العدد 5133 - الأحد 25 سبتمبر 2016م الموافق 23 ذي الحجة 1437هـ

تقويم المسيرة الوطنيّة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

إنّ طموحنا كمجتمع عصري أن نعيش في إطار يتّسق مع قيم العصر، وهي ذاتها القيم التي يذكرها الدستور، وتتّسق مع المعايير المعتمدة في القانون الدولي. ومثل هذا الطموح المشروع ليس جديداً، وهو ركن أساسي في الإصلاحات التي طرحت في العام 2001، عند التصويت على ميثاق العمل الوطني.

في زحمة ما يمرُّ بنا من أحداث، نلاحظ انقلاب الموازين في بعض الجوانب، بحيث أنّ الكثير من ما يحصل أمامنا حاليّاً لم يكن بالإمكان حدوثه من قبل.

وهذا لا ينحصر في قضية معيّنة فقط، وإنما هناك أساليب وممارسات لا تتّسق مع الإنصاف أو حقوق الإنسان، ومع ذلك يتم استخدام كل ما يتوافر من وسائل من أجل تطبيع الموازين المقلوبة، بحيث تصبح هي أساس التعامل في الحياة العامة.

التبريرات التي تُطرح لا تصمد أمام التمحيص؛ فمثلاً هناك من يقول بأنّ الطرف الذي يدّعي أنّ حقوقه مهضومة كان سيهضم حقوق الآخرين فيما لو كانت الظروف مختلفة، وبالتالي فإنه يستأهل كل ما يصيبه. وهناك من قد يطرح مقارنة، ويقول بأنّ ما يطال هذا الطرف أو ذاك من إيذاء، أقل بكثير مما يطال آخرين في مكان آخر... وعليه، فإنّ الحديث عن قواعد ودستور ليس له محل من الإعراب.

غير أنّ الإطار المستخدَم لتبرير هذا النمط من التعامل يخضع لأمور نسبيّة، أو مقارنات ليست لها ثوابت إنسانية محددة. كما أنّ جوهر المشكلة يقع في تصنيف الوقائع على أساس «نحن» و«أنتم»، وهذا التصنيف يفتح الباب لشتّى أنواع التبريرات والتفسيرات التي قد لا تجد حرجاً في تجاوز الكثير من الضوابط والمعايير الدستورية.

إننا بحاجة إلى العقلاء والمعتدلين من كل جانب لفتح القنوات والمصارحة حول المعايير الأساسية لتقويم المسيرة الوطنيّة، بحيث تنفتح العلاقات نحو تعزيز التماسك الاجتماعي على أساس المواطنة والإنصاف. إنّ تثبيت إطار إنساني-وطني يحكم العلاقات ويفتحها من كل جانب، سيساعدنا جميعاً للصعود بالأداء الوطني إلى مستوى التحديات التي تواجهنا.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 5133 - الأحد 25 سبتمبر 2016م الموافق 23 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 3:58 ص

      المسيرة الوطنية تعزز تلقاءين مع المشاركة في العمل السياسي هذا كفيل لتعزيز الثقة بين الشعب

    • زائر 6 | 2:19 ص

      شايفين قنوات المصارحة في المعتقلات والسجون

    • زائر 5 | 1:59 ص

      مع الاسف لايوجد عقلاء ولا معتدلين في الطرف الآخر ( أعني في الضفة الاخري من الخليج ) وافهم يافهيم

    • زائر 4 | 1:58 ص

      دكتورنا العزيز مقالك بالامس واليوم هما نوعا من الصراحة الرزينة الصادقة اللتي نحتاجها جميعا في هذا المنعطف التاريخي لتصحيح مسيرتنا بعيدا عن النفاق والأنانية والحقد الذي لا يؤدي الا الى المزيد من الجراح والآلام.
      جمعه الاسود

    • زائر 3 | 1:56 ص

      بدلاً من تقويم المسيرة الوطنية كما ورد في العنوان
      عليكم أولاً بتقييم الذات
      ثمَّ تقويم الذات
      وبعد ذلك تقويم المسيرة الوطنية وهذه سوف تكون تحصيل حاصل

    • زائر 2 | 1:48 ص

      لم يكن الالتزام بحقوق الانسان حقيقيا إذ ان مواد الدستور نفسها اصبح الالتزام بها محل اخذ وردّ وتجاوز في كثير من الاحيان بل ان بعض القوانين التي تمّ تشريعها خلال الاربع سنوات الفائتة كلها قوانين ضد الدستور وحقوق الانسان والشرعة والقوانين الدولة عدى انها خلاف التشريعات السماوية وخلاف الدين الاسلامي دين الرحمة والعدالة والمساواة التي فقدت في البحرين تماما

    • زائر 1 | 12:55 ص

      قبل انتخابات 2014 تم تجميع من أطلق عليهم "النخبة" ليوقعوا على جملة إصلاحلات!
      أينهم اليوم؟ أليس من صفة النخبة أن تتحرك بذاتها من أجل الحوار وتهيئة الأجواء للإصلاح أم ينتظرون "تجميعهم" مرة أخرى؟!

اقرأ ايضاً