العدد 5095 - الخميس 18 أغسطس 2016م الموافق 15 ذي القعدة 1437هـ

واشنطن تقر بأنها انتظرت إطلاق سراح مواطنيها لإعادة 400 مليون دولار لإيران

أعترفت الولايات المتحدة أمس الخميس (18 اغسطس / آب 2016) بانها انتظرت حتى الافراج عن مواطنين لها مسجونين في ايران لتسليم طهران 400 مليون دولار نقداً، مؤكدة انها ارادت بذلك "الاحتفاظ باكبر قدر ممكن من القدرة على الضغط" على ايران، لكنها نفت ان يكون هذا المبلغ فدية.

واتهم المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية دونالد ترامب الرئيس باراك اوباما "بالكذب" بشأن ما اعتبره "فدية" دفعت في كانون الثاني/يناير للتوصل الى اطلاق سراح هؤلاء "الرهائن" الاميركيين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي "بعدما ساورنا القلق من أن تخلف إيران بوعدها حيال إطلاق سراح السجناء (...) ولنكن صادقين، بسبب انعدام الثقة بين إيران والولايات المتحدة، سعينا إلى الاحتفاظ باكبر قدر ممكن من القدرة على الضغط الى ان يتم الافراج عن الأميركيين".

واضاف كيربي في لقاء مع الصحافيين "كان ذلك اولويتنا الكبرى".

وكان الناطق باسم الخارجية يرد على سؤال عن معلومات نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" حول ما جرى في 16 و17 كانون الثاني/يناير بين الولايات المتحدة وايران.

وبعد نشر الصحيفة للمعلومات مطلع آب/اغسطس، اعترفت واشنطن بانها دفعت في 17 كانون الثاني/يناير مبلغا نقديا يعادل 400 مليون دولار باليورو والفرنك السويسري في صناديق ارسلت بطائرة شحن.

لكن الرئيس الاميركي نفى ان يكون المبلغ "فدية" للافراج عن خمسة "رهائن" اميركيين في كانون الثاني/يناير.

وفي 16 كانون الثاني/يناير الماضي، دخل الاتفاق النووي الذي أبرمته إيرام مع القوى الكبرى في 14 تموز/يوليو 2015 في فيينا حيز التنفيذ.

وفي اليوم نفسه، أعلنت واشنطن وطهران انهما اجرتا عملية تبادل سجناء غير مسبوقة افرجت في اطارها ايران عن أربعة إيرانيين أميركيين وأميركي واحد، بينهم مراسل صحيفة "واشنطن بوست" جيسون رضائيان. في المقابل أصدرت الولايات المتحدة عفوا عن سبعة ايرانيين وسحبت مذكرات توقيف بحق 14 آخرين.

وبعد ساعات أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما انه وافق على اعادة مبلغ 1,7 مليار دولار الى ايران كان موضع احد الاتفاقات التي تلت توقيع الاتفاق التاريخي حول البرنامج النووي الايراني.

واوضح البيت الابيض ان هذا المبلغ الذي يعاد الى ايران يتعلق بصفقة أسلحة لم تنجز وتعود إلى ما قبل انتصار الثورة الإسلامية في 1979 وقطع العلاقات الدبلوماسية في 1980.

ويتألف المبلغ الذي اعلن عنه اوباما وامرت محكمة التحكيم الدولية في لاهاي التي نظرت في الخلاف الأميركي الإيراني، باعادته الى طهران من 400 مليون دولار من الديون و1,3 مليار دولار من الفوائد.

 

- "اوباما كذب" - وفي بداية آب/أغسطس، قالت الخارجية الأميركية إن "المفاوضات بشأن التسوية القضائية لمحكمة لاهاي كانت منفصلة تماما عن النقاشات حول الافراج عن المواطنين الأميركيين".

لكن كيربي أقر الخميس بأن المسألتين كانتا "مترابطتين". وقال أن "الأحداث جرت في وقت واحد".

واضاف "عندما تكون قلقا بشأن النتيجة، وكيف سيتدبر الأميركيون الامر، من الغباء واللامسؤولية ألا تحتفظ باكبر قدر ممكن من القدرة على الضغط". وتابع "لذلك اذا كنتم تسألون عما اذا كان هناك صلة (بين المسألتين) فلا يمكنني نفي الأمر".

وعزز إقرار الإدارة الأميركية مرة جديدة موقف الجمهوريين الذين عارضوا الاتفاق النووي وأي تقارب بين الولايات المتحدة وإيران.

وشن المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب هجوما في هذا الخصوص على أوباما ومنافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون، خلال تجمع انتخابي مساء الخميس.

وقال ترامب "بالحديث عن الأكاذيب، علمنا الآن بعد هذا الإعلان من وزارة الخارجية أن الرئيس أوباما كذب بخصوص 400 مليون دولار نقدا أرسلت إلى إيران. قال إن المبلغ ليس من أجل الرهائن، ولكن هذا ما حصل. قال إننا لا ندفع فدية، لكنه دفع. كذب بشأن الرهائن، علنا وبشكل فاضح، تماما مثلما كذب حول قانون أوباماكير" للتأمين الصحي.

وهاجم ناطق باسم ترامب ايضا هيلاري كلينتون. وقال إن "وزارة الخارجية أقرت اليوم بدفع فدية بقيمة 400 مليون دولار لتحرير رهائن أميركيين في إيران، وهذا يشير بشكل أكبر إلى دور هيلاري كلينتون في رسم السياسات الكارثية".

ورأى مارك دوبوفيتز رئيس المركز الفكري "مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات" (فاونديشن فور ديفنس اوف ديموكراسيز) ان "وزارة الخارجية تؤكد ان دفع 400 مليون دولار نقدا لايران لم ينجز الى ان تم الافراج عن السجناء الاميركيين. هذا بالضبط تعريف الفدية".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 8:55 ص

      المحصلة: اذا أردت ان تحصل مالا نقدا من الولايات المتحدة احجز علي جواسيسها.

    • زائر 2 | 5:44 ص

      امريكا ماعندها صديق و لا عدو بل مصالح واذا مصلحتها تعارضت مع اي دوله تحرض دول اخرى عليها و تزرع الفتنه لتصل لأهدافها ! أتمنى ان تعي الدول العربية الدرس و يتوقفون عن كونهم مطيه لامريكا و اسرائيل

    • زائر 1 | 4:55 ص

      ما هو المعنى وكيف إيران استطاعت الحصول على ذلك العدد من الاسرى للجنود الامريكيين ؟

    • زائر 3 زائر 1 | 6:25 ص

      على مايفي من الخبر والمعلومات المتوفرة على الانترنت انهم عناصر استخباراتية تم تجنيدهم من قبل الاستخبارات الامريكية لاغراض تجسسية تم اعتقالهم داخل الاراضي الايرانية.

اقرأ ايضاً