منذ الاستخدام الأول لليزر في المجال الطبي لم تتوقف أبحاث المخترعين والأطباء في توسيع دائرته في العلاج، حتى أصبحت حزمة الضوء مستطيلة على الجسم جله، وتعمل بجد لتعقيم أو إزالة الآلام بل يتفضل بالتجميل أيضاً.

ومنذ عام 1960 طرق الليزر باب الأسنان ليبيضها ويعالج لثتها، ومع مرور الوقت صار يعمل على تنشيط الفعاليات الخلوية، وعامل عامل مساعد في تجديد النسج، ومعالج جيد للقرحات الفموية، كما أنه يخفف الألم والوذمة.

وترى الجمعية الأمريكية لطب الأسنان أن استخدامات الليزر في علاج الأسنان ستصل إلى 50 % في عام 2025، ويدفع هذا التوقع ما وجدته الأبحاث من فوائد جمة فيه فهو يقطع ويخثر الدم في آن واحد، ويقلل من نزف الدماء ووقت العملية المستغرق، وفترة الاستشفاء أيضاً.

القدرة الهائلة تستخدم في أربع إجراءات رئيسية في علاج الأسنان، وهي: التعقيم، والجراحة وتخثير الدم، وإزالة الأورام. وبذلك تتوسع مجالات الليزر من الأسنان للثة مروراً باللسان وليس انتهاء بالأنسجة الفموية.

ويمكن للأطباء إزالة الأورام الحميدة وبدون الحاجة في كثير في الحالات للمخدر الموضعي أو خياطة الجرح. وكذلك إزالة بعض الأورام الصلبة أو الطرية الموجودة على الفكين أو أحدهما للمساعدة في استخدام أطقم للأسنان، وكذلك إزالة الأنسجة المتورمة بسبب بعض الأدوية.

ومن الأورام لعلاج مشاكل النطق بسبب عقدة في اللسان وتعيق حركته الطبيعية عبر إزالتها.

وفي سياق آخر يزيل الليزر أجزاء بسيطة من اللثة ليتمكن طبيب الأسنان من إعداد التركيبة المناسبة للأسنان. ويرسم ابتسامة جميلة عبر إعادة تشكيل أنسجة اللثة وعرض أجزاء أكبر من الأسنان السليمة وتحسين الشكل للابتسامة عند الأفراد الذين يتصفون بظهور اللثة عند تبسمهم. كما أن له دور فعال في تخفيف الألم والالتهابات التي تصيب المفصل الصدغي.

ويعتمد عليه الأطباء في علاج الخراجات باللثة وعلاج قنوات جذور الأسنان الملتهبة، وتقليل أعداد البكتيريا الموجودة في جيب اللثة.

ويتعدى كل ذلك إلى العلاج الوقائي عبر حماية الأسنان من التسوس، فقد سمح التطور المستمر لتقنيات الأشعة لاستخدامها في أنسجة السن القاسية كمينا الأسنان وطبقة العاج وتقويتها بصهرها والتحام أجزاءها لتشكل سداً أمام التسوس.

وشكل استعمال الليزر في علاج الفم والأسنان فتحاً جديداً للأطباء والمرضى خصوصاً المصابين بالأمراض المزمنة والذين تضرهم نزف الدماء من المصابين بداء السكري واختلالات ضغط الدم..