العدد 5110 - الجمعة 02 سبتمبر 2016م الموافق 30 ذي القعدة 1437هـ

منتدى عسير والإعلام الاجتماعي

علي سبكار

رئيس النادي العالمي للإعلام الاجتماعي للشرق الأوسط

جانب كبير، وربما الجانب الأكبر، من استخدامنا الأمثل لمواقع التواصل الاجتماعي ينصب حول الترويج، الترويج لأنفسنا ولأعمالنا ولمؤسساتنا، نرمي من ذلك إلى تعزيز صورتنا أمام الناس، والعثور على وظيفية أفضل، وتوسعة شرائح الزبائن، وزيادة المبيعات، وتحسين المنتجات والخدمات، وغيرها.

عدد كبير من البشر لديه ميل فطري للإسراع بنشر ما يقع تحت يديه من أخبار مهمة إلى محيطه حتى قبل إكمال قراءتها ربما، وذلك عبر نشرها على حسابه على «انستغرام» أو «تويتر» أو «فيسبوك» مثلاً، أو حتى توزيعها بـ «الواتساب». لماذا؟ لأنه يريد أن يروج لنفسه على أنه أول أو من أوائل من عرف بالخبر، وهذا ربما يشعره بأهميته ويبعث السعادة في ذاته.

في «منتدى عسير الدولي للإعلام الرياضي» الذي أقيم مؤخراً في مدينة أبها بإمارة عسير بالمملكة العربية السعودية، بحضور ومشاركة عدد كبير من الإعلاميين العرب، وعدد من الشخصيات البارزة على المستوى الدولي، تقدمت بورقة عمل تحدثت فيها عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج، والنقطة الأكثر إثارة في الأمر هو أنه يمكننا قياس مدى التفاعل مع المنتدى، حيث تخطت وصول «الهاشتاق» الخاص به حاجز الـ 30 مليون مستخدم، كما ظهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من 75 مليون مرة وذلك عبر نشرات تفاعلية من قبل أكثر من 1500 مستخدم.

لقد أثارت هذه الإحصائيات اهتمام القائمين على المنتدى، وخاصة بعد اطلاعهم عن كثب على أهمية استثمار ما تقدمه مواقع الإعلام الاجتماعي من إمكانيات في الترويج لمختلف الفعاليات الرياضية والسياحية وغيرهما، وأهمية وضع استراتيجية علمية مدروسة لاستثمار تلك المواقع، والقيام بعملية تقييم وتصويب دائمة للأداء.

وطرح «منتدى عسير الدولي للإعلام الرياضي» على مدى 3 أيام جملة من المواضيع تناولت ميثاق الإعلام الرياضي ودور الإعلام في التثقيف الرياضي والإعلام السياحي الرياضي آفاق وتطلعات والإعلام بين اللغة والتأثير، بالإضافة إلى محور اللجنة النسائية للإعلام الرياضي والذي ركز على دعم الإعلام الرياضي في دعم الاستثمار الرياضي النسوي، وهذه المواضيع على أهميتها تحتاج إلى دعم وترويج عبر مواقع الإعلام الاجتماعي.

إن استخدام الإعلام الاجتماعي بفاعلية يدعم جهود القائمين على «منتدى عسير الدولي للإعلام الرياضي» ممثلين في الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي، وهيئة شئون الرياضة السعودية، في الوصول بالمنتدى إلى غايته المنشودة، وتكرار عقده سنوياً بما يعزز من تحقيق التطلعات والأهداف التي يرمي إليها.

إن المكان لا يتسع هنا للحديث بالتفصيل عن كيفية الترويج الصحيح عبر مواقع الإعلام الاجتماعي، لكن يجب التأكيد بشكل عام على أهمية اتباع وإتقان بعض السلوكيات والأدوات الجديدة التي تمكن من كتابة قصتنا بالطريقة الصحيحة لنحصل على الوظيفة التي كنا نحلم بها أو الرتبة التي كنا نتطلع لها، وخاصة بعدما أصبح الخط الزمني عبر «تويتر» و «فيسبوك» مثلاً أرشيفاً أزلياً، وكل ما ننشره يكوِّن انطباعاً إيجابياً أو سلبياً عنا أمام الآخرين، كما يجب تعلم أفضل السبل للظهور الشخصي عبر وسائل الإعلام الاجتماعي، وكيفية بناء السمعة وتطويرها باستمرار، وطرق التحكم بالمحتوى.

إن استخدام مواقع الإعلام الاجتماعي آخذ في الانتشار بشكل كبير جداً في المنطقة العربية وحول العالم، وأصبح هذا المجال الحيوي أساسياً للعمل والتوظيف وتسهيل الأعمال، إلى جانب ما يمثله من أداة رئيسية للتواصل الاجتماعي والتسويق والترويج، وكشخص يعمل في مجال التسويق الإلكتروني منذ قرابة عشرين عاماً أذهب إلى القول إن الوعي بأهمية استثمار هذه المواقع في الترويج أصبح حداً فاصلاً بين الماضي والمستقبل.

إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"

العدد 5110 - الجمعة 02 سبتمبر 2016م الموافق 30 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً