اي شي وخلاص؟

    • زائر 1 | 11:18 م

      هناك انتهاك للحقوق ..وخصوصاً الموقوفين..

اقرأ ايضاً