العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ

علماء مناخ كبار يشككون في إمكانية حصر الاحترار بمعدل 1.5 درجة

أكسفورد (المملكة المتحدة) - أ ف ب 

تحديث: 12 مايو 2017

حذر علماء مناخ كبار في أكسفورد من صعوبة تحقيق الهدف الذي وضعته الأمم المتحدة خلال مؤتمرها المناخي في ديسمبر/كانون الأول في باريس والقاضي بحصر الاحترار بـ 1.5 درجة مئوية.
فبموجب اتفاق باريس المبرم تحت رعاية الأمم المتحدة، تعهدت الدول حصر ارتفاع الحرارة "بأقل من درجتين مئويتين" بالمقارنة مع المستوى الذي كان سائدا قبل الثورة الصناعية، لا بل بـ 1.5 درجة مئوية.
غير أن عالمة المناخ الفرنسية فاليري ماسون- دلموت أكدت "ليس لدينا في هذه المرحلة سوى فرضيات قليلة تضعنا في اتجاه انخفاض بمعدل 1.5 درجة، وهي حالات خاصة".
وتقدم النماذج المناخية المتعددة مئات الفرضيات لتخفيض انبعثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة، بسرعة كافية. وهذه الغازات مسؤولة عن الوتيرة غير المسبوقة للاحترار المناخي في العالم.
لكن قليلة جدا هي الفرضيات التي تسمح بحصر الارتفاع بـ 1.5 درجة.
وأشار جيم هال مدير المعهد المعني بالتغير المناخي في أكسفورد الذي استضاف مؤتمرا حول هذا الموضوع "فاجأ قرار اعتماد هدف 1,5 درجة مئوية الأوساط العلمية".

نصر سياسي

وضع مؤتمر كوبنهاغن المناخي في العام 2009 حصر الاحترار بدرجتين مئويتين هدفا له. لكن في نهاية العام 2015 وفي ظل الكوارث المناخية المتزايدة، قرر قادة العالم تحديد هدف اكثر طموحا بعد هو 1,5 درجة مئوية، حتى ولو كان هذا المعدل كافيا للتسبب بكوارث في عدة مناطق.
وأيدت الجزر الصغيرة المهددة كثيرا بتداعيات التغير المناخي هذا الاتجاه، في حين قبلت بلدان أخرى، بما فيها الدول الناشئة مثل الهند، بهذا القرار مرغمة مع الإعراب عن خشيتها من تأثيره على ازدهارها الاقتصادي.
وفي نهاية المطاف، اعتبر هذا القرار نصراً سياسياً لا سيما للبلدان الأكثر عرضة للتغير المناخي.
لكن إذا استمر الحال على هذا المنوال، يتجه العالم نحو احترار بمعدل ثلاث درجات على الأقل بحلول نهاية القرن، ما قد ينذر بكوارث كبيرة وحالات انقراض لأنواع عدة، بحسب العلماء.
وقد اجتمع علماء هم من أبرز المتخصصين في شؤون المناخ في أكسفورد للتطرق إلى هذه الفرضية الجديدة قبل صدور تقرير حولها في منتصف العام 2018 من إعداد الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
ولفت هال "النبأ السيء (لهدف الـ 1.5 درجة مئوية) هو أننا قطعنا أصلا ثلثي الطريق"، مذكرا بأن الحرارة قد ارتفعت أصلا بدرجة واحدة بالمقارنة مع المستوى السائد ما قبل الثورة الصناعية.
ويعد هدف الدرجتين مئويتين خطوة طموحة، على الصعيدين التقني والسياسي على حد سواء. ومن شبه المستحيل، في نظر علماء كثيرين، الحفاظ على عتبة 1.5 درجة مئوية، أقله من دون تخطيها لفترة محددة من الزمن.

ميل إلى حلول أسهل

وحذر مدير الأبحاث ريتشارد بيتس حول التداعيات المناخية في هيئة الأرصاد الجوية البريطانية من إمكانية تخطي هذه العتبة "في خلال العقد المقبل".
كما أن بعض العلماء لا يؤيديون بتاتا اختيار هذا الهدف.
ولفت المدير المساعد في مكتب "تيندل" للأبحاث المناخية  كيفن أندرسن، إلى أن هذه العتبة "قد تجعلنا نميل إلى حلول سهلة ... بدلا من العمل على تخفيض انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة" من خلال تعديل النماذج الاقتصادية ومصادر الطاقة.
وبالرغم من انتشار مصادر الطاقة المتجددة، لا تزال الانبعاثات الناجمة خصوصا عن استخدام مصادر الطاقة الأحفورية تتزايد، ما يهدد حتى مساعي حصر الاحترار بدرجتين مئويتين.
ولا بد من إجراء تعديلات أساسية لتحسين الوضع، على ما قال نيبويسا ناكيسينوفيتش من المعهد الدولي للأنظمة التحليلية التطبيقية .
ولا يقتصر الأمر على "تعديلات تقنية، إذ أنه من الضروري اعتماد قيم ومعايير جديدة من أجل النجاح".
مه-سهو/م ن/غ ر





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً