العدد 5129 - الأربعاء 21 سبتمبر 2016م الموافق 19 ذي الحجة 1437هـ

رفع العلاقة الصينية البحرينية إلى مستوى أعلى يداً بيد

تشي تجين هونغ

سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مملكة البحرين

(كلمة له في حفل الاستقبال بمناسبة العيد الوطني الصيني في العام 2016)

 

نجتمع تحت سقف واحد اليوم لاحتفال الـ67 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.

ومرت هذه السنة أيضاً خمسة وتسعين عاماً منذ تأسيس الحزب الشيوعي الصيني، ومنذ سبعة وستين عاماً وخاصة بعد تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح، بذل الشعب الصيني جهوداً كبيرة وحقق نجاحاً لا مثيل له في بناء عملية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية تحت القيادة القوية من الحزب الشيوعي الصيني والدعم والرعاية من الأصدقاء في العالم.

وقد أصبحت الصين ثاني أكبر اقتصادية في العالم، وأكبر دولة من حيث حجم التجارة، وثالث أكبر دولة تستثمر في الخارج. واقترب إجمالي الناتج المحلي الصيني في السنة الماضية من 11 تريليون دولار، وبلغ الناتج المحلي الإجمالي للفرد 8000 دولار.

ولكن كثرة السكان، ضعف الأساس، عدم التوازن في التنمية الاقتصادية، وضعف البيئة الفيزيائية يؤدي إلى أنه لم تتغير الأوضاع الأساسية في الصين، ألا وهي: مازالت تبقى الصين وستبقى الاشتراكية في مرحلتها الإبدائية بشكل طويل، ولم يتغير التناقض الرئيسي الاجتماعي في الصين، ألا وهو: التناقض بين المتطلبات المادية والثقافية المتزايدة من قبل الشعب وقدرة الإنتاج الاجتماعية المتخلفة، ولم يتغير الوضع الدولي للصين، ألا وهو: الصين مازالت أكبر دولة نامية في العالم. لذلك، تعتبر التنمية الأولوية للحزب الشيوعي الصيني في إدارة الصين، وتعتبر التنمية المفتاح لمعالجة كل المشكلات في الصين.

وفي الحاضر، يطبق الشعب الصيني خمسة مفاهيم للتنمية الكبرى، ألا وهي: التنمية الإبداعية، التنمية المتناسقة، والتنمية الخضراء، والتنمية المنفتحة، والتنمية القابلة للتمتع المشترك بثمارها، ويدفع التخطيطات الاستراتيجية المتمثلة في الشمولات الأربعة: إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، تعميق الإصلاح على نحو شامل، ودفع حكم الدولة وفقاً للقانون على نحو شامل، وإدارة الحزب بصرامة على نحو شامل. ويبذل الشعب الصيني جهوداً كبيرة لتحقيق أهداف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية (أي إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل عند الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني في العام 2021، وإنجاز بناء الصين دولة اشتراكية حديثة غنية قوية ديمقراطية متحضرة ومتناغمة عند الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الصين الجديدة في العام 2049)، ويكافح الشعب الصيني لتحقيق الحلم الصيني المتمثل في تحقيق النهضة الوطنية الصينية العظيمة.

في قمة هانغتشو لمجموعة العشرين التي اختتمت قبل أيام بنجاح، توصل الزعماء من عشرين دولة اقتصادية رئيسية والمسئولون من الدول النامية والمنظمات الدولية توصل إلى «الآراء المشتركة لهانغتشو» التي تتمثل في سلسلة من الإجراءات والسياسات لدعم التنمية القوية والمستمرة والمتوازنة والشاملة لاقتصاد العالم. وتعتبر الصين عضواً مهماً ومسئولاً في العائلة الدولية، وظلت وستظل الصين تسعى إلى تقديم أكبر مساهمة جديدة للبشرية بشكل مستمر، وترى الصين تعزيز السلام العالمي والتنمية كمسئوليتها المقدسة.

لأنه يفهم الشعب الصيني فهماً عميقاً أن تنمية الصين استفاد منها المجتمع الدولي. وترغب الصين في المساهمة في التنمية العالمية عن طريق التنمية بأنفسها، وترغب الصين في توسيع المصالح المشتركة مع كل الدول، وتدفع بناء علاقة دولية جديدة محورها التعاون والتنمية المشتركة، وتدفع بناء كيان ذي مصير مشترك للبشرية وكيان ذي مصالح مشتركة.

رجعت علاقة التعاون الودية بين الصين والبحرين إلى زمن قديم، وقد أصبح البلدان الشريكين الحميمين اللذين يتمتعان بالثقة المتبادلة، والشريكين التنمويين اللذين يتمتعان بالنجاح المشترك، والمنفعة المتبادلة، والشريكين الحضارين اللذين يتمتعان بالتعلم المتبادل منذ تأسيس العلاقة الدبلوماسية بين البلدين، وكل هذا تحت التوجيهات من قيادتي البلدين، والجهود المشتركة من الشعبين.

وفي الوقت الراهن، تمر منطقة الخليج بالتغيرات المتعقدة والعميقة، وقام فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ في بداية السنة الجارية بزيارة ناجحة وتاريخية لمنطقة الخليج والشرق الأوسط. وأصدرت الحكومة الصينية أول وثيقة لسياسة الصين تجاه الدول العربية، وشرحت فيها مفهوم التنمية للتعاون الصيني العربي بصورة منهجية، وأكدت مجدداً دعمها الثابت للدول العربية للدفاع عن السيادة الوطنية وسلامة الأراضي والحفاظ على المصالح الوطنية ومعارضة التدخل والاعتداء الخارجيين، وأعلنت سلسلة من المبادرات المهمة للتعاون الثنائي، وخططت المشروع العظيم للتعاون ذي المنفعة المتبادلة بين الصين والدول العربية. وأنا على ثقة يقينية في هذه الخلفية بأن التعاون الصيني البحريني في كل المجالات سيحصل على الفرص التاريخية تماشياً ومزج وتطبيق كل من مبادرة «حزام واحد وطريق واحد (الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري في القرن الحادي والعشرين)» من الصين والرؤية الاقتصادية 2030 من البحرين، وأنا بثقة يقينية بآفاق التطوير.

إقرأ أيضا لـ "تشي تجين هونغ"

العدد 5129 - الأربعاء 21 سبتمبر 2016م الموافق 19 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً