العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ

د. شرف: التأمل نمط حياة يجدد الحياة

تُعرِّف د. عواطف شرف طبيبة العائلة ونائب رئيس جمعية البحرين للتأمل وتطوير الذات الصحة النفسية على أنها مكون أساسي للصحة العامة، فهي حالة من العافية والرفاء تعكس الحالة الداخلية للشخص فيعيش توازناً في حياته بلا اضطراب ولاتوتر. وتقول عن جمعية البحرين للتأمل وتطوير الذات إنها تأسست في العام 2007 وزاولت نشاطاتها مع الجمعيات البحرينية ذات الاهتمام المشترك. وقد نظمت الجمعية حتى الآن 3 مؤتمرات على مستوى البحرين، وقدمت ورش عمل سلطت الضوء على أهم السبل الفعالة لتسخير قوة العقل لحياة أفضل وأكثر صحة تحت شعارات مثل: (أيقظ قواك الداخلية والكامنة) في دعوة منهم لإيقاظ ذلك العملاق القابع في أعماقنا في فرصة لاستكشاف وتطوير المهارات وممارسة العديد من الأساليب المتنوعة لتطوير الذات. وكشفت بأن الجمعية تعد لمؤتمرها الرابع في فبراير القادم.

وعن بداياتها في مشوار التأمل الذي وجدت فيه علاج روحي فعال، تسرد د.شرف قصتها بشيء من الغصة الممزوجة بالأمل فتقول:

«بدأتُ بالتأمل في العام 2004، تحديداً حينما كنتُ في الولايات المتحدة الأمريكية في رحلة علاج مع زوجي المصاب بورم في المخ، حيث أخبرني الأطباء المشرفين على حالته الصحية أنها ستتهاوى خلال 6 أشهر إلى أدنى درجاتها. الصدمات المتلاحقة التي استقبلتها أوعكتني بشدة، أدخلتني في زوبعة عصفت بكياني، فلذتُ بنفسي نحو مركزاً يغيثني ويرمرم صدعاً شق حياتي. هو التأمل، سبيلي الأنجع!».

واضافت: «عرفتُ طريقي نحو التأمل فكان هو معركتي اليومية التي أخوض غمارها بين الممارسة والقراءة والتعلم. الحياة تبدو أفضل، فقد تجاوزتُ الألم ولو لحين. العام 2005 توفي زوجي، أنا الآن أقوى أمام أبنائي الأربعة، أعرف تماما كيف أسيطر على مشاعر حزني العميقة. أيقنتُ بإن التأمل ليس مجرد تقنية وإنما هو نمط حياة يجدد الحياة، يجعلني أكون كيفما أفكر. في البحرين، الصدفة أهدتني الطريق عبر تصفح بعض صفحات الانترنت نحو جمعية التأمل وتطوير الذات البحرينية. وجدتها ووجدتُ ذاتي في رحابها».

وتعلل د. شرف أهمية الحاجة إلى مزاولة التأمل بشكل يومي على إنها وقاية التي لابد ستكون خيراً من علاج يطول فيما بعد. كما وترى أن الأمراض النفسية تتفاوت في شدتها وسيطرتها على الشخص، فمن التوتر والقلق إلى الاكتئاب وصولا لمحاولات الانتحار، كلها تستدعي الاحتواء من قِبل الشخص الآخر. فالمريض في حالته هذه بأمس الحاجة إلى لصيق معه في متابعاته، يتفهم كلياً تفاصيل المرض، متطلباته واحتياجاته. وترى د. شرف أن الرفيق المساند في رحلة العلاج هو أهم مظاهر الدعم النفسي التي يجب على العائلة الالتفات والاهتمام له. فالرفيق يحتاج ما يمنحه الراحة والثبات أولا ليمد رفيقه المريض بها وهذا تماما ما تجلبه ممارسة التأمل.

وتدعو د. شرف بدورها المجتمع للحفاظ وتنمية صحته النفسية بالاسترخاء وتطوير سلوكياته الوقائية كالإستيقاظ صباحاً بإيجابية ومحاولة إرخاء العضلات والتخلص من الشد بأخذ نفس عميق ينعش اليوم ويعلن عن بدايات جديدة نحو رحلة لحياة مثالية أكثر صحة وسعادة.

العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً