العدد 5107 - الثلثاء 30 أغسطس 2016م الموافق 27 ذي القعدة 1437هـ

"دبي أوبرا"... تسطر اليوم صفحة جديدة لتاريخ الإمارات


ساعات قليلة ويرفع الستار، عن دار الأوبرا في دبي، وهي أحدث دور الأوبرا في المنطقة، إذ تستعد دبي مساء اليوم الأربعاء لتخط الأسطر الأولى من تاريخ عصر فن الأوبرا المتكامل في المنطقة، بافتتاح "دبي أوبرا" بجوار برج خليفة ليُتوج عرضها الأول مغني التينور العالمي الشهير الإسباني بلاسيدو دومينغو أو "ملك الأوبرا" كما أسمته الصحافة في الغرب، والذي أمضى على خشبات المسرح ما يقارب من نصف قرن وشارك في أكثر من أربعة آلاف فعالية غنائية أخذته إلى مختلف أرجاء العالم من دور الأوبرا العالمية إلى الأمكنة التاريخية، والذي بيعت جميع تذاكر عرضه اليوم.

وتسهم هذه المبادرة الفنية في تكامل وتميز مشروع دبي المستدام، وتعزيز مكانتها على الخارطة العالمية ثقافياً وموسيقياً وفنياً، وكما تدل الحجوزات العديدة من خارج الإمارات على استقطابها المزيد من عشاق فنون الأوبرا.

فقد استقبل القائمون على "دبي أوبرا" صباح أمس عدداً كبيراً من الإعلاميين ليتعرفوا إلى محيط المكان ويعيشوا في أجواء أحد العروض الأوبرالية ويلتقوا بعدد من الخبراء. ويهيمن على من يدخل المسرح في اللحظات الأولى حالة من الذهول إعجاباً بجمالية التصميم الداخلي للدار التي استلهم من مراكب "البوم" التي تعتبر جزءاً من تراث الإمارات، ولتشكل كل شرفة من الشرفات العليا المنفصلة (المقصورات) مركباً من الخشب الذي يلتف على نفسه بما يشبه جزءاً من الدائرة، لتتخذ خلفية الجدران ما يشبه سعف النخيل المتشابك والمتداخل، مما يبعث في نفس المشاهد حالة من الدفء والألفة، في حين تتسع الصالة لما يقرب من ألفي مقعد، وذلك حسب تقرير نشرته صحيفة "البيان" الإماراتية اليوم الأربعاء الموافق 31 أغسطس/ آب الجاري.

تأرجح الأنغام

بدافع الفضول تتبع بعض الإعلاميين مصدر صوت الموسيقى المنبعث من المنصة، ليكتشفوا فرقة كاملة من الأوركسترا في المسافة الفاصلة والمنخفضة الارتفاع كي لا تكون حاجزاً بصرياً بين الجمهور والعرض على الخشبة. كان الموسيقيون منهمكين في دوزنة آلاتهم الوترية من الكمان والتشيلو والهارب وآلات الإيقاع وغيرها استعداداً للعرض.

وما إن اتخذ الجميع مكانه وأطفئت الأنوار، حتى استمع الحضور إلى عدد من المعزوفات الكلاسيكية من فرقة أوركسترا "فيلارمونيكا تريستينا" الإيطالية، تلاها كشف الستار عن الفصل الأول من العرض الأوبرالي "حلاق اشبيليا" الذي يقدمه فريق مسرح "فيردي تريستيه" الإيطالي يوميّ 2 و4 سبتمبر/ أيلول المقبل، ليحمل الغناء وأجواء العمل المشاهد إلى عوالم الحياة في أوائل القرن 19، ولتتأرجح مشاعره على أنغام الغناء بين صعود وهبوط وعذوبة وعنف.

شاشة للترجمة

أما المفاجأة الأبرز فهي شاشة الترجمة الكائنة في الحد الأعلى من الخشبة التي تقدم ترجمة للغناء باللغتين العربية والإنجليزية والتي اختير لها مكان أنيق ومدروس بحيث لا تشتت انتباه المتابع للعرض لتتوقف الترجمة عند تكرار الجمل مما يتيح للجمهور التركيز على الكلمات وجرسها الموسيقي، وذلك حسب تقرير الصحيفة.

مشروع الدار


تعتبر "دبي أوبرا" وجهة استثنائية بكل المقاييس، وأول مسرح متخصص ومتعدد الأغراض للفنون الأدائية وسط مدينة دبي، ويتميز المبنى بتصميم يحتفي بالإرث الثقافي العريق للمدينة، ومستوحى من قوارب الداو التقليدية وتتكامل فيه مزايا المسرح ذي المنصة المقوّسة، مع قاعة الحفلات الموسيقية بالإضافة إلى منطقة منبسطة معدة لاستقبال الفعاليات على مساحة 2000 متر مربع، لتجعل "دبي أوبرا" الوجهة الأولى للفنون الأدائية وعروض الإنتاجات المسرحية.

يُشكل مبنى "دبي أوبرا" أحد أجزاء مشروع "دار الأوبرا" الكائن وسط المدينة على مقربة أمتار من برج خليفة، والذي بدأت عمليات تشييده قبل عامين، كما يضم المشروع العديد من الفنادق والشقق السكنية والفندقية ذات التصاميم المميزة، وساحة للمنافذ التجارية بالإضافة إلى المطاعم والمنتزهات المطلة على الواجهة المائية والمساحات المخصصة للمرافق الترفيهية.

تجدر الإشارة إلى أن الفنان الإماراتي حسين الجسمي سيكون أول مطرب عربي يقف أمام الجماهير في دبي أوبرا ليبهر محبيه بأمسية رائعة يغني فيها أجمل أغانيه ضمن أجواء مميزة لا مثيل لها.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

شاهد أيضا