العدد 5130 - الخميس 22 سبتمبر 2016م الموافق 20 ذي الحجة 1437هـ

«جمعية التاريخ» تطلق موسمها... وأمين لـ «الوسط»: تلقينا موافقة «هيئة الثقافة» بالمشاركة معنا

29 محاضرة وبحثاً وورشةً وزيارةً ميدانيةً على مدى 8 أشهر

صويلح: لم يتبق لنا على هذه الأرض كي نتشبث بها ونهتم بها إلا تاريخنا القديم
صويلح: لم يتبق لنا على هذه الأرض كي نتشبث بها ونهتم بها إلا تاريخنا القديم

أطلقت جمعية تاريخ وآثار البحرين، أمس الأول الأربعاء (21 سبتمبر/ أيلول 2016)، موسمها الثقافي الـ (63)، متضمناً حزمة فعاليات، تشتمل على 29 محاضرة، وعدد من الأوراق البحثية وورش العمل والزيارات الميدانية.

من جانبه، قال رئيس الجمعية عيسى أمين، لـ«الوسط»، إن الموسم الذي يمتد من (أكتوبر/ تشرين الاول 2016) حتى (مايو/ أيار 2017)، تحصَّل على موافقة هيئة البحرين للثقافة والآثار، بالمشاركة الرسمية في ملتقياته الحوارية، إلى جانب التنسيق والتعاون من خلال الموضوعات المطروحة في برنامج الموسم والمشاريع الميدانية المطروحة، مضيفاً «نأمل أن يكون ذلك بداية علاقة جيدة ومتميزة بين الجانبين، بما يعود بالنفع على البلد بشكل عام».

وفيما يتعلق بالموسم وما يمثله للجمعية، قال: «الموسم هو تكملة لمسيرة الجمعية وجهودها في التوعية بأهمية تاريخ وآثار البحرين بصفة خاصة، وارتباط هذا التاريخ بمنطقة مجلس التعاون الخليجي، إضافة الى علاقتها بالحضارات القديمة في مختلف مناطق العالم».

وأضاف «نحاول من خلال الموسم، تشجيع البحث، والتركيز على أهمية الحفاظ على المعالم التاريخية والأثرية في مملكة البحرين؛ لأن هذه المعالم تشكل جذور أهل البحرين التي إن اندثرت اختفت جذورهم ومعالمهم واختفت معها معالم التراث البحريني كافة، بل والشخصية البحرينية بجذورها التاريخية وآثارها التي يمكن تستقرأ وتستنطق ويكتب من خلالها التاريخ».

الى جانب ذلك، أشار أمين إلى «تناول فعاليات الموسم للإهمال الذي نراه تجاه الآثار والتاريخ بصورة عامة، وعدم التركيز في المناهج التعليمية على ذلك، ما يعني أننا سنكون أمام جيل قادم عالمي في فكره، واسع في نظرته، إنما لا يرتبط تاريخيّاً أو أثريّاً بالمنشأ والموطن، لذلك حرصنا في بداية مشروعنا لهذا العام على التركيز على الهوية والمواطنة».

وردّاً على سؤال بشأن حصيلة السنوات الـ 63 للجمعية التي تأسست العام 1953، أجاب أمين «الحصيلة هو ما نراه اليوم في إطلاق الموسم الثقافي، فإذا استذكرنا السبعينات سنجد أن عددنا وقتها لم يتجاوز أصابع اليد فيما الغالبية هم من المقيمين في البحرين والمتحدثين باللغة الانجليزية، ومنذ العام 1972 حتى اليوم استطعنا تكوين مجموعة مثقفة مهتمة بالتاريخ والآثار من جميع مستويات التعليم في البحرين، من مختلف المهن والتخصصات».

وبعد أن اعتبر أمين ذلك «إنجازاً مهمّاً»، قال: «خلقنا وعيا لدى قطاع واسع من المواطنين بأهمية تاريخ وآثار البحرين وأهمية الحفاظ على هذا التاريخ وإثرائه بالأبحاث الجديدة دائماً، بل إننا ربطنا هذا المواطن البحريني بالمواطن الآخر المقيم في دول مجلس التعاون من خلال ممثلين عنه في مجال التاريخ والآثار ممن يحاضرون هنا».

كما نوه إلى استمرارية الجمعية، مشيراً إلى تطوعية عملها واعتمادها في مسيرتها على أعضائها المساهمين والمشاركين.

وأضاف «هذا الارتباط خلق وعياً لدى هذه المؤسسات بأهمية المحافظة على هذه الجمعية المعنية بالحفاظ على تاريخ وآثار البحرين».

وتعليقاً على السؤال بشأن التعويل على الجمعية بدرجة أكبر من كل ما تحقق، قال أمين: «يعول علينا الكثير لكننا أمام جهد شخصي، ويمكن أن ترى المزيد من الثمار والانجازات إذا طعمنا الجمعية بشخصيات تمنحها جزءاً من وقتهم، فالعمل التطوعي لا يمكن فرضه على الانسان، ولعل هذا سبب ذلك العدد المحدود من المجتهدين في تقديم أنشطة الجمعية، فيما المستفيدون غالبية»، مضيفاً «بودنا حقيقة التوسع في عملنا، وقد حاولنا مسبقاً حيث انتقلنا إلى المدارس والأندية والجامعات، واليوم نعيد طباعة مجلة «دلمون» التي توثق كل المحاضرات والندوات التي تقيمها الجمعية، كما ان لدينا موقعاً مقروءاً على صفحتنا الالكترونية ولنا اتصالات عالمية بجمعيات مماثلة لنا، وكل ذلك بحسب الامكانيات المتوافرة لدينا كأفراد متطوعين. نأمل أن يكون لنا دور وصوت أكبر، لكن للأسف لا نمنح المجال لذلك».

وتابع «في يوم من الأيام كنا الواجهة الرئيسية لكل ما يتعلق بتاريخ وآثار البحرين، فمنذ تأسيس الجمعية في الخمسينات لم يكن هنالك لا وزارة إعلام ولا وزارة ثقافة، ولا إدارة متاحف، فكانت الجمعية هي الملتقى الوحيد لكل مهتم بتاريخ وآثار البحرين إلى ان أخذت المؤسسة الرسمية حيزاً كبيراً من هذا النشاط وبالتالي انحصر نشاطنا في الباحثين والكتاب والمؤرخين والمهتمين بالشأن التاريخي والأثري في البحرين».

وفي حديث لم يخلُ من شكوى، قال امين: «ليس لنا أي دور في خطة وطنية كبيرة، والتي نتمنى وجودها، وليس لنا دور في خطة لوضع أرشيف تاريخي لمملكة البحرين، والذي هو أيضاً غير موجود، كذلك لا نجد من يستمع للاقتراحات المقدمة من قبل الجمعية، وللمناظرات التي تدور فيها، وهو امر محزن».

على رغم ذلك، بدا أمين متفائلاً وهو يردد: «نحن نحاول، والشيء الجيد اننا لا نيأس، بل نواصل العمل، وما نتمناه هو أن يكون هنالك دور للصحافة المقروءة، في هذه المساهمات لتنتشر على نطاق أوسع، ونحن جاهزون للتعاون».

وبشأن العلاقة مع هيئة البحرين للثقافة والآثار، قال أمين: «نحن نعمل تحت مظلة الهيئة، وفي هذه السنة وللمرة الأولى تلقينا رسالة منها بخصوص التنسيق والتعاون»، مضيفاً «العلاقة المشتركة موجودة نظراً إلى أن الجمعية تابعة أصلاً للهيئة، إنما السنة بعد أن قدمنا برنامجنا تلقينا جواباً نوعاً ما إيجابيّاً من فتح باب اللقاء والتعاون ونأمل خير».

من جانبه، قال رئيس لجنة الآثار والدراسات والبحوث الاثرية بجمعية تاريخ وآثار البحرين، عبدالعزيز صويلح لدى إطلاق الموسم، «حرصنا على أن يكون برنامج الموسم حاوياً للكثير من الأنشطة، والباب مفتوح لمن يرغب في المشاركة فيها»، مضيفاً «نحن في الجمعية حريصون على دعم كل المهتمين بتاريخ البحرين، حيث لم يتبقَّ لنا على هذه الأرض كي نتشبث بها ونهتم بها الا تاريخنا القديم».

وتابع «في الوقت الحاضر للأسف الشديد، هنالك أياد عابثة تحاول ان تعبث بهذا الوطن ونحن نحاول أن نبصِّر الجميع بعطاء البلد واسهاماته».

واستعراضاً لفعاليات الموسم، أوضح صويلح «برنامجنا لهذا العام يشتمل على 29 محاضرة، وأوراق عمل بحثية مدروسة يشارك فيها 4 متحدثين من خارج البحرين، إلى جانب ملتقى الاحد الذي سيقدم 8 محاور، وفتح مكتبة الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة لروادها»، معبراً عن أمانيه بمشاركة مسئولي هيئة البحرين للثقافة والآثار في حوارات الملتقى، وقال: «غالبية الحوارات ملقاة على عاتق المسئولين، الاجابة عليها، وبالفعل نحن أرسلنا مخاطبة مكتوبة من رئيس الجمعية الى الهيئة، طلبنا فيها المشاركة في هذه الأنشطة عموما، وتلقينا خطاب الموافقة، والى الوقت الحاضر ننتظر «رحمات رب العالمين تنزل علينا»، وموافقة الجهات المسئولة للمشاركة في هذا اللقاء، لكي نستطيع وضع النقاط على الحروف، ولكي لا يكون حديثنا حديثاً وكما يقال «تأذن في خرابة».

أمين: نستهدف تشجيع البحث والتركيز على أهمية الحفاظ على المعالم التاريخية والأثرية في البحرين - تصوير أحمد آل حيدر
أمين: نستهدف تشجيع البحث والتركيز على أهمية الحفاظ على المعالم التاريخية والأثرية في البحرين - تصوير أحمد آل حيدر

العدد 5130 - الخميس 22 سبتمبر 2016م الموافق 20 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً