العدد 5099 - الإثنين 22 أغسطس 2016م الموافق 19 ذي القعدة 1437هـ

الشاخورة وملفاتها المعلقة: «شارع الموت» والإسكان... والبنية المتردية

شارع البديع حصد 7 أرواح... و«الأشغال» ترفض استحداث «إشارة»

أرض خصصت لبناء مقر الجمعية الخيري
أرض خصصت لبناء مقر الجمعية الخيري

في قرية الشاخورة، إحدى قرى المحافظة الشمالية، كانت «الوسط»، ترصد الحالة الخدمية والبلدية والاجتماعية، في المنطقة.

هناك، كان اللقاء بعدد من الأهالي، ممن بينوا أهم احتياجات القرية: إشارة ضوئية على شارع البديع، تأهيل الطرقات، إنشاء مدارس تحتضن أبناء وبنات القرية، إلى جانب حلحلة معاناة مستمرة مع الملف الإسكاني، حتى أتم بعض الأهالي أكثر من 20 عاما، على لائحة الانتظار.

رغم ذلك، كان الثناء حاضرا من الأهالي على التوجيهات الصادرة عن سمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد بشأن تلبية احتياجات القرية، بما في ذلك المشروع الإسكاني المؤمل له أن يضم 300 وحدة وقسيمة سكنية، إلى جانب دعم جمعية الشاخورة الخيرية عبر تسهيل استخراج وثيقة الأرض التي ستحتضن مقرها.

لا مرتفعات في شوارع حيوية

يبدأ المواطن عيسى العصفور، حديثه والجولة تنطلق من مرقد الشيخ حسين العصفور «متعددة هي احتياجات الشاخورة، القرية التي تعاني غيابا بلديا، ليعوض ذلك جهود النائب علي العرادي ومؤسسات القرية الأهلية، بما فيها مركز شباب الشاخورة، وجمعية الشاخورة الخيرية».

يضيف «الأمثلة على ذلك حاضرة، من بينها طلبات قدمت لمجلس بلدي الشمالية، لإنشاء مرتفعات أو ردم حفر، وإنشاء إشارة ضوئية على شارع البديع (بين دواري ابوصيبع والشاخورة)، فكانت النتيجة لا شيء فعلي حتى اللحظة».

يتابع ويداه تشيران للشارع الفاصل بين مرقد الشيخ حسين العصفور ومقبرة القرية، «هنا، طلبنا انشاء مرتفع، لضمان سلامة المتنقلين بين المرقد والمقبرة، ولا استجابة حتى الآن».

ويردف، لحظة التوغل في الداخل «لاحظ الطرقات المتردية، الحفر تنتشر، والشوارع بما في ذلك الحيوي منها. ومؤخرا تم العمل على إعادة تبليط الشارع المحاذي لمدرسة أبوصيبع الابتدائية للبنين، لنفاجأ بتوقف العمل قبل استكمال الشارع الذي ينتهي إلى مدخل القرية ومخرجها باتجاه شارع البديع».

شارع الموت

وصولا لشارع البديع، الموعود بتطوير وتوسعة من قبل وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني، كان حديث أهالي الشاخورة عن «شارع الموت»، وهو الوصف الذي يجده الأهالي مناسبا لشارع البديع بعد أن حصد 7 من أرواح المواطنين في الشاخورة وأبوصيبع، وأدى إلى إصابات قدرها المواطن عيسى العصفور بنحو 8 إصابات.

يعلق العصفور على ذلك، بالقول «الانتقال من طرف القرية للطرف الثاني من الشارع، حيث الخدمات، خطر جدا على الاهالي، ولذا كانت مطالباتنا المتواضعة بتركيب إشارة ضوئية لحماية العابرين من خطر الحوادث المرورية. راسلنا المجلس البلدي، فكان الرد سلبيا».

ويشير المستند الصادر عن مجلس بلدي الشمالي في (31 مايو/ أيار 2015)، إلى توصية لوزارة الأشغال بشأن استحداث إشارة ضوئية على شارع البديع، تفيد بعدم توفير وسيلة عبور مشاة؛ لأن الموقع قريب من دوار (كونتري مول)، والذي سيتم تحويله إلى إشارة ضوئية ضمن مخطط تطوير شارع البديع».

بجانب ذلك، بررت الوكيل المساعد للطرق بوزارة الأشغال هدى فخرو، رفضها المطلب، بالإشارة إلى أن «تفادي تكرار تعطل الحركة المرورية بسبب التوقيف المتكرر، ونظرا لحجم الكثافة المرورية العالية على شارع البديع مما سيؤثر سلبا على فاعلية الشارع».

الشاخورة «إسكانياً»: ظُلمنا

ومن شوارع الشاخورة، إلى داخلها، حيث اللقاء برئيس جمعية الشاخورة الخيرية سلمان علي العصفور، ليتحدث عن حال القرية، اجتماعيا وخدميا.

يبدأ حديثه بالملف الإسكاني ليقول: «في الشاخورة حاليا، ما يقرب من 120 طلبا اسكانيا، بعضها يعود لمطلع التسعينات»، مضيفا «صحيح ان القرية ظلمت في المشروع الإسكاني السابق بعد أن نالت منه 19 وحدة فقط من اصل 200 وحدة، إلا أن الخبر الإيجابي أن مشروع الـ 300 وحدة وقسيمة سكنية، والذي جمد في 2011، عاد للواجهة بعد توجيهات صادرة عن سمو رئيس الوزراء بعد لقائنا بسموه في مايو 2016، وفي ظل حديث للعضو البلدي أحمد الكوهجي بيّن فيه متابعته الموضوع».

وتابع «هذا المشروع سيخدم الشاخورة والقرى المجاورة لها، ويقع في الجهة الجنوبية من القرية، ومن المؤمل أن يكون نصيب الشاخورة نحو 40 في المئة من وحداته».

وأردف «إلى جانب ذلك، فقد اشتملت توجيهات سمو رئيس الوزراء على تطوير مرافق مركز شباب الشاخورة، وبعد أن أرسيت المناقصات، نحن بانتظار الشروع في التنفيذ».

في السياق ذاته، أشاد العصفور بتوجيهات سمو ولي العهد الخاصة بالأرض التي سيشيد عليها مقر الجمعية الخيرية، وقال: «نحن في طور استكمال بقية الإجراءات مع الجهات الرسمية والبلدية، للبدء في أعمال البناء»، معتبرا أن الشاخورة ستكون من القرى «المحظوظة»، حال رأى مقرها النور.

الحالة الاجتماعية في الشاخورة

في الإطار ذاته، تطرق العصفور إلى الحالة الاجتماعية في الشاخورة، مستعرضا نشاطات الجمعية ومشاريعها، وهو الذي يمتلك خبرة مع العمل الخيري تمتد لـ 36 عاما.

بشأن ذلك، يقول: «تتنوع أنشطة الجمعية، ففي دعم التعليم الجامعي، تخصص ومنذ 4 سنوات، مبالغ رمزية للطلبة بمقدار 30 دينارا شهريا لكل طالب جامعي من طلبة الجامعات الخاصة داخل البحرين، 50 دينارا شهريا لكل طالب من طلبة الجامعات خارج البحرين، أما طلبة جامعة البحرين، فتتكفل الجمعية برسوم الدراسة والكتب».

وأضاف «تعليميا أيضا، لدينا مشروع تكريم 200 طالب وطالبة سنويا بالتعاون مع مركز شباب الشاخورة، ومشروع الحقيبة المدرسية، والمستمر منذ الثمانينات حتى اليوم بدعم من صاحب اليد المعطاء عبدالحميد الشيخ عبدالحسين العصفور، إلى جانب دعم الأسر الفقيرة بمعدل 25 عائلة شهريا، و40 عائلة موسميا»، مقدرا مجموع مصروفات الجمعية شهريا، بمعدل يتراوح من 3 إلى 4 آلاف دينار، معتمدة في مواردها على أكثر من مصدر، أبرزها الحصالات.

وتتفرع مشاريع جمعية الشاخورة الخيرية، لتشمل الدعم المالي للعلاج في الخارج لبعض المحتاجين من المرضى، وذلك عن طريق التواصل مع الجهات ذات العلاقة.

وتتشعب ملفات الشاخورة لتطال الجانب التعليمي، في ظل حاجة القرية التي يقدر عدد سكانها بـ 6500 نسمة، إلى مدارس تقي أبناءها وبناتها مشقة الانتقال لمناطق النعيم وسار والمنامة.

بالاضافة لذلك، كان حديث الأهالي عن بقاء عدد من خريجات التربية من بنات القرية، معلقات بلا توظيف منذ سنوات، «رغم المطالبات المستمرة للقاء وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، أحدثها قبل شهر ونصف، دون استجابة تذكر»، كما يوضح العصفور.

ختاما، رأى ابن الشاخورة سيدعباس سيدسلمان العلوي، أن الحديث عن حال قريته، يستوجب توجيه الشكر لكل القائمين على عمل الجمعية الخيرية ومركز شباب الشاخورة، نظير مجهوداتهم المستمرة من أجل خدمة القرية، موجها في هذا الصدد رسالته للجهات البلدية، ومطالبا بإعادة تأهيل الشوارع التي تتحول لمستنقعات بحلول فصل الشتاء وتساقط الأمطار، إلى جانب العمل على تشجير القرية وحل احتياجاتها في السيطرة على النظافة.

العدد 5099 - الإثنين 22 أغسطس 2016م الموافق 19 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً