العدد 5123 - الخميس 15 سبتمبر 2016م الموافق 13 ذي الحجة 1437هـ

بيني وبين «الوسط»...

فاطمة النزر

أخصائية علاج نفسي

ليكون اليوم مقالي خاصاً بي نوعاً ما وبعلاقتي بـ«الوسط»... وقد يكون خاصاً بواقعنا الحالي في البحرين، بعيداً عن تزيين الحقائق ولن أقول تزييف الحقائق. فنحن في البحرين أصبحنا نزيّن الحقائق بمهارة وبمصطلحات رنانة، في الفترة الأخيرة ومع عدد ليس بقليل من المواقف في حياتي اليومية، أصبحت في كثير من الأحيان أتساءل ما الذي حدث لنا، لماذا لا نستطيع تجاوز ما حدث من أزمة سياسية في البحرين، والتي أصبحت شمّاعةً يعلق عليها المستفيدون أخطاءهم وتوجهاتهم ومصالحهم الشخصية بشكل لم يسبق له مثيل. أليس جلياً ما يحدث حالياً من مشكلات اجتماعية ونفسية واقتصادية وإدارية؟

علق أحدهم ذات مرة على اختلاطي المذهبي بين والدي من المذهب السني، ووالدتي رحمها الله من المذهب الشيعي «يا حظج مضبطة الصوبين»، بينما علّق آخر لماذا تذكرين دائماً مذهب والدتك، وعلق آخر ذات مرة «لهذا تكتبين في الوسط»، بين الثلاثة تعليقات التي دائماً ما تقال لي، أحببت أن أوضح أمراً ما، أني عندما أذكر والدتي رحمها الله، أذكر بكل فخر امرأة ربّت أبناءها على الكرامة وساعدت رجلاً أحبته ولم تختلف معه على مدى أربعين عاماً على من منهما صحيح المذهب، ولهذا كنت نتاج تفكيرهم وتقاربهم.

أما بالنسبة للتعليق الأول، فحقيقةً لا أدري إن كان «من حظي» هذا الأمر أم أصبحت في وقتنا الحالي من المشكلات التي تتعبني فكرياً، فرؤيتي لمرضى أصبحوا لا يتقبلون طبيبهم بسبب مذهبه، أصبحت تؤرقني، وحديث كل مذهب عن الآخر أمامي بشك في كل تصرفاته وتهميش الكفاءات أياً كان المذهب، أمست تؤلمني خاصةً مع استفادة آخرين من كل ما يحدث بشكل لا يخفى على أحد، ولكننا نجمله بأغانٍ وشعاراتٍ رنانةٍ أصبحنا نضحك عليها أكثر من كوننا حتى نستمع إليها.

أما علاقتي بصحيفة «الوسط» فهي علاقة أكن لها كل التقدير والاحترام، ولا أعتقد أنها ستنتهي، فعلى رغم أني لست كاتبةً متمرسةً، ورغبتي الأساسية في الكتابة جاءت لتوضيح طبيعة تخصّصي الذي يعرف الكثيرون مدى عشقي له ومحاولة تطويره رغم كل العراقيل التي واجهتها ولا زلت أواجهها فيه. كل ما أود قوله هنا، أني امرأةٌ بحرينيةٌ؛ أمٌ لابنة؛ عاملةٌ تسعى لتوفير ما تستطيع لإسعادها، وأمنيتي في الحياة أن تعيش ابنتي في بيئة صالحة غير ملوثة بكراهية الطرف الآخر، واقعاً وليس بشعارات رنانة.

أمنيتي أن لا تسأل زميلة ابنتي التي لم تتجاوز العشر سنوات ما مذهبك. أمنيتي أن لا تتعطل ترقية أحدٍ لمجرد أنه يكتب في صحيفة، وأن لا يرفض مريضٌ طبيباً لأنه من مذهب مختلف. لست سوداوية في الحقيقة، ولكنه الواقع الذي أنقله لكم. قال لي والدي الحبيب عندما عرض عليّ العمل خارج البحرين: إذا هاجرتم أنتم لمن ستبقى؟ وذكرني بأبيات الشعر:

بلادي وإن جارت عليّ عزيزةٌ

وأهلي وإن ضنّوا عليّ كرامُ.

ودائماً ما أرد عليه: «أينما رُزق الإنسان فذلك موطنه»، ولكننا أنا وهو لازلنا نبتسم.

#فاطمة _ السيكولجست : اعذروني لصراحتي...

إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"

العدد 5123 - الخميس 15 سبتمبر 2016م الموافق 13 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 9:58 ص

      بصراحة انتي شجاعة وفي مثل هذه الايام تقولين بأنك تنتمين إلى المذهبين وهذا ينم عن الروح البحرينية الأصيلة والطيبة فأنت وردة بلونين جميلين .

    • زائر 17 | 8:37 ص

      الجميع يتحمل مسئولية ما حدث و يحدث وإن بنسب متفاوتة.
      علينا جميعاً أن نعترف بأخطائنا ونصارح أنفسنا ومن هنا يكون المنطلق.

    • زائر 16 | 7:35 ص

      انا لا اعرف لما يضيق صدر البعض بالاختلاف المذهبي وخاصة ضمن العائله الواحده ، فالاحترام إذا وجد ذابت جميع الفوارق. واسرتي والحمد لله ، مثال ناجح. على التنوع المذهبي.

    • زائر 15 | 7:27 ص

      كفانا الله من شر الطفأنه ونسئل الله العلي القدير ان يحفظ بحريننا وترجع المياه الي مجاريها حيث عشنا على هذا الأرض سنه وشيعة متحابين

    • زائر 14 | 4:39 ص

      جميل جداً المقال و فيه الكثير من النقاط التي يتوجب الوقوف عليها و التامل فيها من اجل ان نرقى بتفكيرنا و تصرفاتنا مع بَعضُنَا البعض... و دمتِ بخير أستاذتنا العزيزة

    • زائر 13 | 4:21 ص

      ارقى و أجمل مقال قرئته لكي اختى . بارك الله لكي و وفقك في حياتك.

    • زائر 11 | 3:33 ص

      جميل بارك الله فيكم

    • زائر 10 | 2:58 ص

      مقال جميل ينّم عن روح وطنية خالصة ، بالتوفيق لكِ دكتورة

    • زائر 8 | 2:34 ص

      كله واحد فاطمه اخذي راحتج

    • زائر 7 | 2:18 ص

      عزيزة وغاليه يا استاذة فاطمة النزر
      لا خلا ولا عدم منش ومن امثالش من الطيبين
      بالفعل كلام والدك الله يحفظه:(اذا هاجرتم انت لمن ستبقى؟!)
      اتمنى تبتعدين عن لغة الحزن الباديه في مقالك الاخير فمقالاتك السابقه يغلب عليها طابع التفاؤل والتحفيز

    • زائر 6 | 2:05 ص

      يااختي. اذا كان طرف عاش دهور مع الطرف الاخر بكل محبه وفجأه احد الطرفين يتم شحن مخه بأن الطرف الاخر يريد القضاء عليك فيصدق وبسرعه. كيف

    • زائر 5 | 1:37 ص

      صباح الخير وتشكرين علي هذا المقال الشجاع ولكن كما قيل ان الطائفية والمذهبية هي سرطان الاوطان ..نرجوا الله ونبتهل اليه ان نعيش في مجتمع يختفى منه التعصب للدين والمذهب والحزب والقبيلة ويختفى منه وكلاء الله فى الارض الذين يحملون صكوك الغفران ..آمين

    • زائر 2 | 11:44 م

      يا اختي الكريمة شكرا على هذا المقال ولكن هنا في البلد اناس لايريدون غير الفتنةوبس

    • زائر 1 | 11:25 م

      نسأل الله ان يصلح الحال وان يعم المودة والصلح بين الجميع وشكرا على هذا المقال الرائع ونرجوا من الله دوام التوفيق اختي

اقرأ ايضاً