العدد 5095 - الخميس 18 أغسطس 2016م الموافق 15 ذي القعدة 1437هـ

فعاليات بحرينية: نرفض حرف بوصلة نضالنا القومي ضد الصهاينة نحو النعرات الطائفية

في وقفة تضامنية بـ «وعد» مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام

الوقفة التضامنية مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام بمقر جمعية «وعد» - تصوير أحمد آل حيدر
الوقفة التضامنية مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام بمقر جمعية «وعد» - تصوير أحمد آل حيدر

أكدت قوى وفعاليات بحرينية وطنية «رفض المحاولات المستميتة لحرف بوصلة نضالنا القومي ضد هذا الكيان الغاصب».

وشدَّدت في وقفة تضامنية مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام عقدت في مقر جمعية «وعد» مساء الأربعاء (17 أغسطس/ آب 2016) في أم الحصم، على «الاستمرار في مقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني».

وفي كلمة جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد)، قال أمينها العام رضي الموسوي «نحيي الليلة في هذه الوقفة التضامنية ونعيد التأكيد على موقفنا الثابت تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة وبوصلتها. كما نؤكد تضامننا مع الحركة الأسيرة التي يجسدها اليوم الأسير المضرب عن الطعام الرفيق بلال كايد، الذي قرر خوض معركة الأمعاء الخاوية ضد ترسانة الكيان الصهيوني ومنظومته العسكرية والأمنية والسياسية والتشريعية التي هي أصلاً فوق القانون الدولي. قرَّر كايد منذ سبعة وستين يوماً خوض معركة الأمعاء الخاوية، لتنتظم عملية المواجهة من طراز جديد داخل السجون الصهيونية، بدأتها كوادر الجبهة الشعبية في سجون الاحتلال وعلى رأسها الأمين العام للجبهة الرفيق أحمد سعدات، لتمتد وتتوسع وتنتشر خارج جدران الأسر والاعتقال التعسفي».

وأضاف الموسوي «قرَّر بلال كايد المواجهة مع محتل غاصب مستخدماً أمعاءه الخاوية. وهي معركة قديمة جديدة درج على الشروع فيها أسرى فلسطين بسجون الاحتلال، بدأ بلال إضرابه مؤمناً بعدالة قضيته وثقته بأن أحرار العالم يقفون معه في هذه المعركة، فضلاً عن أبناء شعبه الفلسطيني الذين سارعوا لتنفيذ فعالياتهم التضامنية ومواجهاتهم مع المستوطنين الذين انتهكوا حرمة المسجد الأقصى(...)».

وذكر أن «صرخات بلال كايد وأوجاعه يدق بها «ناقوس الشرف والصبر والأمانة»، كما يقول في رسالته الأخيرة التي أكّد فيها تصميمه على انتزاع حريته أو الموت في سبيلها برفع مستوى المواجهة ليكون في مستوى المواجهة، كما أوصاه الشهيد غسان كنفاني، ونقل كايد عنه القول: «لا تمت قبل أن تكون ندّاً». وها هو كايد يتحول إلى ندٍّ لسلطات الاحتلال وأغلاله التي تدمي جسده النحيل وهو مكبل في سرير الموت البطيء».

وأردف «بينما ينفذ كايد وسعدات والأسرى الفلسطينيون معركة إضرابهم عن الطعام ضد إجراءات الاحتلال بسجن بلال كايد إدارياً بعد أن أنهى حكمه البالغ أربعة عشر عاماً في الأسر، ثمة من يحاول فرضه في إعلامه بأن هذا الاحتلال يمكن أن يكون الحليف الاستراتيجي للأمة العربية (...)».

واستدرك الموسوي «لكن المواطن العربي المبتلى بأنظمته، رفض كل هذه المحاولات البائسة، وأعاد الوهج للقضية المركزية من خلال مبادرات خلاقة في التضامن وتأكيد الموقف المقاطع والرافض للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني الذي يحرق الأرض والحجر والبشر في تواطئ من المجتمع الدولي الذي توقف حتى عن إدانته لعمليات القتل خارج القانون التي ينفذها جيش الاحتلال بحق الشباب الفلسطيني المنتفض والرافض لهذا الاحتلال المقيت».

وأشار الموسوي إلى أن «عدالة القضية الفلسطينية، دعت شعوب العالم للوقوف إلى جانب آلاف الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين وضد ممارسات قوات الاحتلال، جاؤوا للتضامن وأرسلوا الوفود لتقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وآخرها وصول وفد برلماني أوروبي قبل أيام إلى الأراضي الفلسطينية معلناً التضامن مع بلال كايد ورفاقه، فالقضايا العادلة ومهما بلغت قساوة وحلكة الواقع لا يمكن طمرها تحت التراب، إنها تنبت أشجاراً جذورها ضاربة في الأرض وأغصانها تعانق سماء الحرية والعدالة».

وجدَّد الموسوي «تأكيد جمعية وعد على الاستمرار في مقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني ورفض المحاولات المستميتة لحرف بوصلة نضالنا القومي ضد هذا الكيان الغاصب».

وطالب «بالحرية للأسير الفلسطيني البطل بلال كايد وهو يواجه مخرز الاحتلال الصهيوني من سجنه بمستشفى «برزلاي» في مدينة عسقلان، يحاصر حصاره بأمعائه الخاوية، وبإرادة فولاذية لا يتمتع بها إلا المناضلون الذين يحملون أرواحهم على كفوفهم يرفضون الذل والمهانة ومساومة المحتل على أرضهم على رغم عمليات الاغتيال التي أقدم عليها الاحتلال، كما حصل مع الأمين العام للجبهة الشعبية الشهيد أبوعلي مصطفى وغيره من القيادات السياسية والميدانية، ثم اعتقل الرفيق أحمد سعدات وعدد من الكوادر القيادية من الشعبية وغيرها من الفصائل المناضلة، وظن الكيان أن المقاومة قد قصم ظهرها، إلا أن رهانه كان خاسراً وسيظل على الدوام خاسراً بإرادة المناضلين الذين يرفعون شعارات التحرير والنصر».

وشدَّد على أن «فلسطين تستحق كل التضحية والفداء، وتغليب مصلحتها العليا على الخلافات الحزبية الضيقة التي أضرت بها وبسمعة أبنائها المقاومين».

وختم الموسوي «نتقدم إلى الإخوة في الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني الذين شاركونا تنظيم هذه الفعالية التضامنية، والشكر موصول لكم جميعاً على إصراركم على هذا الحضور الجميل».

ومن جانبه، ألقى إبراهيم كمال الدين كلمة باسم المؤتمر القومي العربي، وقال فيها إن «هذه الوقفة التضامنية التي يقفها اليوم شعب البحرين منذ أن بدأ يظهر على السطح النضال الفلسطيني، حين توجهت القوافل من أرض البحرين نحو فلسطين منذ العام 1936، هنا كان التلاحم واضحاً بين الشعب البحريني والفلسطيني».

وأضاف كمال الدين «عندما أعلن قرار التقسيم العام 1947 خرجت المظاهرات من البحرين، واستجابت إلى النداء الذي وجهته الثورة الفلسطينية، خرج العديد من أهل البحرين أفراداً من أجل الالتحاق بهذه الثورة من ارض السنابس، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك، ولكن التاريخ سجل لهم هذا الموقف».

وأردف «وعندما صوت شعب البحرين على ميثاق العمل الوطني وتم الترخيص إلى جمعية مناهضة التطبيع سيّرنا أول مسيرة في مثل هذا الشهر الحار جدّاً، وشهدت البحرين اكبر مسيرة لم تشهدها البحرين قبل ذلك، وسقط 14 شخصاً مغشيّاً عليهم بسبب الإنهاك الحراري ونقلتهم سيارات الإسعاف وقتها».

وشدد على أن «الدفاع عن الشعب الفلسطيني هي مسئولية إنسانية قبل أن تكون قومية وإسلامية، لنوصل صوت المناضلين الفلسطينيين في الذود عن أراضيهم».

وختم كمال الدين «كم ترتفع معنويات الفلسطينيين عندما يصل إليهم صوت البحرينيين، هم ينتظرون منا أي حركة، ويفتخرون بها ويعتزون بها، ودائماً هم يتحدثون أن أصغر شعب في المنطقة هو أكثر شعب تضامناً معهم».

وفي كلمته، قال رئيس الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع جمال الحسن إن «الرفيق بلال كايد هو مثال حي على أن بين الألم والأمل خيط رفيع من الإرادة والتحدي، وها هم رفاقه ينضمون إلى الإضراب عن الطعام، فقدر المناضلين أن يصروا على نضالهم ويعضوا على جراحهم».

وأضاف الحسن «على رغم كل ما تمر به المنطقة، وعلى رغم محاولات حرف البوصلة عن الصراع العربي والصهيوني، وتصوير الكيان الغاصب كعدو ثانوي، وإثارة النعرات الطائفية في المنطقة لضمان تفوق العدو العسكري، إلا أن نضال هؤلاء الأبطال يفشل مشاريع أولئك الواحد تلو الآخر، فقدر الشعب الفلسطيني أن يكون طليعة الشعوب العربية في النضال العربي».

وختم «إننا في هذه اللحظة الحامية في تاريخ النضال العربي، لا يمكن أن تضيع بوصلتنا عن القضية الفلسطينية، لذا فإننا نعلن تضامننا التام مع كافة الخطوات النضالية ضد عنجهية العدو الصهيوني حتى انتهاء هذا الاحتلال وعودة الأرض الفلسطينية إلى أهلها، ونعلن وقوفنا مع كافة الأسرى الفلسطينيين في سبيل نضالهم، ورفضنا لأي نوع من أنواع التطبيع مع العدو الصهيوني بما في ذلك زيارة الأراضي الفلسطينية عن طريق المنافذ التي يسيطر عليها هذا العدو».

العدد 5095 - الخميس 18 أغسطس 2016م الموافق 15 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً