العدد 5098 - الأحد 21 أغسطس 2016م الموافق 18 ذي القعدة 1437هـ

أرقام السيّارات المميّزة والمال المهدور!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

منذ صدور قرار رقم (25) لسنة 2013 بإنشاء لجنة ضبط وترشيد الإنفاق وتعزيز الدخل والإنتاجية في الوزارات والجهات الحكومية، واللجنة لم تقصّر أبداً في توفير الأموال من خلال رفع الدعم عن اللحوم ورفع سعر البنزين وتعديل تسعيرة الكهرباء والماء، حيث لم يتأثّر المواطن العادي في التسعيرة الجديدة للكهرباء والماء بالنسبة للمنزل الواحد أو متعدّد الزوجات.

أيضاً قامت اللجنة برفع رسوم بعض الخدمات التي تُقدّم للمواطن والمقيم، مثل التأشيرات وغيرها، ولها دور حي في ضبط وترشيد الإنفاق وتعزيز الدخل والإنتاجية، وخاصّة بعد هبوط أسعار النفط التي تكبّد المواطن تذبذبها.

نحن هنا لسنا بصدد المدح أو الذم أو التشكيك في عمل اللجنة، فعملها واضح للجميع، وهدفها زيادة دخل الدولة وتخفيف أعباء العجز التي تعانيها، وهي مازالت مستمرّة على هذا النهج.

ولكن نعتقد بأنّ اللجنة غفلت أمراً مهمّاً جدّاً ويدر عشرات الملايين من الدنانير، أمر قد يستصغره البعض ولكنّه حقيقة نعيشها في الواقع،الأمر هو وببساطة بيع أرقام السيّارات المميّزة، فقد يُلاحظ المواطن من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بيع المواطنين أو المقيمين أرقام السيّارات بمبالغ خيالية، ربّما تصل في بعض الأحيان إلى 30 و50 ألف دينار.

في دولة الإمارات الشقيقة تمّ بيع بعض الأرقام المميّزة في مزاد علني، حيث وصل سعر أحد الأرقام إلى 52 مليون درهم تقريباً، وتصوّروا رقم واحد لسيّارة يُباع بهذا المبلغ الكبير الذي لا أعرف حتّى كتابته!

نعم أقول لكم نتصوّر هذا المبلغ إذا عرفنا السبب، فحكومة إمارة دبي تبنّت هذا المشروع، مشروع بيع أرقام السيّارات المميّزة في المزاد العلني، ويكون ريعه للاستثمار من أجل الطبقة المحتاجة.

يكفينا علماً بأنّ شرطة أبوظبي لوحدها باعت 90 رقم سيّارة مميّزاً بـ 89 مليون درهم، وجاء الرقم فوق الآمال والتصوّرات، وقد تم تخصيص عائدات أرقام السيّارات لبناء مركز وطني لإعادة تأهيل ضحايا الحوادث المرورية.

نحن في البحرين لا نعلم كيف تُوزّع الأرقام؟! ومن المستفيد من توزيع أرقام السيّارات المميّزة؟! وهل هناك جهة معيّنة نستطيع من خلالها الحصول على رقم مميّز لسياراتنا؟! فلنفترض بأنّ إدارة المرور وصلت إلى الرقم 7، فرقم مميّز مثل 777777 بكم سيتم بيعه يا ترى؟!

نذكر لكم أرقاماً مميّزة أخرى على سبيل المثال: 700007 أو707070 أو 788887 أو 711117 أو 755557 أو 733337 أو 799997 أو 766667 أو 722227، أي من هذه الأرقام سيصل مجّاناً من دون أن تستفيد الدولة منه أو المواطن؟! فهل من الممكن لكاتبة السطور الحصول على رقم 777777 لأنّها من مواليد سنة 1977م؟! علماً بأنّها وباقي المواطنين ليس لديهم واسطة للحصول على هذه الأرقام المميّزة! وكم من أرقام ذهبت أدراج الرياح خلال عشرات السنين الماضية ولم تستفد منها الدولة من أجل المواطن؟!

أيضاً ماذا لو قامت الدولة بالاستفادة من هذه الأرقام وبيعها في المزاد العلني، نحن نتكلّم عن 10 أرقام مميّزة فقط، ولاشك بأنّ المبلغ سيفوق المليون دينار، فما بالكم بعشرات ومئات وآلاف الأرقام المميّزة بمختلف الأسعار؟!

لا نعلم آلية توزيع الأرقام المميّزة، فهذه من المحظورات على المواطن البحريني البسيط أن يقترب منها، أو يسأل عنها، ولكن بمقدور اللجنة الإسراع في وقف المال المهدور، من خلال الإيعاز لوزارة الداخلية بحصر الأرقام المميّزة سواء للمزاد أو للبيع، ونركّز على بعض الأرقام المهمّة للمزاد العلني وليس البيع كالأرقام التي تمّ ذكرها آنفاً.

وليس الأرقام المميّزة للوحات السيّارات فقط التي تستطيع الدولة الاستفادة منها، بل تستطيع أيضاً الاستفادة من الأرقام المميّزة للجوازات أسوةً بالأرقام الشخصية الموجودة للبيع على الموقع الإلكتروني لبطاقة الهويّة. وللحديث بقية في ذلك.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5098 - الأحد 21 أغسطس 2016م الموافق 18 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 29 | 11:46 ص

      لفت انتباهي إلى أن هناك قيام بعض السواق بتغيير لوحات الأرقام إلى صغيرة والحروف أيضا وتركيبها في الجانب الأيمن والايسر وكأن السياره بدون رقم لماذا وافقت المرور على ذالك

    • زائر 28 | 10:18 ص

      أجيبوا يا شباب أليس الرقم عليه شعار الدوله.هل هو ملك للدوله أو لصاحب السياره.

    • زائر 26 | 8:00 ص

      شراء ارقام بمبالغ خيالية هي اهدار للأموال ... المفروض الشخص يفكر لقدام .. ويش بستفيد من رقم مميز ؟! الانسان يتميز بشخصيته و ذكائه و علمه و ثقافته مو برقم ما راح يقدم و لا يأخر

    • زائر 24 | 4:03 ص

      عندما يضيع المجتمع و يسير نحو التباهي و الافراد مولعون بالحصول علي تميز غير مبني علي امر مثمر او ذو قيمة حقيقة يكون الهدف التهلكة. فرضا كان رقم سيارتي و سيارتي متميزتان. ماذا يغير من شخصيتي او علمي او فهمي او دركي او إنتاجيته؟ نحن بحاجة الي قاعدة صلبة نبني عليها مستقبل يحمل في طياته الكثير من العقبات و المشاكل الغير متوقعة. هل شاهدتم الفيلم الذي عمله بريطاني يستهزأ بسيارات الخليجين المطلية بالذهب؟

    • زائر 23 | 3:52 ص

      ضربتوني على الجرح وذكرتوني برقمي المميز والذي تحايل فيني أحدهم وظل يلاحقني ويحن علي إلى أن جعلني أتنازل عنه إليه بـ200 دينار فقط في السنين الغابرة وهالأيام واصل بـ 40 ألف دينار أو أكثر حسب خبراء التنازل عن الأرقام ولو عندي الرقم الان جان أتنازل عنه ليحل لي مشاكل ديوني المتراكمة ولكن أدعوا الله أن يغنيني عنه ان شاء الله.

    • زائر 22 | 3:31 ص

      هذا الواقع ترى الارقام تباع بمبلغ وقدره والادهى ان الناس تشتري اعرف شخص اشترى رقم 15 الف دينار اساله من صدقك يعني قال اي يقول برستيج واستثمار للغد باجر ترتفع اسعار الارقام فوق فوق ويجيب له مبلغ يسوى والله كل شي يغلا سعره الا العباد الله المعين

    • زائر 21 | 3:20 ص

      ما يبدوا لي ان ارقاما مميزة تستخرج بطريقة منسقة لأناس معينين يتاجرون بها و تستفيد أطرافا منها دون حسيب او رقيب. أنا رأيي من رأي الاخت مريم و بالخصوص في ظل هذه الظروف و منعا ....هو حاصل الآن.
      الارقام التي لا زالت بيد الدولة كالمذكورة بالمقال تستفيد منها الدولة بمزادات علنيه و تثبّت الارقام التي عند أصحابها و الارقام العاديه تستخرج كما هي عليه الآن. و بنفس الوقت يبقى التداول بين الناس مسموحا لما له من عائدات على خزينة الدوله. و اما بخصوص التميز بالارقام فهي مسألة ذوق شخصيه و لكل شيء ثمن.

    • زائر 17 | 2:21 ص

      ناقصين احنا بعد
      الأرقام مال فشار والله اركب لي أي رقم سلطه ولا ادفع فلس
      صراحه بقدهم يضحكون وش قيمة هالرقم المميز وش بيزيد وش بينقص غير فراغه وسخافه

    • زائر 16 | 2:13 ص

      موضوع جدا مهم و نريد النظر فيه

    • زائر 14 | 1:43 ص

      الرقم المميز له خصوصية عند بعض الناس تحط رايبون اسود محد يقدر يكلمك من يشوف رقمك مميز بس يتم تنبيهك شفهيا

    • زائر 13 | 1:40 ص

      اختي الحبيبة, عندنا في البحرين يطبق ما تقولين, بس على ارقام الهواتف و CPR. ههههههههه

    • زائر 12 | 1:16 ص

      ارقام السيارات حالها من حال الاراضي التي تساوي مئات الملاين ويتم توزيعها كهبات على اشخاص يملكون المليارات

    • زائر 11 | 1:13 ص

      مقالك تشجيع على إهدار المال ايضا وإلّا فما قيمة هذه الأرقام ولماذا تدفع لها هذه الأموال بدل ان تذهب في مشاريع تفيد الناس والمجتمع عشرات المشاريع الخيرية معطّلة تنتظر التمويل .
      نحن مجتمع متخلّف نصرف اموالا طائلة على بهرجة لا فائدة منها بل نشجّع على السلوك المنحرف تجاه الاموال وصرفها

    • زائر 31 زائر 11 | 4:24 م

      احسنت

    • زائر 10 | 1:07 ص

      تفاهة في التفكير إذا ظن الشخص بأنه أفضل من غيره أو أنه سيحظى بمعاملة خاصة غير الآخرين بسبب رقم سيارة ؟!؟!؟!؟!؟

    • زائر 8 | 12:45 ص

      هل تعتقدين مسئولين في الوزارة ليس لديهم علم بآلية نوزيع الارقام وهل يتخ\\ قرار تصحيح الوضع وهل نري ارقام بالمزاد العلني

    • زائر 6 | 12:24 ص

      أما مستعدة أدفع لشراء رقم لسيارتي الجديدة بس يكون مثل تاريخ ميلادي.

    • زائر 5 | 12:20 ص

      وقف الفساد سيدر اموال كثيرة في موازنة الدولة.. هذا ببساطة العصا السحرية لحل جل ازمات البلد.. واما باقي الاقتراحات فهي كتصبيغ البيض..

    • زائر 4 | 12:06 ص

      أريد شراء رقم لسيارتي يتطابق مع رقم هاتفي. وسأدفع.

    • زائر 3 | 12:04 ص

      الله يعطيش العافية اختي هذا يعتبر فشار وفسق

    • زائر 1 | 10:00 م

      طقيتي علي الوتر الممنوع
      استاذة ارقام توزعت مجانا تساوي ملايين الملاين الغريب ان من يحصل علي هذه الارقام اصحاب النفوذ والاغنياء الذين يستطيعون دفع المبالغ تصوري

    • زائر 25 زائر 1 | 5:56 ص

      انا مع الاخت الكاتبة مريم ان هذا المشروع يدر الملايين الى خزينة الدولة بدل اصدار القرارات التي تقلل من الدعم الحكومي للمواطنين

اقرأ ايضاً