العدد 5114 - الثلثاء 06 سبتمبر 2016م الموافق 04 ذي الحجة 1437هـ

التعصب الأعمى ينحدر بالخطاب السياسي إلى الأسفل

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

كان من المفترض أن يلتقي أمس الرئيس الأميركي باراك أوباما مع الرئيس الفلبيني رودريغو ديوترتي، لكنَّ الاجتماع ألغي بعدما استخدم الرئيس الفلبيني عبارات شتم قبيحة ضدَّ الرئيس الأميركي، وصلت إلى درجة وصفه بأنه «ابن عاهرة». الرئيس الفلبيني استخدم خطابات ناريَّة وألفاظاً قاسية من كل نوع من أجل الوصول إلى الرئاسة، ولأن ذلك الخطاب ساعده على الوصول إلى الرئاسة، فإنَّه يعتقد أيضاً أنَّه يستطيع استخدامه بأي شكل أراد، وحتى في مجال العمل الدبلوماسي. ولأنه توقَّع أنْ يثير أوباما معه موضوعاً يتعلق بحقوق الإنسان، فإنَّه استبق ذلك بالشتم. وكانت الحكومة الفلبينيَّة قد شنَّت حملة لمكافحة المخدرات، قتل فيها 2400 مشتبه في أنَّهم مروجون أو مدمنون على المخدرات، منذ أنْ تولى ديوترتي الحكم في يونيو/ حزيران الماضي.

وقد حاول ديوترتي إنقاذ الموقف للاعتذار عن الشتائم، إلا أنَّ أوباما قرَّر الاجتماع بالرئيس الكوري الجنوبي بدلاً منه، في وقت ندَّدت فيه الأمم المتحدة بسياسات القتل، واعتبرتها انتهاكاً لحقوق الإنسان، وقال خبيران أمميَّان في حقوق الإنسان إنَّ تعليمات ديوترتي للشرطة والناس بقتل المشتبه في أنَّهم من مروجي المخدرات، تصل إلى حدِّ «التحريض على العنف والقتل، وهو جريمة في القانون الدولي».

الرئيس الفلبيني يمثِّل عيِّنة من ظاهرة تجتاح العالم، وهي تتمثَّل في خروج السياسيين بتصريحات خارج السياق، وبعضهم يسعى إلى الحصول على تأييد الجمهور الذي يستهدفه، وبالتالي قد ينسى نفسه ويسترسل في تصريحات غير مناسبة، وبعضها ينحدر إلى مستوى الشتائم.

وفي هذا الجانب، انتقد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين يوم الإثنين (5 سبتمبر/ أيلول 2016) المرشح الرئاسي الجمهوري الأميركي دونالد ترامب وقادة آخرين في هولندا وبريطانيا وفرنسا، وشبَّه خطابهم «العنصري» بخطاب تنظيم «داعش»، وقال إنَّه ينشر «تعصُّباً عرقيّاً ودينيّاً مهيناً»، وحذَّر من تصاعد نبرة شعبويَّة يمكن أن تتحوَّل إلى عنف. كما انتقد الزعيم اليميني الهولندي خيرت فيلدرز وغيره من «الشعبويين الديماغوجيين أصحاب التصورات السياسية الخيالية»، الذين يستخدمون أساليب «ترهيب»، ويعرضون «أنصاف الحقائق» المصحوبة بـ «التبسيط المخل».

وكان الأمير زيد قد قال في كلمة سابقة في إبريل/ نيسان الماضي إنَّ «التعصب الأعمى ليس دليلاً على القيادة القويَّة»، في إشارة إلى مخاطر انتشار ظاهرة الخطاب الترهيبي، الذي يسعى إلى إثبات وجوده عبر التعصُّب وتهييج العواطف، وهو أسلوب لا يختلف كثيراً عن أساليب «داعش».

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 5114 - الثلثاء 06 سبتمبر 2016م الموافق 04 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 5:16 ص

      الرئيس الفلبيني لم يشتم الرئيس الأمريكي .. لأن الأخير لم يسمع الأول حين شتمه .. ولكن الذي شتم الرئيس الأمريكي هي الأعلام والصحافة التى نقلت الشتم حرفيا وبكل لغات العالم إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما!!.

    • زائر 12 | 3:55 ص

      حفظ الله الأمة الإسلامية

    • زائر 11 | 2:16 ص

      صباح الخير

      المشكله نحن لازم في كرهيتنا إلى الآخر نعمم وكئنا نحن من خلق الكون ليس الله الواحد الأحد الصمد القرآن الكريم يصف هناك عبادي الصالحون وهناك عباد المفسدون المؤمنون والكافرون المنافقين والصادقين

    • زائر 10 | 2:05 ص

      التعصب الأعمى يأتي بالاخطاء الكارثية على الطرف المتعصب لافكاره او آراءه او إجراءاته،
      على عكس المرونة او التعاطي الاخلاقي مع القضايا وابتكار الطرق الانسانية في تعامل الانسان مع اخاه الانسان الذي دائما ما تنتج حلول مستديمة.
      دائما نتسائل كمواطنين؛ كم ستبقى المعارضة في البحرين مغيبة عن الواقع السياسي؟ وكم ستتحمل بلدنا الغالية كل هذا التباعد والانقسام؟

    • زائر 9 | 1:56 ص

      العالم اليوم يمر بمرحلة من الفوفضى في كل شئ و على جميع المستويات لا رجل دين و لا رجل سياسة ملتزم بالعرف و اللباقة المطلوبة في كل زمان و مكان.
      الله يكون في العون

    • زائر 6 | 1:39 ص

      التعصب السياسي الأعمى لاتاتي من فراغ بل من إنشاء أحزاب على أساس قومي أو مذهبي كما في العراق الأكراد يتعصبون لقوميتهم وباقي الأحزاب لمذاهبهم

    • زائر 4 | 1:03 ص

      التعصب والإكراه والإجبار ! كل هذه دخيلة على الإسلام وناتجة عن البدع! حتى آل البيت عليهم السلام لم يكونوا يدعون الناس لإتباعهم بهذة الصورة ولا بصورة الإستخفاف من شأن الآخرين والتقليل من شأنهم ولكن للأسف حينما أتى المتأسلمون الجدد من الأعراب والفرس إتخذوا من هذه الأساليب الضعيفة سبيلا ليدعوا لأنفسهم وأئمتهم الذين فخمهم إعلامهم وهم يحسبون أنهم بهذا يفرضون رأيهم!ما حصل أن هؤلاء سببوا الفقر في بلدانهم وسببوا الخنق لشعوبهم والإضطهاد! الحقد والعصبية هذه أساليب الضعفاء! فمن شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر!

    • زائر 3 | 1:01 ص

      هذه نتاج سياسات أمريكا وتوابعها في العالم ،اذ ليس كل الناس يمكنهم المحافظة على الخطاب المؤدّب واللبق تجاه الظلم الذي يجتاح العالم.
      الظلم كارثة اذا وقع اجتاح الجميع، والناس تختلف في ردّات فعلها تجاه الظلم فليس كل العالم اصحاب ادب ولباقي في المطالبة بحقوقهم

    • زائر 2 | 10:31 م

      ليش بعض الوزراء يطلعون من طورهم في تويتر وعاطين روحهم حرية في التهجم على خلق الله!

    • زائر 1 | 9:57 م

      *****

      بل حتى الخطاب الديني إنحدر إلى أسفل وبالأخص إن كان من مفتي كبير حسب زعمهم ، كيف يصف شعب مسلم بأنهم ليسوا مسلمين وأبناء المجوس ؟! الدين الذي يتبعه هذا الشعب (المجوسي ) حسب زعم هذا المفتي هو دين غالبية المسلمين ولا يشبه الدين الذي يروج له هذا المفتي! #الشجره_الملعونه

    • زائر 7 زائر 1 | 1:49 ص

      ضحكتني غالبية المسلمين

اقرأ ايضاً