العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ

الشأن المغاربيّ... الأسبوع المغربي البحريني للصناعة التقليديّة

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

بين «فاس» و «المنامة» قصة عشق للصناعة التقليدية، قصّة حِرَفٍ شعبيّة لاتزال تدقّ أصوات آلاتها في مشرق البلاد العربية حتّى يرجع صداها في مغربها، قصّة ثقافة تؤكد الانتماء والتواصل: الانتماء لأن هذه الصناعات التقليدية عنوان للتراث والهوية، والتواصل باعتبار أن هذه الخبرات انتقلت، ولاتزال، بين مختلف الأجيال.

ونظراً لِما للحرف التقليدية من دور كبير في المحافظة على التراث وتأصيل الهويّة، وبتوجيهات سامية لملك مملكة البحرين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بتوطيد العلاقات السياحية بين مملكة البحرين والمملكة المغربية الشقيقة، انطلق بالأمس معرض «الأسبوع المغربي البحريني للصناعة التقليدية» تحت رعاية وزير الصناعة والتجارة والسياحة زايد الزياني ليتواصل إلى يوم 1 أكتوبر/ تشرين الأول 2016 على أرض مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات.

ويكتنز التراث في المغرب، كما الحال في البحرين، بالحرف التقليدية. ولا تعتبر مدينة فاس عاصمة الصناعة التقليدية بالمغرب فحسب، وإنما هي واحدة من العواصم العالمية للصناعات التقليدية بل إنّها، بما تتوفّر عليه من صناعات تقليدية ضاربة في القدم، تعتبرُ كنزاً ثقافياً وإنسانيّاً يساهم بدور كبير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمدينة، ناهيك عن أنّ عدد العاملين في قطاع الصناعة التقليدية في المغرب يبلغ نحو 2.5 مليون عامل في الوسطين الحضري والقروي، كما يلعب هذا القطاع دوراً كبيراً في تنشيط الحياة السياحية نظراً لما صارت تمثله السياحة الثقافية المرتبطة بالمنتوجات الحرفية والفنية من منافسة جديّة لسياحة المنتوجات الطبيعية (شواطئ، بحار وجبال...).

وتنقسم الصناعات التقليدية في فاس إلى نوعين: الصناعة التقليدية الخدماتية والصناعة التقليدية الفنية التي برهنت خلال القرون الماضية على قوتها؛ فعلى رغم منافسة الصناعات الحديثة حافظت هذه الصناعات التقليدية الفنية على أصالة منتوجها وتقنياتها، ومن هذه الصناعات صناعة موزاييك السيراميك أو الفسيفساء، صناعة المنتوجات الخزفية، حصير بني سادن، صناعة البلغة الرجالية والنسائية، صناعة الخنجر، تطعيم الخشب... إلخ.

وقد انتشرت في فاس أسواق حرفية مخصصة لصناعة وتسويق هذه المنتوجات الصناعية التقليدية مثل سوق السباط، وهو سوق مخصص للبلغة والحذاء التقليدي، وسوق الحايك المخصصة لمنتوجات النسيج، وكذلك سوق التاليس وقد خُصّصَ للمنتوجات الجلدية، وأخيراً وليس آخراً سوق لغزل لخيوط النسيج... إلخ.

ولم يمنعها طابعها العلمي والديني من أن تحتضن هذه الصناعات والأسواق، بل نشأت حول جامع القرويين أحياء حرفيّة يتجمّع فيها الحرفيّون المتخصّصون في المهنة نفسها. ولعلّ قربهم من جامع القرويّين يؤكد حرصهم على التوفيق بين الأغراض الدينية والدنيوية من ذلك حي النجارين، حي السراجين، حي الحدادين، حي الصباغين... إلخ.

بهذا المخزون الحرفي التقليدي ستكون المغرب عموماً وفاس تحديداً، المصنّفة من طرف منظمة «اليونسكو» كتراث إنساني عالمي منذ 1980، حاضرة في قلب المنامة في معرض الأسبوع المغربي البحريني للصناعة التقليدية ممثلة بما يناهز 50 مشاركاً يمثلون 20 حرفة مغربية. وسيكون المعرض المشترك المقام على مساحة ثلاثة آلاف متر مربع فرصة إضافية لإبراز وترويج الحرف التقليدية المغربية والبحرينية وفضاء للإبداع، وتبادل الخبرات والتجارب بين الفاعلين في قطاع الحرف بين البلدين، فضلاً عن دوره في تدعيم الروابط الوثيقة بين البلدين وتأصيل انتمائهما.

إنّ الاهتمام على أعلى المستويات بقطاع الصناعة التقليدية في البلدين الشقيقين المغرب والبحرين، ضمن برنامج عام لتطوير المنتجات السياحية يجسد بجلاء الفهم العميق لهذا التراث الذي يكتنز به البلدان لما له من أهمية في تأصيل مفهوم الحوار عبر التفاعل المتبادل بين طرفيْ العالم العربي، وكذلك بين مختلف الثقافات الإنسانية الشيء الذي من شأنه أن يساعد على نشر ثقافة الحوار والتفاهم والوئام بين الشعوب.

إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:12 م

      الأسبوع المغربي البحريني للصناعة التقليديّة: للمغرب حضور مميز في البحرين
      دائما ينشطون لتحسين العلاقات بين المغرب والبحرين

اقرأ ايضاً