العدد 5126 - الأحد 18 سبتمبر 2016م الموافق 16 ذي الحجة 1437هـ

الهدنة مهددة في سورية... وشعبان: الغارات الأميركية كانت «مقصودة»

سوريون يسيرون بجنب الأنقاض بعد غارة جوية - afp
سوريون يسيرون بجنب الأنقاض بعد غارة جوية - afp

اهتزّت أمس الأحد (18 سبتمبر/ أيلول 2016) الهدنة السارية في سورية بفعل ضربات التحالف الدولي الدامية على الجيش السوري في شرق البلاد أمس الأول (السبت) وغارات هي الأولى منذ أسبوع على حلب ما يثير مخاوف من اشتعال هذه الجبهة الرئيسية في النزاع مجدداً.

ويأتي هذا التصعيد فيما تصاعدت حدة اللهجة بين راعيتي الهدنة الولايات المتحدة وروسيا اللتين تتبادلان الاتهامات بعرقلة وقف إطلاق النار.

ودعت موسكو أمس (الأحد) الولايات المتحدة إلى «إجراء تحقيق شامل واتخاذ إجراءات لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل». لكن مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، بثينة شعبان أكدت في حديث إلى وكالة «فرانس برس» أن الغارات الأميركية التي استهدفت مواقع الجيش السوري السبت كانت «مقصودة»، مشدّدة في الوقت ذاته على التزام بلادها بالهدنة السارية في البلاد.


الهدنة مهددة في سورية بعد القصف الأميركي... وغارات على حلب للمرة الأولى منذ أسبوع

بيروت - أ ف ب

اهتزت أمس الأحد (18 سبتمبر/ أيلول 2016) الهدنة السارية في سورية بفعل ضربات التحالف الدولي الدامية على الجيش السوري في شرق البلاد السبت وغارات هي الأولى منذ أسبوع على حلب ما يثير مخاوف من اشتعال هذه الجبهة الرئيسية في النزاع مجدداً.

ويأتي هذا التصعيد فيما تصاعدت حدة اللهجة بين راعيتي الهدنة الولايات المتحدة وروسيا اللتين تتبادلان الاتهامات بعرقلة وقف إطلاق النار.

وارتفع منسوب التوتر السبت بعدما أعلنت موسكو أن طائرات للتحالف الدولي شنت أربع ضربات جوية ضد مواقع للجيش السوري قرب مطار دير الزور، ما أسفر عن «مقتل 62 جندياً سورياً وإصابة مئة».

أما المرصد السوري فأفاد عن مقتل «أكثر من 90 عنصراً من قوات النظام».

ودعت موسكو أمس (الأحد) الولايات المتحدة إلى «اجراء تحقيق شامل واتخاذ إجراءات لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل». واعتبرت أن «ما قام به الطيارون، إذا لم يكونوا كما نأمل ينفذون أوامر واشنطن، يراوح بين الإهمال الإجرامي والدعم المباشر لإرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)».

وكان التحالف الدولي أعلن أن قواته «اعتقدت أنها ضربت موقعاً قتالياً لتنظيم داعش كانت تراقبه لبعض الوقت قبل القصف». وأكد أنه «ما كان ليستهدف عمداً بتاتاً وحدة عسكرية سورية» كما سيبحث في ملابسات الضربة.

لكن مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، بثينة شعبان أكدت في حديث لوكالة «فرانس برس» أن الغارات الأميركية التي استهدفت مواقع الجيش السوري السبت كانت «مقصودة»، مشددة في الوقت ذاته على التزام بلادها بالهدنة السارية في البلاد.

وقالت شعبان في اتصال هاتفي معها من بيروت «نعتقد أن الضربة مقصودة»، موضحة «كل المشاهد العينية والوقائع على الأرض لا تظهر أنه كان هناك خطأ أو مصادفة، إنما كل شيء كان محسوباً وداعش كان على علم به، وحين دخل داعش، توقفت الغارات».

معارك دير الزور

ويخوض الجيش السوري معارك عنيفة قرب مطار دير الزور في شرق البلاد حيث شن هجوماً مكنه من استعادة مواقع خسرها أمام الإرهابيين إثر غارات التحالف الدولي.

وقال مصدر عسكري لـ «فرانس برس» «تحول الجيش السوري من الدفاع إلى الهجوم» في منطقة جبل ثردة المطل على مطار دير الزور العسكري بعدما كان «تراجع نتيجة القصف الأميركي».

وخلال المعارك صباح أمس (الأحد) أسقط الإرهابيون طائرة حربية للجيش السوري، وفق ما أعلن تنظيم «داعش» في بيان.

وأكد الإعلام الرسمي السوري إسقاط طائرة حربية في دير الزور ومقتل قائدها.

أولى الضربات على حلب

ويضاف إلى هذا التوتر، غارات جوية استهدفت أمس الأحياء الشرقية في مدينة حلب السورية للمرة الأولى منذ بدء الهدنة في سورية قبل نحو أسبوع، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبحسب المرصد السوري «استهدفت طائرات حربية أحياء كرم الجبل وكرم البيك والصاخور وحي الشيخ خضر في مدينة حلب بأربعة صواريخ، ما أسفر عن سقوط جرحى». ولم يتمكن المرصد من تحديد ما إذا كانت الطائرات روسية أو سورية.

من جهته، قال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغو كوناشنيكوف إن «الوضع متوتر اليوم في حلب، وعدد عمليات القصف التي قامت بها مجموعات المعارضة ضد المواقع العسكرية الحكومية والأحياء السكنية يزداد».

ويشكل عدم وصول المساعدة الإنسانية بموجب الاتفاق تهديداً آخر للهدنة. ولا تزال شاحنات الأمم المتحدة المحملة بأغذية وأدوية عالقة في منطقة عازلة على الحدود التركية.

أما في جبهات أخرى، وخصوصاً في الغوطة الشرقية لدمشق وريف حمص (وسط) الشمالي وريف اللاذقية (غرب) الشمالي، فقد تجدد القصف الجوي والاشتباكات بين قوات النظام والفصائل المقاتلة والإسلامية.

مصير الهدنة

وتتراشق الولايات المتحدة وروسيا منذ أيام الاتهامات بشأن إعاقة تطبيق الاتفاق حول سورية الذي يستثني تنظيم «داعش» و «جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً قبل إعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)».

وترى روسيا أن الولايات المتحدة لم تف بالتزاماتها، وخصوصاً في ما يتعلق بالتمييز بين الفصائل المعارضة وعناصر «جبهة فتح الشام»، في حين هددت واشنطن بعدم التنسيق عسكرياً مع روسيا في حال عدم إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة.

وأبدت روسيا استعدادها الجمعة لتمديد الهدنة 72 ساعة لكن الولايات المتحدة لم تعلن موقفاً رسمياً من ذلك.

وأكدت مستشارة الرئيس السوري أمس (الأحد): «نحن ملتزمون بالهدنة، والهدنة سارية حتى انتهاء مدتها، ربما يجرى تمديدها ومن الممكن أن يجري التوافق على شيء ما، فالمشهد السياسي متحرك جداً».

وأضافت «أعتقد أن بعض الجهات في الولايات المتحدة لا تريد الاتفاق، جهة تتفق مع الروس، وجهة أخرى ترفض الاتفاق». وتابعت «ما يبدو لنا، وهي ليست معلومات، أن البيت الأبيض يريد الاتفاق في حين يرفضه البنتاغون».

وفي نيويورك، اتهم وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت النظام السوري بأنه المسئول الرئيسي عن انتهاك الهدنة.

العدد 5126 - الأحد 18 سبتمبر 2016م الموافق 16 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً