العدد 5100 - الثلثاء 23 أغسطس 2016م الموافق 20 ذي القعدة 1437هـ

أكراد سوريا يفوزون في معركة ضد الحكومة وتركيا تحشد ضدهم

سيطرت قوات كردية سورية بشكل شبه كامل على مدينة الحسكة يوم الثلثاء (23 أغسطس/ آب 2016) فيما أنهى وقف لإطلاق النار أسبوعا من القتال مع الحكومة ليحكم الأكراد قبضتهم على شمال شرق سوريا فيما كثفت تركيا مساعيها لكبح نفوذهم.

وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية -وهي جزء مهم من الحملة التي تدعمها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش - بالفعل على مناطق في شمال سوريا حيث أقامت جماعات كردية حكما ذاتيا فعليا منذ بداية الحرب في سوريا في 2011.

وأثار تنامي نفوذهم قلق تركيا التي تحارب تمردا للأقلية الكردية في أراضيها.

وقال مقاتلون بالمعارضة السورية تدعمهم تركيا إنهم في المراحل النهائية من الإعداد لهجوم من الأراضي التركية على مدينة جرابلس الحدودية السورية التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية بهدف إجهاض أي محاولة لوحدات حماية الشعب للاستيلاء عليها.

وتمثل معركة الحسكة أعنف مواجهة بين وحدات حماية الشعب ودمشق منذ نشوب الحرب الاهلية في سوريا قبل أكثر من خمس سنوات واستخدم سلاح الجو السوري ضد القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة للمرة الأولى الأسبوع الماضي.

واقتصر وجود المسؤولين الحكوميين الباقين في الحسكة الثلثاء على عدد قليل من المباني في وسط المدينة بينما سيطر الأكراد على باقي المدينة. وقبل أحدث قتال كان الاكراد يسيطرون على حوالي 70 بالمئة من المدينة.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان "حتى إذا ظل هناك وجود رمزي (للميليشيات الموالية للحكومة) فإنها هزيمة كبيرة للنظام في الحسكة."

وذكر مسؤولون أكراد أن شروط وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه الساعة الثانية ظهرا (1100 بتوقيت جرينتش) الثلثاء تشمل انسحاب الجيش السوري والفصائل المتحالفة معه من مدينة الحسكة.

وستسلم وحدات حماية الشعب كل المناطق التي سيطرت عليها إلى قوة الشرطة الكردية التابعة لها والمعروفة باسم الأسايش. وسيترك أفراد الشرطة التابعون للحكومة لتأمين المنطقة الوحيدة المتبقية تحت سيطرة الحكومة.

وتضمنت التفاصيل التي أوردها التلفزيون الرسمي تبادلا للسجناء وتسليم المصابين وجثث القتلى وفتح الطرق إلى مواقع الجيش السوري داخل المدينة وخارجها.

ولم يتسن لرويترز على الفور أن تحصل على النص الكامل للاتفاق. وقال أحد المسؤولين الأكراد إن الاتفاق تم التوصل إليه مساء الاثنين "عبر أطراف دولية".

وفي واشنطن قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن المحادثات الأمريكية-الروسية بشأن إعلان تهدئة منفصلة في أنحاء سوريا تحرز تقدما.

وقال المتحدث باسم الوزارة مارك تونر في إفادة صحفية "نواصل هذه المناقشات. نواصل إحراز تقدم. لم نتوصل بعد (لاتفاق)" مقدما وجهة نظر أكثر تفاؤلا مقارنة بما قاله وزير الخارجية جون كيري الاثنين.

كان كيري قال في مؤتمر صحفي في نيروبي "أملي أن نصل إلى نهاية لتلك المناقشات بطريقة أو بأخرى" لكنه أضاف أنه يعرب عن الأمل وليس التفاؤل.

مقاتلو معارضة يعدون لهجوم

تشمل المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا قطاعا متواصلا بامتداد 400 كيلومتر من الحدود السورية- التركية بدءا من الحدود مع العراق إلى نهر الفرات وجيبا من الأراضي في شمال غرب سوريا.

وتركز تركيا في الوقت الراهن على منع وحدات حماية الشعب أو حلفائها من البناء على المكاسب التي حققوها في الآونة الأخيرة ضد تنظيم داعش من خلال السيطرة على جرابلس. وانتزعت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن والتي تضم وحدات حماية الشعب السيطرة على مدينة منبج جنوبي جرابلس من داعش في وقت سابق هذا الشهر.

وتقصف تركيا مواقع لداعش في جرابلس في إطار جهود مساعدة مقاتلي المعارضة السوريين المتحالفين معها على تأمين السيطرة على المدينة. وتقول مصادر في المعارضة إنها تحشد في تركيا استعدادا للعبور إلى جرابلس.

وذكر معارض سوري من إحدى المجموعات التي تدعمها تركيا أن المقاتلين بانتظار الإشارة لدخول جرابلس.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه أن القصف المدفعي التركي لم يتوقف بهدف خلق الأجواء المناسبة لبدء معركة "تحرير" جرابلس.

وقال معارض ثان على دراية بالاستعدادات إن حوالي 1500 مقاتل يتجمعون الآن في موقع في تركيا للمشاركة. وقال إن الخطة هي السيطرة على جرابلس والتوسع جنوبا لإحباط أي محاولة من الأكراد للتحرك شمالا وحتى لا يسيطر الأكراد على المزيد من القرى.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قائد "المجلس العسكري لجرابلس" الذي أعلن مؤخرا بهدف تنفيذ عملية للسيطرة على جرابلس بدعم من قوات سوريا الديمقراطية اغتيل الاثنين. وقال مسؤول كردي إن اثنين من "عملاء تركيا" اعتقلا على خلفية عملية القتل.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 2:52 ص

      الاكراد ما يتعلمون من التاريخ….. سيقتلون على مذبح امريكا… امريكا تستغلهم لتحقيق اجنداتها التي لن تنجح ما دام ارادة الدول المحيطة لن تسمح بنشوء كيان كردي و تقسيم المقسم….

    • زائر 4 | 2:08 ص

      تعليق مسكين،يدل على فشل صاحبه في قراءة الوضع القائم ومدى خطورته.

    • زائر 3 | 1:34 ص

      يجب تقديم بشار الأسد للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى، لقد استسلم جنوده لحفنة من الأكراد من دون أي مقاومة، و هذا يعني تقسيم سوريا و التفريط في وحدة أراضيها.

    • زائر 2 | 1:27 ص

      الأكراد هم الخاسر الأكبر،وقادتهم (أغبياء إستراتيجيين).
      تركيا ستمارس عليهم القصف بلا هوادة،والجيش السوري من جهته لن يرحمهم،والدواعش سينتقمون من الأكراد لخسارتهم (منبج).
      وفوق هذا وذاك هناك إيران التي تدعم الحكومتين (التركية والسورية) في معاقبة إنفصال أكراد سورية.

    • زائر 1 | 10:51 م

      سيندم الاكراد عندما لن ينفع الندم فاردوغان سيمسحهم

      اردوغان لن يسمح بقيام دولة كردية لن يسمح وسيتقاتل الطرفان مع طرف "سيتضح لاحقا"! ليصل الدم حتى الركب عندها سيعض اهل الشام على اصابعهم عض الندم والحسرة على ما فعلوه في شامهم وسيندم الاكراد ندم الحسرة اما اردوغان ففي خبر كان !! سجلوها

اقرأ ايضاً