العدد 5110 - الجمعة 02 سبتمبر 2016م الموافق 30 ذي القعدة 1437هـ

الأخوان علي وعلياء حسن يمارسان هوايتهما في تصوير الحياة الفطرية


 جبلة  حبشي - محمد الجدحفصي 

تحديث: 12 مايو 2017

يمارس الشقيقان علي وعلياء حسن هوايتهما بتصوير الحياة الفطرية في البحرين، ويبدعان بها.

وعن بداياتهما، يقول حسن: "تكونت نواة حب الحياة الفطرية لدينا منذ الصغر، نتيجة لترعرعنا في منزل تحتل الحديقة فيه أكبر المساحة. حيث كان والدنا مزارعاً بسيطاً وموظفاً حكومياً بالوقت ذاته، وبالتالي نشأنا وسط بيئة محبة للحيوانات والنباتات، ولعبت مكتبة العائلة والشخصية دوراً بارزاً أيضاً، حيث اعتدنا تصفح الموسوعات العلمية المبسطة، الأمر الذي عمل على غرس بذور الاهتمام والفضول بالحياة الفطرية في عقولنا؛ مما خلق لدينا حباً للتصوير بمختلف أنواعه".

ويتابع الأخوان "بدأنا بتصوير كل شيء: التجريد، المباني، الأبواب، الكتابات الجدارية، الحياة الفطرية، حياة الشارع، والبورتريه. اختفت بعض الأماكن التي حُفِظت في صورنا وتغيرت نهائياً كسوق المقاصيص قبل احتراقها الأول واحتراقها الثاني أيضاً، والأمر ذاته بالنسبة للبورتريهات الشخصية، وحياة الشارع. ثم انتقلنا للتركيز على تصوير الحياة الفطرية، وهو المجال الفوتوغرافي الأقرب لنمط تصوير الشارع، حيث الصعوبة والسهولة معاً في قالب متجانس".

ويتفوق علي على شقيقته من ناحية الجرأة، إذ يلتقط أعمالاً إبداعية للكائنات النافقة التي تصادفهما في جولاتهما. يساعدهما عامل التفرغ نتيجة لمعاناتهما من البطالة، فعلياء تحمل مؤهل الماجستير في القانون، بينما علي طالب دراسات عليا في تخصص العلاقات العامة، الأمر الذي دفعهما لاستغلال وقت فراغهما في توثيق البيئة.

ويكملان حديثهما "منذ البداية، كنا ضد اللجوء لبرامج معالجة الصور، أو اجتذاب الحيوانات والطيور بوضع كمائن لها، فنحن نريد صوراً واقعية تحمل كل مظاهر الواقع. نريد الكائن كما هو ونحاول في بعض الصور التركيز على سلوك الطيور والحيوانات في التخفي بين الأغصان، والحشائش وتمويه أعدائها".

أما عن الصعوبات التي تواجههما، يقول الشقيقان حسن: "إن تصوير الحياة الفطرية يعتبر أحد أصعب أنواع التصوير، لأنه يحتاج إلى معدات مكلفة، والمتمثلة في العدسات ذات البعد البؤري الطويل. إضافة إلى أن هناك صعوبات أخرى يصعب حصرها والتي يمكن اختصارها في النقاط التالية: التفرغ لقضاء وقت طويل نسبياً في البحث عن أماكن الطيور ومراقبتها، إذ تنشط الطيور في أوقات شروق الشمس وغروبها، كما أن الأمر يحتاج إلى قطع مسافات من المشي، وذلك لأننا ضد فكرة التصوير من داخل السيارة، كما هنالك أماكن جافة وأخرى رطبة وزلقة كالمستنقعات، وبالتالي فنحن نتعرض لأخطار كالسقوط أو لسعات الحشرات، وصعوبة الوصول إلى بعض الأماكن المهمة وقد يستحيل علينا الوصول لبعضها تارة أخرى كمنطقة رأس أبوجرجور وجنوب البحرين".

ويتابعان "كما تتمثل الصعوبات الأخرى في انحسار الأراضي الزراعية وتحويلها إلى مناطق سكنية. إضافة إلى مشاكل التلوث متعدد المستويات، وانخفاض مستوى المياه الجوفية واختفاء العيون الطبيعية. وهناك أيضاً المشكلة الرئيسية الكامنة في ردم القنوات المائية والسواحل وبالتالي تدمير البيئة الساحلية والمائية".

ويقولان: "وتكمن الصعوبات الأخرى في قلة الوعي لدى المواطنين، والتي قد تتمثل في المنع من دخول الأراضي الزراعية أو التسبب في إزعاج وهروب الطيور. ومن المواقف المحزنة في بعض الأحيان، هو أن تتوجه لمكان بعض الطيور وتتفاجأ بتدمير بعض أصحاب الحظائر والمزارع لأعشاش الطيور، وأحياناً تنصيب كمائن لصيد بعض أنواع الطيور المهاجرة والحيوانات كالنمس الهندي (المعروف محلياً بأبي عرس) وذلك أمام أنظار بعض الجهات الحكومية، إذ يقومون بنشر مقاطع وصور الصيد في حسابات خاصة على الانستغرام".

ويأمل علي وعلياء إصدار موسوعة توثق الحياة الفطرية بمختلف أنواعها، في المستقبل البعيد. ويقولان: "مع الأوضاع القائمة، لا يحمل الأفق أي بصيص أمل. ليست تلك دعوة لليأس والتشاؤم، ولكنه الواقع المر. فمع التمادي في علميات ردم السواحل، وجرف الأراضي الزراعية وتدمير بيئة المستنقعات الغنية بالحياة الفطرية، ووقوف الهيئات الحكومية والأهلية مكتوفة الأيدي أمام هذا العبث ليس بأيدينا سوى محاولة توثيق ما تبقى من الحياة الفطرية في البحرين، مع التركيز على إبراز آثار التلوث، فنحن نحاول توعية المواطنين بأهمية هذه البيئات ونتائج تدميرها عليهم. كما نحاول رصد أهم معالم الحياة الفطرية من طيور وزواحف وحيوانات وبرمائيات من خلال اكتشاف أماكن جديدة، مع التركيز خصوصاً على الطيور المقيمة والتي تحظى باهتمام أقل من قبل الفوتوغرافيين البحرينيين. ونسعى لإمداد الجمهور البحريني والعالمي بالكائنات المتواجدة في البحرين، وإظهار غنى الحياة الفطرية التي تحظى بها البحرين".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 9:36 ص

      انا عندي الكاميرا والامكانيات لكن ينقصني الموهبة ولو كانت الموهباع لاشتريتها

    • زائر 8 | 5:41 ص

      ياريت يعملون النا جمعيه لمحبي تصوير الحياة الفطريه

    • زائر 7 | 5:08 ص

      مبدعان فعلا موفقين لكل خير

    • زائر 6 | 3:14 ص

      عجيييييييييب .صورة المتوه جمييييلاااا

    • زائر 5 | 2:37 ص

      ????????????????????????يعطيكم العافيه ودوووم ان شاء الله في تطور

    • jas87sim | 1:48 ص

      الله يوفقكم على هالابداع والصراحة افرح لما اشوف طاقات ابداعية من ابناء وطني تتميز بكل ماهو مميز وفعلا نفتخر كمواطنين كما يفخر والديكم بابداعكم واللي جعل الامر جميل اكثر هو انكم اخوان ومبدعين الله يوفقكم دنيا واخرة ويفرح والديكم فيكم والى مزيد من النجاح والتميز
      اخوكم جاسم الهملي

    • زائر 3 | 1:03 ص

      الصراحة صور احترافية متقنة

    • زائر 2 | 12:54 ص

      تسلم الايادي المبدعه
      اني بعد عندي الموهبه بس ناقصتني الكامرا بصراحه (:

    • زائر 1 | 12:48 ص

      يعطيكم العافية اصور عجيبة يا أبناء بلدي إلي الامام.

اقرأ ايضاً