العدد 5110 - الجمعة 02 سبتمبر 2016م الموافق 30 ذي القعدة 1437هـ

لجيلٍ محبٍ ومتعاون... شرطة دبي تهدي الأطفال دمى فارهة على غرار دورياتها!

تصطف دوريات شرطة دبي الفارهة على هيئة دمى في متاجر عدة متخصصة ببيع ألعاب الأطفال، مشكلة بذلك عنصر جذب جديداً للصغار، ومؤسسة بتلك الخطوة الرائدة جيلاً صديقاً ومحباً ومتعاوناً مع الشرطة، ولعل الإقبال الكبير على اقتنائها يعكس نجاح شرطة دبي في الاقتراب من عالم الطفل.

وحرصها على بناء علاقة ودية معه على أرض الواقع بأدوات تحتل مكانة مميزة في حياة الطفل، لا سيما أن الألعاب وسيلة ترفيه وتعلم والذكريات الأكثر رسوخاً في ذهن الطفل تلك المرتبطة بالدمى التي كان يلهو بها.

غايات وطنية

أشادت هالة الأبلم، استشارية نفسية وتربوية ومدربة دولية معتمدة، بإنجاز شرطة دبي الجديد، وقالت في تقرير لصحيفة "البيان" الاماراتية الثلثاء الماضي (30 أغسطس / آب 2016): عادة ما نعتمد على الدمى والألعاب في عملية المعالجة، نظراً لكونها وسيلة فعالة في احتواء الطفل وتحفيزه على تفريغ طاقاته والتعبير عن همومه ومشاكله وتشجيعه على التواصل ومشاركة الأفكار.

ولكن دمى شرطة دبي وسيلة استثنائية لتحقيق غايات وطنية كبرى تتمثل في تعزيز الولاء والانتماء والاعتزاز بالوطن لدى الأطفال، ومجتمعنا في أمس الحاجة إلى نوعية هذه الألعاب، التي تبني شخصية الطفل وتقوي ارتباطه بأرضه، وتجعله أكثر حرصاً على صون تراب الوطن عندما يكبر.

تربية أمنية

 وتابعت: فئة الأطفال الذكور أكثر انجذاباً من الإناث للدمى المتمثلة في السيارات والدرجات، والطفل بطبيعته البريئة والعفوية يحاول دائماً التفاعل مع دميته بطريقته الخاصة.

فإن كان يلهو بسماعات عدّ نفسه طبيباً وإن انشغل بالبناء والتركيب مستخدماً قطع «الليغو» ظن أنه مهندساً وهكذا، والأمر نفسه ينطبق على دمى الشرطة، حيث سيحاول الطفل لعب دور الشرطي في كل وقت، وهنا علينا رفع القبعة لشرطة دبي، التي تسعى دائماً لرفع جودة تربيتها الأمنية لشباب الوطن، وبناء أجيال تتمتع بقوة وثبات الشخصية.

حلم

وتحدثت هالة الأبلم عن أهمية دُمى شرطة دبي في حياة الطفل، موضحة أنه عندما يلهو الطفل بها فإنه سيصبح أكثر رغبة للانتماء لصفوف رجال الشرطة عندما يكبر، وأكثر احتراماً للعيون الساهرة على أمن الوطن، وهذا ينعكس على مشاعره تجاه لعبته، حيث سيصبح أكثر فخراً بها، وحرصاً عليها لأنه تمثل له حلماً مستقبلياً يتمنى تحقيقه.

اعتزاز بالهوية

وقال مساعد القائد العام لشؤون الأكاديمية والتدريب اللواء محمد أحمد بن فهد: تلعب الدمى دوراً مهماً في تربية الطفل، وتوجيه طاقاته، وترسيخ قناعاته، وترغيبه بأمور معينة، تعكس أهداف يحددها الوالدين لضمان مستقبل جيد له.

ولكن أهداف دُمى شرطة دبي تصب في مصلحة الوطن عموماً وتجسد لوناً من ألوان التدريب العسكري، الذي يخاطب عقل الطفل وعاطفته ويكسبه ثقة بالنفس، ويعمل على تطوير شعوره بالقوة والانتماء للوطن، ويرسّخ لديه الاعتزاز بهويته الإماراتية ووطنه الآمن.

وأضاف: تنمية الفضائل والقيم والأخلاق، من أساسيات التدريب العسكري، وتدريب الطفل على تلك القيم يعمق لديه الشعور بالانتماء للهوية الوطنية، وروح الفداء والشجاعة.

تواصل أكبر

إلى ذلك لم يقتصر تواصل شرطة دبي مع الصغار عبر الدُمى والألعاب، بل إن خطتها التوعوية والتثقيفية والتربوية شملت برامج بيئية نوعية، وفي هذا الإطار قال النقيب فهد الغص، عضو اللجنة العليا لمبادرة زراعة المليون شجرة:

من خلال ورش زراعة أشجار الغاف في المدارس أثبتنا للناشئة أن رجل الشرطة يزرع ويغرس ويرش البذور ويسقي النباتات، وأنه محب للبيئة والسلام وصديق للطبيعة، حيث إننا بعد كل ورشة تدريب عملية، نقوم عادة بإهداء الأطفال شتلات ليزرعوها في منازلهم، والهدف من ذلك تحفيزهم على تطبيق ما تعلموه من رجل الشرطة، الذي أصبح بشكل غير مباشر قدوة لهم في عمل الخير.

تخيلات

غالباً ما يُحوّل الأهالي شخصية رجل الشرطة إلى فزاعة، وذلك لتخويف الأطفال وردعهم عن التفكير في تجاوز أوامرهم، فيكبر الطفل ويتخيل أن وظيفة رجل الشرطة هي الترهيب وملاحقة المجرمين فقط، وفي هذا الإطار أكدت هالة الأبلم أن الدُمى ستعمل على تحبيب الطفل بشخصية رجل الشرطة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً