العدد 5121 - الثلثاء 13 سبتمبر 2016م الموافق 11 ذي الحجة 1437هـ

«نياشين» خضراء تهدد تلالاً دلمونية أدرجت ضمن «التراث الوطني»

صويلح يدعو للتشبث بكلّ تلّ ودراسة (DNA) الدلمونيين

نياشين خضراء تتوسط تلالاً دلمونية‎
نياشين خضراء تتوسط تلالاً دلمونية‎

نياشين خضراء، تتنشر على مساحة شاسعة من موقع بوري الأثري، والذي يضم تلالاً دلمونية، تصفه هيئة البحرين للثقافة والآثار بـ»أحد أهم حقول تلال المدافن الأثرية الموجودة في مملكة البحرين».

الموقع الذي يمثل امتداداً طبيعياً وتاريخياً لتلال مدافن عالي الأثري الموجودة إلى الشرق منه، ولتلال مدافن مدينة حمد الموجودة إلى الجنوب منه، أدرج حديثاً على قائمة التراث الوطني، في نبأ اعتبره الخبير الآثاري عبدالعزيز صويلح «إيجابياً، شريطة استملاكه وإيجاد البديل لأصحاب بعض الأراضي التي أدرجت ضمن القائمة».

وتهدد «النياشين» الخضراء، الموقع الذي تستريح تلاله جهة الغرب من شارع الشيخ خليفة بن سلمان، في ظل معلومات تشير إلى إمكانية تحول المساحة المحددة بـ»النياشين»، لأملاك خاصة، حال توافق الملاك مع الجهة المعنية بحماية الآثار بشأن ذلك.

ووفقاً لمعلومات رسمية، يضم الحقل نحو 631 تلاً أثرياً مختلفة الأحجام من النوع المتأخر، والتي ترجع لحضارة دلمون بعمر يقارب 4 آلاف عام».

وفي الفترة من 1986 حتى 1993، تعرض الموقع للتنقيب من قبل البعثة اليابانية، لتكتشف هذه الأخيرة هياكل عظمية بشرية وأوان فخارية وبرونزية، بالإضافة إلى عظام حيوانات.

تعليقاً على أهمية الموقع، تطرق الخبير صويلح، إلى الموقع بوصفه جزءاً من تلال المدافن المتصلة قبل إنشاء شارع «الهايوي» والشوارع العامة.

يقول: «في الحديث عن تلال المدافن أو ما تبقى منها، لا يجب اجتزاؤها وفق التوزيع الجغرافي الحالي، على اعتبار ان حقول هذه التلال كانت في يوم ما حقل واحد، وهي كمجموع تعبر عن وحدة حضارية متكاملة، ومعلم أثري واحد»، مضيفاً «شارع «الهايوي» دمر عشرات التلال، وإذا جئنا لما يعرف حالياً بحقل بوري، فإن الشارع هو الذي فصلها عن تلال عالي، وسابقاً كنا نتجول وسطها بالـ«رنج روفر» كحقل مترامي الأطراف، يمتد حتى جنوباً (بالقرب من جامعة البحرين)».

وتابع «المشكلة في البحرين وحتى اليوم، غياب الخارطة المسجل عليها المواقع الأثرية في البحرين، ووجود مثل هذه الخارطة ونشرها في الجريدة الرسمية كفيل بإعلام الجميع بعدم مد اليد لها والعبث فيها، إلى جانب تبيان أسباب اعتماد هذه المواقع، كآثار، وهو ما يسهم في توعية المواطنين بقيمتها»، مجدداً في هذا الصدد نقده هيئة البحرين للثقافة والآثار، ومنوهاً إلى أهمية الاعتماد على الكادر المحلي الأقدر على التعامل مع ملف الآثار بحكم خبرتهم الميدانية.

وتنبيهاً منه لأهمية تلال المدافن، شدد صويلح الذي حملت رسالته في الماجستير موضوع التلال، شدد على أهمية التشبث بكل تل، وأضاف «بغض النظر عن احتوائها وعدم احتوائها على كنوز، تبقى هذه التلال، السجل الواضح الذي يعرف لنا مكانة البحرين خلال حقبة دلمون، كما أن أهمية التلال تكمن في تعريفها لنا السكان الأوائل الذين سكنوا هذه المنطقة اذا ما تمت دراسة عضوية للعظام المكتشفة في هذه المدافن، فمن خلال الـ (DNA) نستطيع التعرف على الأجناس التي سكنت والبشر الذين سكنوا في هذه المنطقة وعمروها وأسسوا حضارة هي حضارة دلمون، والتي كان لها دور على مدى 6 آلاف سنة مضت، في خلق تواصل ثقافي وحضاري ما بين كبرى المراكز الحضارية في الشرق الأدنى القديم، حضارة بلاد الرافدين وحضارة وادي السند».

صويلح الذي لا ينفك عن الحديث عن القيمة العالية لحضارة دلمون، قال: «أهل هذه الحضارة، وأصحاب هذه القبور، هم من خلقوا وأوجدوا هذا التواصل، واستطاعوا من خلال خبرتهم في صناعة السفن وفي ركوب البحر وفي معرفة علم الفلك، والوصول إلى الهند والى أعالي منبع نهر السند، وتوصيل الكثير من البضائع إلى تلك المناطق وأيضاً جلب الكثير من السلع من مناطق وحضارة وادي السند، وتسويقها في مناطق الخليج العربي».

عطفاً على كل ذلك، خلص صويلح للقول «كل تل على اختلاف أحجامها وتباعدها وانتشارها في المناطق المختلفة في البحرين، بسبب تفريعات الشوارع، يمثل عينة تتطلب دراسة خاصة، وكل تل يمثل ظاهر وحالة مختلفة عن الأخرى، ثم ان هذه التلال عرفتنا بوجود شعب عاش في جو من التعايش السلمي بحيث كفل لكل مواطن صغير وكبير، وبغض النظر عن مستواه الاجتماعي، ما كفل للمواطن الغني، وذلك عبر ما كفله له من بناء قبر، وهو ما حدا بي لتوصيفها بحضارة شعب لا حضارة ملوك».

واختتم صويلح حديثه، بالإشارة لحلم إنشاء متحف لكل موقع أثري، والذي طرح قبل 30 عاما، وأضاف «من شأن ذلك أن يفتح مجالا للتسويق السياحي والتعريف بالبحرين وأهمية البحرين، وينبغي في ذلك الاعتماد على العنصر المحلي (المؤسسات الهندسية البحرينية)، الأقل كلفة والأقدر على التخطيط لمنشآت متحفية تتواءم مع النسق العام المعماري في البلد».

العدد 5121 - الثلثاء 13 سبتمبر 2016م الموافق 11 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 8:25 ص

      حرام عليكم تدمير الآثار
      خلو شوي دخيل الله للأجيال الجاية

    • زائر 4 | 3:00 ص

      نياشين خضراء ههههه.انباقت الارض.باقوها الاشباح

    • زائر 3 | 2:26 ص

      يوم كنا نطالب باسكان للقرية قالوا اثار ولا يجوز العبث بها وبعد حين نتفاجأ بانها وزعت على متنفدين قاموا بيبع بعضها

    • زائر 1 | 1:40 ص

      تاريخنا في البحرين يبدأ من 1783م وما قبلها لم يكن هناك بشر ولا حجر

    • زائر 2 زائر 1 | 2:11 ص

      نعم...تاريخكم في البحرين...الاعتراف بالحق فضيلة...شكرا لك...

اقرأ ايضاً