العدد 5095 - الخميس 18 أغسطس 2016م الموافق 15 ذي القعدة 1437هـ

التوافق النفسي الجنسي بين الزوجين

فاطمة النزر

أخصائية علاج نفسي

عندما أتحدث عن التوافق النفسي الجنسي بين الزوجين، أجد أنه بأهمية أي موضوع نفسي من الممكن أن نتحدث به، فعلى رغم الانفتاح الثقافي الذي يراه العديد في مجتمعاتنا إلا أن الحديث عن التوافق الجنسي بين الزوجين مازال يحمل في طياته الكثير من الغموض والخجل على رغم أنه يعد من المسببات الرئيسية في سوء التوافق الزواجي، فبحسب «ثيودرايك» ليست مجرد علاقة جنسية بحته بل هي تعبر عن الحنان وعن الشراكة الحميمية بين الزوجين، ولهذا في كثير من الحالات التي تردني في مجال الإرشاد والعلاج الزواجي تكون المشكلة الأساسية هي التوافق الجنسي، إلا أن الخجل ونكران أهمية هذا الجانب من قبل الزوجين يجعل إسقاطاتهما النفسية على أمور أخرى كمشكلاتهما مع الأهل أو الضغوط المالية أو اختلاف طريقة تربية الأبناء.

ولابد من التشخيص الصحيح والتعرف على النواحي العضوية والنفسية للمرأة والرجل مع أهمية التأكيد على شرح مفهوم الضعف أو البرود الجنسي للزوجة والزوج وشرح خطة العلاج المتكاملة لهما معاً وعدم التركيز فقط على الجانب العضوي للمشكلة، بل يجب العمل على معالجة مشكلة الخوف المرتبط بالتفكير السلبي للجماع وما ينتج عنها من مشاكل.

وقد يفيد العلاج النفسي الفردي والأسري حيث إنه يكشف الكثير عن الخبرات الجنسية السالبة بين الزوجين ومن ثم العلاج واكتساب السلوكيات والخبرات المؤدية إلى الحياة الجنسية والنفسية الطبيعية. وبالتالي التوافق والتلاقي بين الزوجين في الخبرات والمشاعر النفسية والجنسية والعقلية أو التوفيق بينها ومساعدة كلا الطرفين أو أحدهما على حل مشاكلهما وخاصة عندما تكون شكاوى من قبيل سرعة القذف أو قلة الممارسة أو عدم بلوغ الهزة أو قصور الزوج أو الزوجة على حد سواء.

إن معالجة ذلك تقوم على أساس وجود أرضية مشتركة يقوم ويرتكز عليها الزواج والعلاقات الزوجية. وكذلك القيم والانتماءات المتباينة والقدرة على معالجة الاختلافات والنزاعات بالطريقة والأسلوب المناسبين.

ولعله من المناسب هنا الإشارة إلى أهمية التعامل مع المستجدات في الحياة مثل التعرض للمؤثرات الاحترافية كتعاطي المخدرات أو شرب الكحول أو العلاقات الخاصة أي الخيانة الزوجية أو العلاقات عبر «النت» كل ذلك وغيره يؤدي إلى العديد من المشكلات والمشاعر السلبية والخوف والغيرة والقلق والعجز أو الفتور النفسي والجنسي وتدني أو انعدام مستوى الصحة النفسية للفرد.

وهناك من المشكلات ما قد تأتي بسبب العلاقة مع الأولاد مثل الخوف الزائد عليهم أو عكس طموحه الخاص عليهم بصفة مفرطة أو الاهتمام الزائد بهم على حساب الطرف الآخر.

ويعتبر العلاج الزواجي Marital Counseling أسلوباً حديثاً في مساعدة الزوجين على حل الخلافات بينهما، ويقوم به أخصائي متخصص في علومه ومدرب على فنونه وأساليبه، ويستخدم لإرشاد المتزوجين والمخطوبين والمطلقين.

ويقوم العلاج الزواجي السلوكي على مبادئ مستقاة من نظرية التبادل Exchange Theory أو ما يسمى نظرية التبادل الاجتماعي Social Exchange Theory وتقوم النظرية على مدى تبادل المكافآت والإثابات بين الزوجين باعتبارهما معززات للعلاقة الزوجية.

ولذلك يكون هدف المعالج السلوكي تعليم الزوجين طرقاً أكثر كفاءة للتعامل مع بعضهما البعض، فيتعلمان كيف يمدان بعضهما بإثابات أكثر وبأقل ثمن. ولكي يفعلا ذلك يطلب المعالج من كل زوج أن يوضح ما الذي يريد أن يحصل عليه من الطرف الآخر، ثم يساعد الزوجين على الوصول إلى تبادل مناسب للسلوكيات المرغوبة أو الإثابات. وقد يتطلب الأمر توزيع واجبات منزلية للتدريب على مهارات وأنماط سلوكية جديدة أو كمساعدة لتثبيت هذا السلوك لإحداث مزيد من الرضا عن العلاقة.

على أي حال لا يحتاج الزوجان إلى الوصول إلى تعادل كامل في نسبة الإيجابيات والسلبيات التي يتبادلانها كي يكونا سعيدين، والمفتاح هو التوصل إلى تعادل من التبادل على مر الزمن يقبلانه سوياً.

.#فاطمة_السيكولجست:الضمير هو دائماً أشبه بالرجل اليقظ تحدوه الحكمة والروية... أماالنفس-والنفس أمارة بالسوء - فمّيالة دائمًاإلى التهور وتذوق الجيفة دون تفكير في النتائج السيئة. سيغموند فرويد (عالم نفسي نمساوي)

إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"

العدد 5095 - الخميس 18 أغسطس 2016م الموافق 15 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 1:25 م

      سؤال للدكتوره

      ماهو التوافق الجنسي بين زوجين ؟

    • زائر 13 | 10:11 ص

      الإنسان بشكل عام يمر بمراحل من ناحية الخصوبة وقوة الشهوة ، وهذا أمر طبيعي فالجماع بين الزوجين اول ايام الزواج ليس بقوة الجماع بعد سنة وهكذا كل سنة يضعف ويتهتول الرجل والمرأة أيضا سنة بعد سنة تبوش .

    • زائر 10 | 6:12 ص

      كلام جميل واقعي.. ولكن ما هي الحلول؟! ربما هناك حلول ترقيعية حسب الحالة اذا ابدى الطرفين تفهم ونقبل للاخر.. المشكل الاساس في عدم فهم فلسفة العلاقة الزوجية بصورة ايجابية تعطي لكل طرف حرية فردية بسبب ثقافات المجتمعات العربية والاسلامية. هذا لا يعني ان الثقافات الغير عربية وغير اسلامية افضل او انجح.

    • زائر 14 زائر 10 | 1:20 م

      حلول ترقيعيه ؟؟

      إش تقصد بالترقيعيه ؟
      تقصد ترقيع غشاء البكاره مثلاً ؟

    • زائر 7 | 2:21 ص

      ليس هذا ما اعني

      المراد بالجانب العاطفي عامة دون الجانب البيولوجي وان كان من ضمنها لأن الجانبين متلازمين وهو إحدى وسائل التعبير

    • زائر 6 | 2:15 ص

      ليس هذا سؤالي

      سؤالي هل تدوم العلاقة بين الزوجين بنفس درجة الحماس كما كانت في بداية الحياة الزوجية سواء اللقاء ام العواطف وتتمثل في الكلام الناعم الرقيق وووو ام تخبو وتضمر وتتلاشى وكان شيئا لم يكن

    • زائر 8 زائر 6 | 5:42 ص

      في الحلم

      لا في المشمش

    • زائر 1 | 10:48 م

      الحل

      ما الحل عند ما تكون العلاقة الحميمية غير موفقة لمرور الزمن وبلوغ الزوجين ما بعد الستين هل من حل يعيد الشباب والنشاط والحيوية كما كانت في بداية مشوار الحياة الزوجية

    • زائر 3 زائر 1 | 12:14 ص

      النسوان ما يصمدون لهذا السن

    • زائر 4 زائر 1 | 1:30 ص

      هناك أدوية مرخصة

      اذهب لطبيب مختص

اقرأ ايضاً