العدد 5130 - الخميس 22 سبتمبر 2016م الموافق 20 ذي الحجة 1437هـ

جزيرة الفصح في قلب المحيط الهادئ تقاوم غزو النفايات

هانجا روا (تشيلي) - أ ف ب 

تحديث: 12 مايو 2017

تعرف جزيرة الفصح في المحيط الهادئ بانها مقصد سياحي عالمي وخصوصا بسبب تماثيلها الصخرية الغريبة الشهيرة، لكنها تخوض معركة كبيرة لصد غزو النفايات، سواء التي تصدر من سكانها وزوارها، او تلك التي يلقيها الموج على شواطئها.
في يوم الجمعة من كل اسبوع، تنقل شركة الطيران "لان كارغو" ثلاثة اطنان من النفايات من الجزيرة الى تشيلي، وفي يوم الخميس الأول من كل شهر، تنقل الطائرات طنين من البلاستيك، وطنين من الالمنيوم في الخميس الاخير من كل شهر.
وتشكل هذه الاجراءات ضرورة لا بد منها للجزيرة التابعة لتشيلي، اذ ان النفايات التي ينتجها سكانها البالغ عددهم ستة الاف و500 شخص وزوارها الآخذة اعدادهم بالتزايد تشكل عبئا عليها، وخصوصا ان 20 في المئة منها فقط قابل لاعادة التدوير.
ومن جهة اخرى، تتلقى شواطئ الجزيرة كل يوم نفايات مصدرها بقعة النفايات البلاستيكية الهائلة الحجم التي تطفو في مياه المحيط الهادئ.
وليس من السهل على سلطات الجزيرة ان تعثر على حل بيئي قابل للاستمرار اذ ان اقرب يابسة اليها تقع على بعد ثلاثة الاف و700 كيلومتر.

نفايات في الهواء الطلق

تقول فاريوا اكي المسؤولة عن التثقيف البيئي في مدينة رابا نوي (وهو الاسم البولينيزي للجزيرة) ان ما بين 30 و40 في المئة فقط من السكان يفرزون نفاياتهم "ولا يفعلون ذلك كما يجب ايضا".
وتضيف لمراسل وكالة فرانس برس "نحن نعتمد على شركات اعادة تدوير في البر (تشيلي) وينبغي ان تكون البقايا نظيفة وجافة.. نصف النفايات فقط تتوافق مع هذه الشروط".
اما النفايات غير القابلة لاعادة التدوير، فيذهب 80 في المئة منها الى المكبات، لتبقى مكشوفة في الهواء الطلق، من بقايا سيارات الى اطارات مستخدمة واجهزة متهالكة.

سبعة اطنان يومياً

بلغ عدد زوار الجزيرة العام الماضي 95 الفا، وينتج هؤلاء السياح مع السكان المحليين ما مجموعه سبعة اطنان من النفايات يوميا.
وبحلول العام 2025، يتوقع ان تنتج الجزيرة 32 طنا من الورق المقوى، و18 طنا من البلاستيك، و12 طنا من المعلبات وتسعة اطنان من الزجاج.
واضافة الى النفايات المحلية، تقع الجزيرة بين التيارات البحرية التي تجلب اليها النفايات من "جزيرة البلاستيك" العائمة في المحيط.
والى كل هذا وذلك، تضاف النفايات التي تلقيها سفن الصيد اليابانية والصينية والاسبانية التي تقصد هذه المنطقة الغنية باسماك التونة وغيرها. وهي تلقي شباكها في المياه مع انتهاء عمليات الصيد، فترسو هذه الشباك على شواطئ الجزيرة او تنتهي في بطن السمك.
بعض النفايات تجد طريقا غير معامل اعادة التدوير وغير المكبات، فالمهندس الاميركي مايكل رينولدز الملقب "محارب النفايات" يستخدمها في الانشاءات، وقد بنى فيها مدرسة محلية للموسيقى.
واستخدمت النفايات ايضا في بناء معمل لاعادة التدوير، اقيمت جدرانه من علب المأكولات المحفوظة، والعبوات البلاستيكية والورق المقوى، وجعلت ارضيته من الزجاج المسحوق.

حملات تطوعية

ويحاول السكان ان يوحدوا جهودهم لمواجهة هذه المشكلة، مثل بيرو هوك التي تعمل منذ 29 عاما في صد غزو النفايات الآتية من البحر.
وهي تنظم مرتين الى اربعة في السنة حملات تضم عشرات الاشخاص، تمكنت آخرها في مايو/أيار 2016 من جمع الف و800 كيلوغرام من النفايات الراسية على الشاطئ.
لكنها تعرب عن خيبة امل مستمرة قائلة "هذا ليس كافيا"، فهذه الجهود تحتاج لوسائل بدل ان يضطر المتطوعون الى حمل النفايات على ظهورهم، والا يقتصر الامر على جمع النفايات لوضعها في مكب، بل ان تنتهي في اعادة التدوير.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً