العدد 5123 - الخميس 15 سبتمبر 2016م الموافق 13 ذي الحجة 1437هـ

التعديل الوراثي للأنواع الحية يثير جدلاً بين العلماء

هونولولو (الولايات المتحدة) - أ ف ب 

15 سبتمبر 2016

يثير التقدم العلمي الحاصل في مجال التعديل الوراثي للقضاء على أنواع معينة أو منع أنواع من البعوض من نقل بعض الأمراض قلقاً وتساؤلات أخلاقية حول التلاعب بالطبيعة بشكل لا يمكن العودة عنه أحياناً.

فهذا المجال العلمي الذي يتقدم بسرعة هائلة، والقادر على تغيير الطبيعة البيولوجية للكائنات الحية من خلال التلاعب بخاصياتها الوراثية، يثير جدلا متزايدا بين العلماء حول أثره على صحة الانسان وايضا حول عواقبه على الطبيعة والأنواع الحية.

ومن اكثر التقنيات المثيرة للجدل تغيير الحمض النووي الذي ينتقل من جيل الى آخر، وهو ما من شأنه ان يغير الهوية الوراثية لانواع برمتها.

ومن بين المشاريع المقلقة، ادخال نوع من الفئران المعدلة وراثيا بحيث لا تلد الا الذكور، الى جزر معينة بحيث تنقرض بعد مدة من الزمن، بحسب العلماء المشاركين في مؤتمر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في هونولولو.

وعقد هذا المؤتمر، الأكبر من نوعه، للمدافعين عن البيئة في العالم في هونولولو في هاواي بين (الأول والعاشر من سبتمبر/ أيلول 2016).

ومن المشاريع المطروحة أيضاً إطلاق أعداد من البعوض المعدل بحيث انها تلد بعوضا لا يعيش إلى سن البلوغ، والهدف من ذلك تقليص اعداد هذه الحشرات التي تحمل مرض الملاريا المهدد للطيور.

مسئولية أخلاقية

يقول انصار تقنيات التعديل الوراثي انها تتيح التخلي عن المبيدات المسببة للتلوث، وانها افضل وسيلة للتصدي للانواع الغازية.

لكن معارضيها يتخوفون من اثارها على الانواع الحية والانظمة البيئية، والتي قد تكون غير قابلة للتصحيح.

وكان، الأستاذ في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا (ام آي تي) كافين اسفلت من أوائل العلماء الذين عملوا على تقنيات التعديل الوراثي، لكنه أيضا من بين الاكثر حذرا في التعامل معها.

وقال في اجتماع عقد اثناء المؤتمر «أنا قلق جدا؛ لأن العلماء مسئولون اخلاقيا عن نتائج اعمالهم».

واضاف «يبنغي منع اي كان من ان يصنع في المختبر جينات تنتقل من جيل الى آخر، او اي تقنية من شأنها أن تغير البيئة المشتركة قبل ان ينشر مشروعه علنا».

واضاف «ان وقع اي خلل في المختبر فان اثره قد يطول الناس في الخارج».

وأسف الباحث لكون الناس «لا قدرة لهم على ابداء الرأي في قرارات قد تكون ذات اثر عليهم» ولكون «التشريعات ليست حازمة بما فيه الكفاية».

وطالب عدد من زملائه في الاجتماع بالتحرك العاجل حين يتعلق الأمر بانقاذ انواع مهددة.

وقال مدير برنامج «اميريكن بيرد كونسرفانسي» في هاواي كريس فارمر: «من اكثر الامور القلقة انه لا حل امامنا لانقاذ هذه الطيور من الملاريا».

فقد اختفى 38 نوعاً من الطيور في هاواي بسبب ملاريا الطيور بشكل اساسي، ويشير الخبراء إلى ان 21 من الانواع الاثنين والثلاثين الباقية في دائرة الخطر.

مع عدم اقرار استخدام تقنيات التعديل الوراثي الحديثة، فإن هذه الانواع متروكة لمصيرها، بحسب فارمر.

جينات مدمرة للطبيعة

يرى الباحث في جامعة هاواي فلويد ريد انه ينبغي التمييز بين نوعين من هذه التقنيات. النوع الاول هو الذي يغير الخاصيات الوراثية لاحد الانواع برمته، و»هذا ينبغي التعامل معه بحذر شديد»، والنوع الثاني «المحدود جغرافيا والقابل للتصحيح».

وأقر أعضاء الاتحاد «عدم دعم او الترويج لأية دراسة علمية، بما في ذلك التجارب الميدانية، حول تقنيات التعديل الوراثي الذي ينتقل من جيل إلى آخر سواء لهدف الحفاظ على انواع حية معينة، أو لأي هدف آخر»، وذلك حتى الانتهاء من تقييم الأمور بحلول العام 2020.

ونشر عدد من العلماء ونشطاء البيئة رسالة مفتوحة قبل ايام اعربوا فيها عن قلقهم من التعديلات الوراثية المنقولة، المستخدمة في المجالات العسكرية والزراعية وفي مجال الحفاظ على بعض الأنواع.

وطالبت الرسالة بوقف كل المشاريع المماثلة «نظرا إلى الأخطار المتمثلة بانشاء جينات مدمرة للطبيعة».

العدد 5123 - الخميس 15 سبتمبر 2016م الموافق 13 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً