العدد 5132 - السبت 24 سبتمبر 2016م الموافق 22 ذي الحجة 1437هـ

إنهاء «داعش» من خلال التوحد على القواسم المشتركة

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

كما ذكرت وسائل الإعلام، فأن الايزيديين حققوا انتصاراً «دولياً» على تنظيم «داعش» وذلك بتعيين نادية مراد سفيرة للنوايا الحسنة في 17 سبتمبر / أيلول 2016 ، وذلك بعد أن أسرها تنظيم «داعش» وعاملتها كـ «عبدة» قبل سنتين. نادية البالغة من العمر 23 عاماً هي فتاة عراقية يزيدية احتجزها التنظيم قرب بلدة سنجار في اغسطس / آب 2014 واقتادها أفراد التنظيم الى الموصل قبل ان تتمكن من الهرب من قبضة التنظيم الارهابي.

ويمثل تعيين نادية مراد الأيزيدية سفيرة للنوايا الحسنة صفعة للإرهاب، وولذلك فقد أقامت الأمم المتحدة مراسم تاريخية بحضور دولي واسع، واحتشد آلاف الرجال والنساء الايزيديين في مزاراتهم الأثيرة بقضاء سنجار بالعراق، في تحدي للإرهاب الذي عاملهم بوحشية وأعادهم إلى عصور تجارة العبيد والجواري.

وقد ذكر مكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة أن تعيين نادية مراد - المرشحة لنيل جائزة نوبل للسلام - هو الاول من نوعه حيث تنال ضحية من ضحايا الجرائم هذا التكريم. ومنذ افلاتها من الأسر تباشر نادية مراد نشاطا ملحوظا لتسليط الضوء على ضحايا الاتجار بالبشر وخصوصا اللاجئين والنساء والفتيات.

حكاية الفتاة العراقية الأيزيدية نادية مراد القادمة من عذابات جحيم تنظيم داعش الإرهابي ليست كباقي الحكايات. نادية لم تكن تروي قصتها الشخصية فقط، وإنما تكلمت بصوت عالٍ ومسموع عن لسان كل النساء والأطفال الذين تضرروا في مناطق الحرب.

نادية غالبت دموعها أكثر من مرة وهي تروي في لندن قصة اختطافها واغتصابها بشكل وحشي ومتكرر من قبل المتشددين في الموصل. وكيف قتل مسلحو داعش إخوتها الستة ووالدتها أمام عينيها، ثم اقتادوها من سنجار إلى الموصل التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي.

ثلاثة أشهر مرت مثل السنوات الطوال على نادية، لكنها كانت مصممة على الهرب، وهو ما تحقق في النهاية. لكن هذه الفتاة وجهت في آخر شهادتها، نداءً إلى العالم ليتحد من أجل «إنهاء داعش نهاية أبدية».

وحكاية نادية لا تقتصر على الألم الإنساني فقط، وإنما تطرح كيف يتحول الاختلاف إلى كراهية وتكفير للآخر تصل إلى مستوى العداء والتنافر، الذي قد يؤدي إلى الفرقة والاغتصاب والقتل.

لقد استغلت التنظيمات الإرهابية الدين وحولت القتال على أساس الهوية، وبعد ذلك عمدوا إلى المبالغة في استعراض مظاهر التوحش باسم الدين وباستغلال وسائل التواصل الاجتماعي. الخروج المتوحش إلى العلن والاهتمام بالعلامات التي تميّز الجماعة عن غيرها، واستخدامها كأدوات قاتلة لإلغاء الفئات الأخرى المختلفة من منطلق مفاهيم الفكر الجهادي السلفي المتطرف.

حكاية نادية سلطت الضوء على أننا نعيش في زمن الهويات القاتلة، إذ يلغي حضور الجماعة الكلّي الفردية والاستقلالية، وتصبح الهوية سبباً لاختزاله في هوية واحدة للاستهداف، سواء انتمى لها الفرد أم لا.

لقد غردت نادية مراد: «داعش تنظيم واحد، ونحن إنسانية موحدة، حين نتوحد نكون أقوياء ويكون تنظيم داعش ضعيفاً». إن ذلك ليس بالأمر المستعصي... فالخروج من هذه الدوامة يحتاج إلى التوحد حول القواسم المشتركة بين البشر. إن عبثية عملية الإبادة فشلت على مدار التاريخ وفي نهاية الأمر تنتصر الإنسانية وتندحر الكراهية والجماعات التي تنتهج إقصاء الآخر.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 5132 - السبت 24 سبتمبر 2016م الموافق 22 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 11:08 م

      مقال رائع و لدي سؤال.
      هيلاري كلينتون اعلنت رسميا بأنهم من أسسوا الدواعشش و من قبلهم تنظيييم الفاعدة الارهابيي.
      انظروا اليهم كيف يأسسون تنظييمات و يعطونها الصفة الاسلاميية و ذلك لهدم الاسلام باسم الاسلام.
      و ترامبب يصرح علنا بأنه يريد تفكييك احدى الدول المحسوبة عليهم اصلا و طيعا سوف يتم احلال الدواعشش محلهم.
      و سجلوا هذه النقطة و سترونها صحيحة مستقبلا.

    • زائر 8 | 4:46 ص

      نظروا إلى هذه السفن وحاملات الطائرات والغواصات النووية وهي تجتمع أمام الساحل السوري.
      هذه القوة يمكنها تدمير خمسة كواكب من حجم الارض.
      ومن يظن أنها تجمعت من أجل قتال داعش فعليه مراجعة أقرب مشفى للامراض العقلية.
      القضاء على داعش لايحتاج إلا إلى إتصال هاتفي من أوباما الى أردوغان وبعد ربع ساعة يبدأ العد العكسي لفناء داعش، وبعد أسبوع يقرأ الجيش السوري علي قبرها الفاتحة.
      ومن كان يظن أن هذه القوات تجمعت من أجل تقرير مصير الرئيس بشار الاسد فعليه الخضوع لدورة تثقيف سياسي لفم ألف باء السياسة.
      منقول

    • زائر 7 | 4:35 ص

      لا فرق بين داعش و حالش فكلاهما ارهابي قذر

    • زائر 5 | 1:27 ص

      500 مليار استلمتها امريكا لمحاربة داعش وفي النهاية من حارب داعش وطردها من الاراضي العراقية هم الحشد الشعبي فأين ذهبت مليارات الدول الخليجية المتبرّع بها سؤال مطروح

    • زائر 4 | 12:09 ص

      2 - المال الفاسد

      العالم كله يعرف حق المعرفه من أي دولة ومن أي مجتمع لكن شراء الذمم والمال الذي يدفع فهو كفيل بأن يخرس الكل ولا يتفوه ضد هذه الدوله ! وخير مثال الوعيد والتهديد الذي نالته الأمم المتحدة وسحبت كلامها بعد الإنذار لها بوقف المساعدات الماليه.

    • زائر 3 | 11:55 م

      التوحد على القواسم المشتركه ؟؟!!! سؤال لذوي العقول , هل هناك قواسم مشتركه بين القاتل والضحيه , بين مشرع الإرهاب وبين المستضعفين والضحايا ؟؟؟؟

    • زائر 2 | 11:45 م

      اغرب ما قيل في الدواعش : أنهم من رحم الخوارج ...!!! ولو تمعنا في الموضوع وسألنا أنفسنا من أي دوله هم ؟ ومن أي مجتمع ؟ ومن غذاهم بهذه الأفكار ؟؟؟ لبطل العجب .

    • زائر 1 | 11:11 م

      انا من اشوف داعش ارتجف واقول اكيد راح يعملون مجزاررررررة

اقرأ ايضاً