العدد 5119 - الأحد 11 سبتمبر 2016م الموافق 09 ذي الحجة 1437هـ

المساحات الخام في العالم تختفي بوتيرة مقلقة

حذر علماء من ان واحداً من عشرة من الأنظمة البيئية البرية الخام في العالم اختفت في الاعوام العشرين الماضية، مطالبين باعتماد سياسات دولية للحد من هذا التدهور.
وكانت هذه المساحات الطبيعية الخام تشكل ما يوازي في مجموعه ضعف مساحة الاسكا، وهي عامل ضروري في التنوع البيئي على كوكب الارض، وايضا في مواجهة اثار الاحترار المناخي، على ما جاء في تقرير نشر اثناء مؤتمر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة المنعقد في هونولولو.
ونشر التقرير ايضا في مجلة "كارنت بايولوجي" الاميركية.
وقال جيمس واتسون الباحث في جامعة كوينزلاند الاسترالية والعضو في منظمة "وايلد لايف كونسرفايشن" (الحفاظ على الحياة البرية) ان "البراري التي تشكل اهمية لكوكب الارض، لا تحظى بأي اهتمام في السياسات البيئية، علما انها معاقل للتنوع البيئي المهدد، وتؤدي دوراً اساسياً في تعديل المناخ، وتؤمن المعيشة لجماعات هي من الاكثر تهميشا سياسيا واقتصاديا" في العالم.
وفي حال لم تتخذ الاجراءات اللازمة لحماية هذه المساحات الخام، فانها توشك ان تتداعى امام التمدد العمراني وتوسع الانشطة الصناعية.
ورأى واتسون ان العالم امامه عقد الى عقدين لمعالجة هذا الامر وحماية ما تبقى، مشددا على ضرورة ان يتحرك المجتمع الدولي في هذا الاتجاه.
ولفت العلماء الى ان معظم السياسات البيئية الحالية تتركز على الانواع المهددة، ولكن ليس هناك اهتمام كاف بالفقدان الواسع النطاق لانظمة بيئية كاملة، ولاسيما الانظمة البيئية الخام.
واشار العلماء الى ان هذه المساحات الطبيعية قلما حظيت باهتمام الدارسين.
ولذلك عمدوا الى وضع خرائط للبراري الخام، وهي الانظمة البيئية البرية التي لم يصبها النشاط البشري باي ضرر.
وقارن العلماء بين خرائطهم وبين تلك التي رسمت في التسعينات من القرن الماضي.
وتبين ان الارض ما زالت تضم ثلاثين مليون كيلومتر مربع من المساحات الطبيعية الخام، اي ما يعادل 20 في المئة من مجموع مساحة اليابسة على كوكب الارض.
ومعظم هذه المساحات تقع في اميركا الشمالية وشمال آسيا والقارة الافريقية واستراليا.
واظهرت المقارنة ان ثلاثة ملايين و300 الف كيلومتر مربع، اي ما يوازي 10 في المئة من اجمالي هذه المساحات، قد اختفت في الاعوام العشرين الماضية، وخصوصا في اميركا الجنوبية حيث نسبة الانحسار 30 في المئة، وفي افريقيا مع 14 في المئة.
ورأى اوسكار فنتر الاستاذ في جامعة بريتيش كولومبيا وأحد معدي الدراسة ان "حجم الخسارة المسجل في عقدين مروع".
وقال "علينا ان نقر ان المساحات الخام التي كنا نظن انها محمية لكونها نائية، في طريقها إلى الزوال السريع في كل العالم".
واضاف "في حال لم تتخذ اجراءات شاملة وحاسمة سنفقد آخر هذه الكنوز الطبيعية"، مشددا على ان "الخيار الوحيد هو حماية ما تبقى منها".
ويرى واتسون ان الامم المتحدة وحكومات العالم اهملت اهمية المساحات الخام في اتفاقياتها حول حماية الطبيعة.
وخلص الى القول "يقع على عاتقنا واجب التحرك من اجل الاجيال المقبلة".
الجدير بالذكر، إن الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة - غرب آسيا يقوم بالتنسيق مع الحكومات والمجتمع المدني في الحفاظ على  حماية الحياة البرية، وهي حماية الأنواع المهددة بالانقراض من النباتات والحيوانات بالإضافة إلى مواطنها.
ومن أهداف الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، حماية الحياة البرية هو ضمان أن تكون الطبيعة موجودة للأجيال المقبلة للاستمتاع بالحياة البرية والأراضي البرية وإدراك مدى أهميتها بالنسبة للبشر.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً