العدد 5098 - الأحد 21 أغسطس 2016م الموافق 18 ذي القعدة 1437هـ

قصة قصيرة... طبق من رأفة

قصة قصيرة - زهرة عبدالرحيم الغسرة 

تحديث: 12 مايو 2017

قفزة... قفزة أخرى، أمسك بالحديد الذي تنتشر عليه بقع الصدأ الحمراء، أمسك به لكي تتمكن ابنتي من مسك القلم، تغرق ملابسي بالعرق لكي أتمكن من شراء ملابس لطفلي القادم، أظلل بيدي على وجهي عن وهيج الشمس لكي أتمكن من توفير الكهرباء التي تبرّد أسرتي، أتكئ على عصا حديدية، قفزة أخرى، وها أنا فوق العمارة التي بذلت فيها جهداً وفيراً، ها أنا أرى الناس كألعاب صغيرة مشغولة بحياتها، لكل منهم قصة يسعى لتحقيقها، يصرخ المسئول: هيا بسرعة، انتفضت أكمل حمل مواد البناء، أصبحنا كالآلات، والريموت كنترول ليس بأيدينا، نعمل على قدر ما يحددونه لنا، نأكل على حسب ما يختارونه لنا، نسكن على ما يتفضّلون به لنا، يكتمون أصواتنا بمزاجهم، مضت خواطري ومضى الوقت معها، تم ضغط زر انتهاء اليوم، قادتني قدمايّ إلى البحر، خطوة... خطوة أخرى على الرمال، كانت قدماي تترك أثراً على الرمال يمحيها البحر، ألقيت بجسدي على الرمال أستمدّ منها الإحساس، نظرت إلى النجوم أستمدّ منها جرعة من التفاؤل، أغمضت عيني مع النسيم، وطرت مع حديث نفسي، تساءلت عن الفرق بين القفزات التي قفزتها وبين الخطوات التي مشيتها، تساءلت عن مدى الاختلاف بين الإنسان المواطن والإنسان الأجنبي، ثم تمنيت طبق من رأفة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 2:17 م

      قصة مشوقة جذبتني من البداية ، كل التوفيق اختي

    • زائر 9 | 2:34 ص

      الصدأ مو احمر
      اصلا بني

    • زائر 8 | 6:35 م

      أسلوب بسيط جميل .. أعجبني

    • زائر 7 | 7:14 ص

      نقطة نظام !!

      كلام نابع عن مسؤولية .. المواطن الأصيل هو من يستطيع أن يدفع بالوطن نحو الرقي ونحو النجاح .. وهو يكدح من أجل أن يعيش مع أسرته بكرامة .. عندما يصرف ما يتحصله في بلده فهو بنعش اقتصاد بلده .. ولكن الأجنبي يقوم بتحويل أمواله إلى بلده مما يعني هجرة أموال البلد للخارج !!! .. هل هناك من يسمع ؟؟

    • زائر 6 | 6:51 ص

      بالتوفيق خالي قصة جميلة

    • زائر 5 | 5:56 ص

      كامل صديق عبدالله عيساوي- السودان.
      تقييم العمل الادبي من خلال القراء، هو أقصى ما يتمناه الكاتب.
      لذلك لجأنا الى صحيفة الوسط لتكون وسيطاً بيننا و القراء. فنتمنى ان تلاقي اعمالنا حظها من النشر. واذا كان غير ذلك، فتبيان موانع النشر، يضعنا في الصورة. تحياتي.

    • زائر 4 | 3:20 ص

      رائعة علي قصرها .. بالتوفيق

    • زائر 3 | 3:15 ص

      كلام جميل نابع من احساس مواطن آيل للسقوط و لكنه يصارع مشقات الحياة للعيش
      بالتوفيق للكاتبه

    • زائر 2 | 2:11 ص

      راااائع

    • زائر 1 | 2:08 ص

      جميييل

اقرأ ايضاً