العدد 5094 - الأربعاء 17 أغسطس 2016م الموافق 14 ذي القعدة 1437هـ

الطفل عمران رمز جديد لمعاناة المدنيين في دوامة الحرب السورية

يجلس الطفل السوري عمران ذو السنوات الأربع داخل سيارة إسعاف مغطى بالغبار والدماء تسيل من وجهه، قبل ان يحدق مذهولا في عدسة المصور محمود رسلان، بعد دقائق على انقاذه من غارة استهدفت منزله في مدينة حلب.

ويقول رسلان (27 عاما) لوكالة فرانس برس عبر الهاتف من بيروت "التقطت العديد من صور الاطفال القتلى او الجرحى جراء الغارات اليومية" التي تستهدف الاحياء تحت سيطرة الفصائل في حلب.

ويضيف "في العادة يفقدون وعيهم او يصرخون لكن عمران كان يجلس صامتا. يحدق مذهولا كما لو انه لم يفهم ابدا ما حل به".

وغزت الصورة التي توثق هذه اللحظة المأسوية مواقع التواصل الاجتماعي اليوم (الخميس)، إلى جانب مقاطع فيديو نشرها مركز حلب الإعلامي الموالي للمعارضة، تظهر عمران وهو يجلس على مقعد داخل سيارة اسعاف.

الغبار يغطي جسده والدماء على وجهه. يبدو مذهولا ولا ينطق بكلمة. يمسح الدماء عن جبينه بيده الصغيرة ثم يعاينها بهدوء ويمسحها بالمقعد من دون ان يبدي اي ردة فعل.

ويعتبر رسلان ان الطفل "يلخص معاناة الاطفال في حلب الذين يتعرضون يوميا للقصف حتى وهم داخل منازلهم".

وكان المصور الفوتوغرافي قريبا من حي القاطرجي حيث يقطن عمران مع عائلته في الطابق الاول من احد المباني، حين تعرض لغارة جوية.

وتتعرض الاحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل في حلب لغارات جوية ادت الى بمقتل المئات منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين احياء شرقية واخرى غربية تحت سيطرة قوات النظام. وترد الفصائل بقصف الاحياء الغربية بالقذائف موقعة عددا كبيرا من القتلى.

ويوضح المصور "كانت الساعة قرابة السابعة والربع (16:15 بتوقيت غرينتش) حين سمعت دوي غارة وتوجهت فورا الى مكان القصف" مضيفا "كان الظلام قد حل لكنني رايت مبنى تدمر بالكامل وقربه مبنى اخر مدمر جزئيا" في اشارة الى المبنى حيث منزل عائلة عمران.

ويروي "كان علينا تخطي ثلاث جثث مع مسعفي الدفاع المدني قبل دخول المبنى (...) اردنا الصعود الى الطابق الاول لكن الدرج انهار تماما".

وازاء ذلك، اضطروا للتوجه الى مبنى ملاصق "وسحب افراد عائلة عمران الواحد تلو الاخر من شرفة لشرفة".

انتشل المسعفون في بادئ الامر عمران ثم شقيقه (5 سنوات) وشقيقتيه (8 و11 عاما) وبعدها الاب والام وجميعهم احياء.

ويتابع رسلان الذي يظهر وهو يلتقط الصور في شريط فيديو مركز حلب الاعلامي "عندما وضعوا عمران داخل سيارة الاسعاف، كانت الانارة جيدة واستطعت التقاط الصور".

ويوضح ان الطفل كان "تحت هول الصدمة لان حائط الغرفة انهار عليه وعلى عائلته" لافتا الى ان والده وبعد انقاذه رفض التقاط الصور او الكشف عن شهرة العائلة.

وبحسب رسلان، فإن "هذا الطفل كما سائر اطفال سوريا هم رمز للبراءة ولا علاقة لهم بالحرب".

وتعيد صورة عمران الى الاذهان لناحية رمزيتها صورة الطفل ايلان الكردي اللاجئ السوري ذو الاعوام الثلاثة، الذي جرفته المياه بعد غرقه الى احد الشواطئ التركية في سبتمبر/ ايلول. وتحولت صورته رمزا لمعاناة اللاجئين السوريين الهاربين في زوارق الموت باتجاه اوروبا.

وتشهد سوريا نزاعا داميا بدأ في مارس/ اذار 2011 بحركة احتجاج سلمية ضد النظام، تطورت لاحقا الى نزاع متشعب الاطراف، اسفر عن مقتل اكثر من 290 الف شخص وتسبب بدمار هائل في البنى التحتية وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 6:14 ص

      هذي استغلال لمأساة الطفل ،، بدل التصوير والأكشن المفروض يتلقى العنايه والعلاج بسرعه

    • زائر 11 | 3:28 م

      مأساتنا أن جميع مدعي الإنسانية والديمقراطية والدفاع عن الحقوق بلا إستثناء يُمارسون أحقر المواقف تجاه سوريا وغزة والفلوجة والموصل،، أيعقل أن يتفق الجميع حتى عن التعبير بعبارة إستنكار،،

    • زائر 9 | 2:08 م

      بصراحة
      الله يكون بعونهم
      طفولة حزينة وخوف وغربة

    • زائر 8 | 1:58 م

      انا لله ونا اليه راجعون الله ينتقم منهم ومن استعان با الكفرة ليقتل المسلمين النساء والاطفال من دون رحمة

    • زائر 7 | 1:42 م

      حسبنا الله ونعم الوكيل

    • زائر 6 | 1:35 م

      الحرب لا ترحم ولا تميز

      ساعد الله اطفال سوريا واليمن والعراق وابدلهم امنا بعد خوف يارب العالمين

    • زائر 12 زائر 6 | 3:40 م

      حسبي الله ونعم الوكيل على كل من ساهم في نشر فتنة الحرب بالكلمة أو المال

    • زائر 5 | 1:29 م

      حسبي الله ونعم الوكيل في بشار والجيش الحر وكل الي تسبب في هالوضع المأساوي ويش ذنب هالاطفال كل هذا عشان كرسي عساه ينشل ابه ان شاء الله

    • زائر 4 | 1:27 م

      لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

    • زائر 2 | 1:18 م

      اطفال سوريا واطفال العراق واطفال اليمن .ياويلهم من الله اصحاب الكراسي. كل هالاطفال في ذمتهم

اقرأ ايضاً